stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ويبنون البيوت الخربة – الأب وليم سيدهم

790views

ويبنون البيوت الخربة

هناك أناس تبني وهناك أناس تهدم، وما عالمنا إلا بناء وهدم ومن أسباب الهدم والخراب هي الحروب ‏بين الدول والمنازعات بين العائلات وبين الأفراد.‏

وبين هذا الكر والفر ظهرت منذ فجر التاريخ فئة من الناس اتخذت رسالة لها هي البناء وتعمير البيوت ‏الخربة وأشهر من بنى هو القديس فرنسيس الأسيزى.‏

وظهرت في العالم منذ فترة طويلة نزعة فنية وثقافية أطلقت على نفسها “الفنانون المستقلون” ‏وانتشرت هذه النزعة وصارت كالموضة يقوم فيها الفنانون خاصة المسرحيون بتعمير الخرائب التي ‏خلفتها الحروب في أوروبا وجعلوا فيها مساحات للإبداع والخلق من مسرح وسينما ورسم وموسيقي، ‏هؤلاء الأشخاص من كل لون ودين ومازالوا يبحثون دائمًا عن الأماكن الخربة ليجعلوا منها منارة ‏للثقافة والفنون.‏

والكتاب المقدس يغبط دعاة البناء وبعد السبي البابلي وخراب الهيكل الأورشليمي دعا الأنبياء اليهود ‏لإصلاح ما تهدم وتعمير البيوت التي خربها الغزاة. وهكذا نحن المؤمنين مدعويين للبناء والتعمير ‏وليس للهدم والخراب.‏

أذكر مثلًا واحدًا من بين أمثلة كثيرة قام فيها المثقفون بتحويل مثل هذه الخرائب في مصر إلى ثورة ‏للنور ولاتنوير، هذا ما فعله المرحوم الأخ فايز سعد اليسوعي حينما حوَّل أرض الجراج الملاصق ‏لدير الآباء اليسوعيين في الأسكندرية إلى مركز ثقافي تصدح فيه الموسيقى ويلتقي الشباب والشابات ‏في المعارض الفنية والمسرحيات من ممثلين من مختلف دول العالم والسينما وصناعة الأفلام.‏

نعم، نحن جميعًا مدعوون إلى إصلاح البيوت الخربة. مدعوون في بلادنا التي يسكنها الجهل وتكثر ‏فيها الخزعبلات وإستقلال الدين لتعمية الناس بدل من تنويرها، نحن مدعوون أن نحث الشباب ‏والشابات على البناء، على الإبداع وعلى جعل مئات وآلاف من طاقات النور تنتشر في وطننا العريق.‏

‏”ويبنون البيوت الخربة” إن البناء والتعمير في إيماننا المسيحي لا يقتصر على بناء الكنائس فقط، ‏فإيماننا يجعل من كل واحد منا هيكلًا للروح القدس كما قال بولس الرسول ولمدة أكثر من ثلاثمائة عام ‏بعد ظهور وانتشار المسيحية كانت العبادة تتم في المنازل والمقابر، فالعبرة ليست في بناء الكنائس بل ‏في بناء البشر وجعلهم أنفسهم هياكل يسكنها روح الله.‏

ويقول المرنم “إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا ‏يَسْهَرُ الْحَارِسُ.” (مز 127: 1) لنبني ونشيد منارات وبيوتًا تفيض بالسلام والفرح والمصالحة ‏وكفانا إنعزالًا وإعتزالًا للمجتمع فنحن أبناء النور.‏