stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ » – التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة

875views

التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
الأعداد 311 – 312

« يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ »

إنّ الملائكة والبشر، بكونهم مخلوقات عاقلة وحُرّة، يجب أن يسيروا نحو غايتهم القصوى باختيارٍ حرّ ومحبّة للأفضل. وفي نفس الوقت، فإنّ بإمكانهم أن يضِلّوا وهم قد خطئوا فعلاً. هكذا دخل الشرّ المعنوي إلى العالم، وهو يفوق بخطورته الشرّ الجسدي بأشواطٍ. إنّ الله، ليس البتّة علّة الشرّ المعنوي، لا مباشرة ولا غير مباشرة. ولكنّه يسمح به، مراعيًا حريّة خليقته، ويعرفُ، بطريقةٍ سريّة، كيف يستخرج منه الخير: “فالله الكلّي القدرة، في صلاحه المطلق، لم يكن ليترك أبدًا أيّ شرّ يوجد في خلائقه لو لم يكن له من القدرة والجودة ما يكفي لاستخراج الخير من الشرّ نفسه” (القدّيس أوغسطينُس).

وهكذا، مع الوقت، يمكننا أن نكتشف أنَّ الله، في عنايته الكلّية القدرة، يستطيع أن يستخرج خيرًا من عواقب شرٍّ، سبَّبته خلائقه حتّى لو كان هذا الشّر معنويًّا: ففي سفر التكوين مثلاً، نرى يوسف يقول لإخوته: “لم تُرسِلوني أنتُم إلى ههُنا، بَلِ اللهُ أَرسَلَني… أنتُم نَوَيتُم عَلَيَّ شَرًّا، واللهُ نَوى بِه خَيرًا،… لِيَهَبَ الحَياةَ لِشَعبٍ كَثير” (تك 45 :8؛ 50: 20).

وقد استخرج الله، في فيض نعمته (رو 5: 20)، من أعظم شرٍّ معنوي يمكن تصوّره – أيّ من نبذ ابن الله وقتله، بسبب خطيئة جميع البشر- أعظم الخيور ألا وهو فداؤنا وتمجيد الرّب يسوع المسيح. ورغم ذلك فإنّ الشرَّ يظلُّ شرًّا ولا يمكنه أن يتحوَّل إلى خير.