stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يا معلم ماذا افعل لأرث الحياة الأبدية؟ – الأب وليم سيدهم

3.4kviews

دنا دكتور من الفريسين ليجرب يسوع فسأله: يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟‎»‎فَقَالَ ‏لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟‎»‎فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ ‏قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ» ‏
نختار كثيراً لكى نعرف طريق الوصول إلى السعادة الحقيقية في حياتنا ولسان حالنا يقول ما ‏العمل؟ أريد أن أعرف الطريق و رغم أن الدكتور الفريسي جاء ليختبر يسوع إلا أن يسوع ‏ورّطه شخصياً في الرد على نفسه. فالكتاب المقدس فيه الرد على السؤال.‏
إن محبة الله من كل كياننا و مشاعرنا و محبة قريبنا كحبنا لنفسنا هو أبلغ رد و أبسط و ‏أعمق رد. لنتوقف عند “أحبب الرب الهك” كيف نترجم هذا الحب إلى سعادة يومية؟ إن ‏محبة الله تعنى العمل بوصاياه ووصايا الله تحدد الطرق السماوية التى على المؤمن أن يسلكها ‏للوصول إلى بر السلامة.‏
و تتلخص هذه الطرق فى الإعتراف بالله بصفته خالق الكون و مدبره بما فيه من الانسان و ‏الحيوان و النبات و الأجرام السماوية و كل مظاهر و ينابيع لحياة الانسان و بقية الكائنات.‏
هذا الإعتراف بأولية الله يجعلنا نقف على أرض صُلبة الاتجاهات فيها محددة وواضحة. ‏فمحبة الله مرتبطة بمحبة خلائقه و محبة القريب خاصة و لكى تتجسد هذه المحبة في المكان ‏و الزمان لابد من حرية وإرادة و قرار صائب يرتكز على تعاليم الله في الكتب المقدسة و ‏على القوى الباطنية التى أودعها الله في الإنسان.‏
ولكن ما علاقة الحياة الأبدية بالحياة الأرضية؟ إنها علاقة عضوية فلن يدخل الحياة الأبدية ‏إلا من بدأ مسيرته في الحياة الأرضية يتلمس الطريق الذى رسمه الله من خلال الخطوات ‏التى يخطوها الآن على الأرض.‏
فالطريق إلى السماء بدايته على الأرض و قد علمنا المسيح أن نصلى كل يوم قائلين : “لِتَكُنْ ‏مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ” و هذا يعنى أننا نستحضر حياة السماء حينما ‏نقوم بأى فعل على الأرض.‏
و لكن مهلاً هناك خطوات لنا على الأرض غير موجودة في السماء. نعم كل مرة نتخذ قراراً ‏تكون السماء فيه غائبة يتحول هذا القرار إلى خراج غريب عن أطوار ابناء الله و يصبح ‏مؤلماً نفسياً و روحياً و عقلياً، ذلك أن القرار الذى يفرغ من روح الله يملأه روح الشيطان و ‏شتان الفرق بين الأثنين. ‏
لهذا السبب جاء المسيح لكى يعالج هذه الخراريج و الأمراض من خلال التوبة و الرجوع ‏عما هو خطأ فى قراراتنا و مهما كانت نتيجة قراراتنا الخاطئة مضرة لنا و لمن حولنا من ‏إخوتنا البشر فإن رحمة الله التى استحقها لنا المسيح تتدخل لتمحو من قلوبنا و من اجسادنا ‏هذه النتائج التى تثقل كاهلنا و تجعلنا عاجزين عن تكملة مسيرتنا.‏
و مع الأيام و عند اقترابنا من العبور من الأرض إلى السماء يزداد شوقنا إلى لقاء الله الآب ‏وجهاً لوجه و تشعر أنفسنا بالغربة فى هذا العالم، و نصبو إلى العالم الأفضل الذى فيه سنجد ‏الراحة الأبدية و نترك وراءنا تاريخاً محملاً بالثمار الروحية و الإجتماعية و الثقافية الذى ‏تقطف منه الأجيال التالية علينا و نكون هكذا قمنا بواجبنا في هذا الوجود فنتركه لنلحق بنوع ‏آخر من الوجود : ” مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ ‏لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ”.‏
فتكتمل سعادتنا و نلحق بملايين ممن سبقونا لنطل من السماء على الاجيال الجديدة التى ‏تصحر الارض و تكمل بناء الملكوت مقبلين إلى الدهر الآتى الذى سيجمع الأرض مع ‏السماء ليجلس الله كالشمس وسط خلائقه سائرين ينشدون نشيد الظافر على قوى الموت و ‏الشر.‏