يوحنا المعمدان في حضرة الثالوث الأقدس – الأب وليم سيدهم
إن سر الثالوث الأقدس تجلى يوم أن عمَّد يوحنا المعمدان يسوع في نهر الأردن، تبارك نهر الأردن بزيارة الآب والأبن والروح القدس يوم معمودية يسوع على يد يوحنا .
ما المعنى والمغزى لهذا التجلي الألهى على الأرض؟ يقول لنا القديس اغناطيوس في كتاب الرياضات الروحية أن الثالوث المقدس إجتمع في عليائه في السموات ونظروا من فوق إلى الأرض فوجدوا الناس في حروب ويرتكبون القتل والعنف وهلاك البشر فقرر الثالوث أن ينزل أحدهم من السماء لكى ينقذ هذه البشرية من هذه الألة الجهنمية التي كانت تجعل البشر يقتتلون فيما بينهم.
إذن الثالوث المقدس ظهروا معًا على الأرض بمناسبة تجسد يسوع ووقوفه في طابور الخطأة ليتضامن معهم ويعتمد، ولأنه قدوس بار جهله البشر ظهر الروح القدس عليه كحمامة وصوت الآب أعلن: ((هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت )).(متى 3: 17).
وإذا كان الروح القدس حلَّ على مريم البتول فحبلت بيسوع فإنه يوم معموديته ظهر ليوحنا ليخبره بشخصية المعتمد. كما أن الآب أعلن ليوحنا أن ((هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت )).(متى 3: 17)، وهكذا خصبت السماء الأرض بمجيئ الطفل السماوى وإختياره الإقامة على كوكب الأرض ليقدسه ومن عليه من بشر مخلوقين على صورة الآب وبالتالي كان لابد من إنقاذهم من شرور أنفسهم ووضعهم على الطريق الصحيح بعد أن ضلَّوا وإستسلموا لقوى الشر والظلام بعد أن فقدوا علاقتهم مع الله الخالق، وظنوّا أنهم بإستقلالهم عن الخالق، سيصبحون آلهة.
لقد صدقوا غواية الحية رمز الشيطان وتنكروا للخالق فحلت عليهم اللعنة بدل البركة، وجاء يسوع لكى ينير لهم الطريق من جديد فيتوجهوا إلى الله مرة أخرى بعد أن يتوبوا ويتطهروا من أدران التمرد وعدم الثقة.
إن ما نعيشه اليوم من كآبة وعنف وعبادة للمال والشهوة والسلطة يثبت أن اإنسان فقد أعز شئ عنده وهو إيمانه الشديد بخالقه وحبه العظيم له. كما يثبت أن جسد الإنسان ونفسه إنفصلا عن روحه فأصبحت مطالب الجسد والنفس فوق مطالب الروح. وضاعت الهارمونيا بين القوى المختلفة التى تكّون الإنسان.