stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏”جئت لكى يبصر فاقدو البصر”‏ – الأب وليم سيدهم

754views

كثيراً ما يربط المؤمنون العاهات مثل العمى و الكساح و البرص و غيرها بخطيئة ‏إرتكبها الوالدان أو أحدهما فى سلوكهما الشخصى. محاولين إيجاد تفسير عقابى نزل ‏من السماء على الوالدين و رغم تقدم العلم و إكتشاف كثيراً من الأسباب التى إرتبطت ‏بهذه الولادات المجروحة مثل زواج الأقارب أو توارث الجينات أو تسرب بعض ‏الميكروبات أو الفيروسات إلى الجنين، إلا أن سيادة الثقافة الغيبية المرتبطة بالمعتقدات ‏الدينية الخاطئة تدفعنا إلى ربط العاهة بالخطيئة.‏
و كانت هذه العقلية سائدة فى زمن المسيح لذلك نجد تلاميذ يسوع يسألونه عن “الأعمى ‏منذ مولده” قائلين “يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟” و يأتى رد يسوع ‏قاطعاً “لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيه”.‏
ثم شرع المسيح كما كان يفعل أنبياء العهد القديم ومن كانوا يمثلون فى ذلك الوقت ‏المتخصصين في الشفاءات إذ لم يكن الأطباء موجودين بالمعنى الذى نظنه على الطبيب ‏الآن الذى درس التشريح و الأمراض و الفيروسات و آليات الأجهزة الدموية و التنفسية ‏و الهضمية …. إلخ.‏
شرع المسيح فى محاولة فتح عينيه لترى النور و تميز بين الأشياء و أرسل إلى بركة ‏سلوام ليغتسل كما يرسل الناس مرضاهم اليوم ليتبركوا بالأديرة مثل درنكة و جبل ‏الطير و كنيسة العذراء بالزيتون، و ما أن سمع علماء الشريعة حتى ملأهم الغضب فهذا ‏الأعمى ولد كله بالخطيئة و بالتالى كان عليه أن يظل أعمى نظير الخطيئة التى ارتكبها ‏هو أو أهله.‏
كان يسوع يعلم جيداً أن ما يفعله من شفاءات و معجزات مُجَرّم من رؤساء الدين حافظو ‏شريعة الله على الأرض. ولكن هذا لم يثنيه عن رسالته فى تحرير المرضي من كل نوع ‏و البؤساء و الفقراء من كل القيود التى كانت تمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.‏
إلا أن وضاعة هؤلاء العلماء جعلتهم يلجأون إلى الفقراء أنفسهم لتخويفهم من يسوع ‏‏”المخلص” و تصويره على أنه “شيطان” لا يجب القرب منه أو معاشرته.‏
ذهبوا إلى “الاعمى منذ مولده” بعد أن أصبح “مبصراً” بعد أن لمسه يسوع و دله على ‏طريق الابصار ليعملوا معه تحقيقاً على غرار ما يحدث مع رجال الأمن اليوم مع ‏المشكوك فى ولائهم للسلطة و قالوا “أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ ‏وَيَسْتَعْطِي؟‎»‎آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي ‏أَنَا هُو”َ. فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟‎»‎أَجَابَ ذَاكَ وقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ ‏صَنَعَ طِينًا وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ ‏فَأَبْصَرْتُ‎».‎فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ‎.«‎‏ ‏
و إمعاناً فى التحقيق ذهبوا إلى والديه ليتحققوا أكثر عن هويته إلا أن والديه خافا جداً ‏وقالا ‏‎ ‎أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالاَ: «نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى‎.‎وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ ‏فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ‎».‎قَالَ ‏أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ ‏أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ‎.‎لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ‎».‎
و تكرر السؤال للأعمى من قبل علماء الشريعة و شتموه لأنه تجرأ وقال لهم بسبب ‏الحاحهم عليه فى السؤال عمن شفاه “أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاَمِيذَ؟” ‏فصرخوا مستنكرين قائلين وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى ، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ ‏اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ‎«‎‏ ‏
مازال علماء الشريعة فى عصرنا يكررون نفس الشئ مع كل شخص حاولوا أن يغلقوه ‏فى مرضه و عاهته.‏