stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إذا أخطئ اليك أخوك.. إغفر له – الأب وليم سيدهم

606views

“اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ” (لوقا 17:3، 4)

إن أخطائنا تُحصى بالمئات في اليوم، ولكن من يدرك ومن يعترف بهذه الأخطاء، إن حياتنا تنساب كالمياه في ثنايا الأرض ومعها أخطاؤنا، نبدأ يومنا ربما والمياه مقطوعة في المنزل فنبدأ بالسباب والشتيمة على من كان السبب، نخرج من المنزل إلى المترو فنزداد غضبًا وسبابًا في سائق المترو ووزير المواصلات والكمساري ..الخ، بعد ساعة يصل المترو فنركب أفواجًا فيدوس أحدهم على رجلي فأشتم وأسب للمرة الخامسة وبعد نزولي من المترو أسير في الشارع فيقابلني كلب ينبح بلا سبب فأكيل له أيضًا الشتائم على نهاره اللي مش طالعله شمس. أصل المكتب فأجد وجه المدير مكفهر ويسجل في دفاتر الحكومة أني تأخرت ساعتين عن العمل يقابلهم خصم من مرتبي المذري.

ما أن أجلس على مكتبي مُنهك وتعبان حتى يتقاطر المواطنون وهم يتزاحمون على مكتبي، ولأن الحكومة في مصر تعني أن يكون الموظف مسلمًا فيناديني المواطنون بلقب جديد “استاذ محمد” وأنا اسمي صليب، هنا أخرس تمامًا لأن الحديث في موضوع مسلم ومسيحي يسبب الفتن، أقضي ساعات العمل وأنا زهقان ومكشر.

أما الرجوع من العمل الساعة 2 بعد الظهر من حلوان الى المرج في المترو فهي معاناة أخرى لا تمر فيها عشرة دقائق دون الزعيق والشتائم المرسلة والمضمرة على كل من تسبب في نكدي وفي إجهادي طوال اليوم. وأنا في الطريق اتلقي تليفون من احد ابنائي انه واقف علي باب الشقة وضاع المفتاح منه … مناحة.

أظن هذا يكفي لتأملي اليوم، إذن متى أجد الوقت والروح للإعتذار والتوبة إلى كل الذي تسبب في نكدي وإرهاقي طوال هذا اليوم.

إن الذين يخطئون في حقي في اليوم الواحد يتجاوزون المئة تقريبا، فإلى من سأتوب وإلى من سأطلب المغفرة.

إن يسوع يطلب من كل واحد منا أن يتحمل الآخرين ويغفر لهم إلى مالا نهاية ولكن مواقف حياتنا المتتابعة والمستمرة لا تسمح لنا في أغلب الوقت أن نتهيئ لمثل هذا الموقف الإنساني البحت، ولنقل أنه مزاج الشعب المصري في الظروف الإقتصادية الجائرة حيث إرتفاع الأسعار في الخضار والفاكهة والفراخ واللحمة والسمك، وإرتفاع إيجار السكن وإرتفاع أسعار الكهرباء والتليفونات والمياه.

يكاد الإنسان أن ينسحق تمامًا تحت هذه المُعطيات الفكرية، ولكن مهلًا، منذ متى كانت الحياة مجرد نزهة وراحة وفسحة، إن الحياة الروحية هي معركة مستمرة لا هوادة فيها، ويذكرنا القديس بولس أن العمل قضية هامة لأنها إختيار لابد منه لكي نؤمن إحتياجاتنا ولكي نسد متطلبات الجسد ولا يكون عالة على الآخرين، ولكن الكتاب المقدس يدعونا إلى أن يمسك زمام حياتنا بأيدينا وأن نجد الوقت الكافي لتهذيب أنفسنا حتى نتعود على أن المعاناة مهما كانت جسدية أو نفسية يجب ألا تمنعنا عن الغفران للآخرين أو قبول الغفران منهم وهذا لن يتم إلا من خلال الصلاة في صمت وفي إصرار وبشكل منتظم.