stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عظات الأيام الطقسية

إرَفَعوا ما فضَلَ مِنَ الكِسَرِ-الأب بولس جرس

880views

Buolos Garas

تأمل في قراءات الأربعاء 5 مارس 2014 الموافق التاسع من شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“وأمّا يَسوعُ فدَعا تلاميذَهُ وقالَ:”إنِّي أُشفِقُ علَى الجَمعِ، لأنَّ الآنَ لهُمْ ثَلاثَةَ أيّامٍ يَمكُثونَ مَعي وليس لهُمْ ما يأكُلونَ. ولستُ أُريدُ أنْ أصرِفَهُمْ صائمينَ لِئلا يُخَوِّروا في الطريقِ” فقالَ لهُ تلاميذُهُ:”مِنْ أين لَنا في البَرِّيَّةِ خُبزٌ بهذا المِقدارِ، حتَّى يُشبِعَ جَمعًا هذا عَدَدُهُ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”كمْ عِندَكُمْ مِنَ الخُبزِ؟”. فقالوا:”سبعَةٌ وقَليلٌ مِنْ صِغارِ السَّمَكِ”. فأمَرَ الجُموعَ أنْ يتَّكِئوا علَى الأرضِ، وأخَذَ السَّبعَ خُبزاتٍ والسَّمَكَ، وشَكَرَ وكسَّرَ وأعطَى تلاميذَهُ، والتلاميذُ أعطَوْا الجَمعَ. فأكلَ الجميعُ وشَبِعوا. ثُمَّ رَفَعوا ما فضَلَ مِنَ الكِسَرِ سبعَةَ سِلالٍ مَملوءَةٍ، والآكِلونَ كانوا أربَعَةَ آلافِ رَجُلٍ ما عَدا النِّساءَ والأولادَ. ثُمَّ صَرَفَ الجُموعَ وصَعِدَ إلَى السَّفينَةِ وجاءَ إلَى تُخومِ مَجدَلَ.(متى 15: 32-38).

نص التأمل

إرَفَعوا ما فضَلَ مِنَ الكِسَرِ

كثيرا ما تأملنا هذه المعجزة الأكثر شعبية من معجزات الرب يسوع سواء لأنه استفاد من آلاف من البشر او لأن شاهدا العديد من الآف او لأنها تمس عصب الحياة اليومية” أكل العيش ام لأنها تمثل الحلم القديم للشعب اليهودي الذي عاله الرب لمدة اربعين سنة في البرية أم لأنها تظهر قدرات الرب يسوع على أوسع مدى…هناك هذا النص ونص (متى 14 :13 – 21)

المشترك في كلتا الروايتين عن المعجزتين العظيمتين

1- كثرة عدد الأتباع في الأولى (متى 14) خمسة آلاف وفي الثانية أربعة آلاف

2- إنهماكهالجموع في سماع الكلمة لدرجة تنسيهم العطش والجوع

3- البرية والقفر حيث لا زرع ولا ماء ولا طعام… تماما كبرية سيناء

4- إهتمام يسوع وإهمال التلاميذ، ثقة يسوع وشك التلاميذ

5- استحالة تحقيق الإشباع بما هو موجود ولا حتى بما يمكن أن يبتاع ويشترى

6- تحقيق الإشباع للجميع إلى درجة الوفرة في الأولى 12 قفة وفي الثانية سبع

7- حرص يسوع على عدم إهدارها هذه الكسر…

تعالوا اليوم في مجتمعنا الإستهلاكي نتوقف امام هذه الكسر…

نعم اكتسب إنسان عصرنا الحديث لذة جديدة لم يكن عرفها او سمع عنها فيما سبق من عصور:

لذة الإستهلاك…المتجسدة في عملية “الشوبنج” 

حتى أن هذا “الشوبنج” صار علاجا للإكتئاب ومصدرا للإشباع…

{ هلم بنا نشتري ليس فقط ما نحن بحاجة إليه بل ما يروقنا حتى وإن لم ينفع- هلم نبتاع ونملأ عربات الماركت بما لذ وطاب- تعالوا نخزن فمن يدري ما سيحدث غداً- هلموا بنا نلحق بالتخفيضات الرهيبة_ إحرص على ألا تضيع منك الفرصة- إتصل الآن واحجز قبل فوات الأوان ….

هذا الاتجاه الجديد القديم يقاومه الرب يسوع ويطلب من التلاميذ اليوم كما طلب بالأمس 

أن يجمعوا الكسر ولا يدعوا نعمة المعجزة ن معجزة الإشباع العظيمن تداس بالأقدام او تلقى في المهملات أو حتى تترك في البرية…

يريدنا الرب في بدء الصوم أن نفكر في الخير الذي بين ايدينا وأن نتذكر المحرومين

يريدنا المعلم ان ندرك مدى الحب والكرم والسخاء الذي لا يسمح له بأن يتركنا ننصرف فارغين

يريد منا كما قمنا بتناول الخير فرحين ألا نهدره او نتهاون في احترامه

يريد منا أن نتخلص من الللذة في الإسراف والتمتع في الإسراف

يريد منا أن نحمل في سلالنا الخير لمن لم يحضروا معجزة شبعنا كي يشاركوننا هم أيضا فيها

يريد ان نفهم ان عطاؤه السخي لا يجب ان يكون دافعا للتبطر على النعمة

اريد مني ومنك خلال زمن الصوم ان نجمع الكسر ونرفعها لتصير 

ان نشفق على الجموع الجائعة كما أشفق هو وتحنن

ان نبارك الرب على ما في ايدينا ونكر خبزنا للجائعين

يريد ان يصير الخير الوفير بين ايدينا أفرادا وكنيسة وشعباً

غذاء للمسكين وجبة لليتيم معونة للأرملة، سد حاجة لقريب معوز

هلم نجمع ما تبقى من الكسر لدينا فهو كثير