1.6kviews
ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم القداس الإلهي الاحتفالي بمناسبة عيد العنصرة المجيد في البازيليك الفاتيكانية، وخلال القداس، تلا عظة تحدث فيها عن الأمور التي يفعلها الروح القدس في حياتنا فلخصها في أمور ثلاثة: الهدي، التذكير والتعليم.
في كلامه إلى الرسل في العشاء الأخير، قال يسوع أنه سيرسل لهم عما قريب “هبة الآب” أي الروح القدس. يتحقق هذا الوعد في عيد العنصرة عندما يحل الروح القدس بقوة على الرسل.
إلا أن هذا الحدث لم ينته في تلك المناسبة فقط. فهو يتحقق دومًا لأن يسوع الممجد عن يمين الآب يستمر بتحقيق وعده بإرسال الروح القدس.
الروح القدس يهدينا: هو المعلم الباطني. يقودنا في الدرب المستقيم في الحياة. في المسيحية الأولى كانت المسيحية الأولى تعرف باسم “الطريق”. يسوع هو الطريق والروح القدس يقودنا في هذا السبيل!
الروح القدس يذكرنا: يذكرنا بكل ما فعله يسوع. هو ذاكرة الكنيسة الحية. وبينما يذكرنا، يفهمنا كلمات الرب. هذا الذكر بالروح لا يتحول إلى مجرد بُعد حفظ عن ظهر قلب، بل هو واقع حي.
روح الحق والمحبة يذكرنا بكل ما قاله يسوع ويُدخلنا بشكل أعمق في معنى كلماته. الروح القدس يذكرنا بوصية الحب ويساعدنا على عيشها.
المسيحي بدون ذاكرة ليس مسيحيًا. على المسيحي أن ينمي بحكمة الذاكرة، حكمة القلب.
مريم مع الرسل كانت امرأة الذاكرة، تلك المرأة التي منذ البدء كانت تتذكر كل الأمور وتتأملها بقلبها.
الروح القدس يعلمنا. يجعلنا نتكلم بحكمة مع الله ومع البشر.
يجعلنا نتكلم مع الله كأبناء، وهذا أمر واقع لأننا بالروح نضحي أبناء الله. ما من أحد يستطيع أن يعترف بأن يسوع هو رب من دون الروح القدس.
وهو يجعلنا نبني مع الآخرين حوارًا أخويًا، حوار صداقة ووداعة. يجعلنا نفهم أحزان وأفراح الآخرين.
الروح القدس يجعلنا نتكلم مع الناس من خلال روح النبوة، فنضحي قنوات متواضعة وطيعة في يد الله، ودائمًا بروح وديع ومتواضع.
خلاصة القول: الروح القدس يعلمنا السبيل، يذكرنا بكلمات يسوع، يجعلنا نخاطب الله كأبناء، يجعلنا نلتقي ونحاور البشر كإخوة، ويجعلنا ننطق بروح نبوي.
الكنيسة التي تلقت الروح القدس تنطلق فورًا لحمل الرب وهي تذكرنا بعذراء أخرى، العذراء مريم، التي لدى حملها بالرب بقوة الروح القدس انطلقت.
من دون الروح القدس ما من تبشير. ولذلك مع أمنا الكنيسة الكاثوليكية نصلي: “هلم أيها الروح القدس”.
الفاتيكان, (زينيت) د. روبير شعيب
