stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عن الكنيسة

السنة الطقسية القبطية 1 – الأب يوسف أقلاديوس

993views

download (66)

مقدمة:

إن حياة الإنسان عامّة مرتبة وفق طقوس معينة، تشمل كل جوانب حياته الإنسانيّة والاجتماعية والسياسية والثقافية…الخفنجد طقوسًا معينة للاحتفالات والأعياد الرسمية والموسمية والشعبية، ونوعيات معينة من الملابس- شارات معينة، شعارات معينة، حركات معينة، هتافات، جمعيات تأخذ رموزًا معينة، والولائم لا تخلو من طقوس أوشية طقوس.

إن كل هذا يحمل معنى أعمق من مجرد الأفعال الخارجية إنه تعبير عن رغبة خفية في الإنسان أو حاجة عميقة إلى الانتقال بحياته إلى مجال آخر غريب ومتعال- أي التجاوز.إن هذه الظاهرة تتجلّى بوضوح في الديانات، فالديانات منذ أقدم العصور تركّزت تلقائيًا حول الطقوس سواء كانت برقصات وصرخات وطبول أو محرقات وذبائح، وكانت تقدّم إلى الإله أو الآلهة والشخص المتعالي أو العالم المتعالي، الذي يفوق الإنسان لكي ينال الإنسان الرضا أو الحماية والحياة.فالطقوس إذن في حياة الإنسان وتاريخه وطبعه أداة ووسيلة للاتجاه إلى فوق، إلى العالم الآخر، إلى الله، إنها محاولة للبلوغ إليه. 

هذا من جهة، ومن جهة أخرى الطقوس تعبير عن طبيعة كيان الإنسان، فالإنسان جسد وروح، حي وغير حي، منظور وغير منظور. إنها وسيلة تعبّر عن حقيقة كيان الإنسان بأبعاده المختلفة، الجسدية والروحية فالإنسان وحدة واحدة لا يتجزّأ.

أولاً: السنة الطقسية

1- ماهية السنة الطقسية

السنة الطقسية ترتيب وضعته الكنيسة للاحتفال بالسرّ الفصحي (سرّ آلام وموت. قيامة المسيح ومجيئه الثاني). لم ينشأ هذا الترتيب دفعة واحدة ولكنه مرّ بمراحل كثيرة من التطوّر ومع ذلك كان محتفظًا بالهدف الذي كان أساس نشأة السنة الطقسية وهو إحياء ذكرى حدث الخلاص.ليست السنة الطقسية تكرارًا أو إعادة أحداث ماضية، بل ممارسة ومعايشة وتذوّق واختبار لسرّ الخلاص من خلال حضور يسوع المسيح في الليتورجيا (إن لفظة ليتورجيا مستعملة حاليًا في كل اللغات وهي مشتقة من كلمة يونانية مركّبة: لايتون بمعنى “شعبي- جمهوري- جماعي) وكلمة إرجون “خدمة- عمل- مهمة” وبالتالي فإن هذه الكلمة تستعمل للدلالة على خدمة الجماعة وقد تقوم هذه الجماعة نفسها بالخدمة أو تكون الخدمة لمصلحتها وتعبير آخر أي أن الجماعة تخدم وتُخدَم، خدمة من وإلى الشعب.

2- تكوين السنة الطقسية

إن التنظيم الحالي للسنة الطقسية ثمرة عمل طويل وبطيء. فقد اقتضى حوالي ثماني قرون فما أكثر. فقد بدأت السنة بيوم واحد. ووصلت إلى ما هي عليه الآن.

القرون الثلاثة الأولى:

– بدأت السنة الطقسية بيوم واحد وهو يوم الأحد، وكان ذلك من خلال: الاستماع إلى كلمة الرب. المشاركة في الإفخارستيا (الذي يتم فيها تذكار آلام وموت وقيامة الربّ. فقد كان الأحد بمثابة افتتاح للأسبوع وتقديسًا له.

– في بداية القرن الثاني بدأ الأحد يتخذ طابعًا متميزًا دون الآحاد الأخرى. وهو الأحد التالي لاكتمال البدر بعد الاعتدال الربعي، وأصبح العيد الكبير. لا بل العيد الأوحد في السنة كلها (عيد الفصح- عيد القيامة).

– في نهاية القرن الثاني بدأ يسبق عيد الفصح (القيامة) صوم يومين. ويستمر العيد خمسين يومًا.وبالتالي فإن خلال القرون الثلاثة الأولى: إذا كان يوم الأحد يفتتح الأسبوع ويقدّسه، إلا أن السنة الطقسية تدور حول حدث الفصح الذي يسبقه فترة استعداد وصوم يلحقه فترة طويلة من الفرح.

القرون الرابع حتى السادس:

حدثت في هذه الحقبة تطوّرات طفيفة في الفترة اللاحقة للعيد، بينما حدثت تطوّرات ملفتة للنظر في الفترة السابقة للعيد.فبالنسبة للفترة اللاحقة للعيد فقد اكتسب اليوم الخمسون احتفالاً خاصًا وذلك تحت تأثير سفر أعمال الرسل وقد سُمّي عيد حلول الروح القدس (العنصرة). وبعد ذلك تم الاحتفال بعيد الصعود في اليوم الأربعين للقيامة.أمّا بالنسبة للفترة السابقة للعيد، فحتى نهاية القرن الثاني كان الاحتفال بالعيد يتمّ ليلة واحدة يتم فيها الاحتفال بالآلام والقيامة معًا. أمّا مع بداية القرن الرابع وزّعت عناصر العيد على 3 أيام: الجمعة المقدسة، السبت المقدس، وليلة العيد.في النصف الأول من القرن الرابع نشأ وتثبت عيد الميلاد، وفي النصف الثاني من القرن نشأ عيد الغطاس وعيد التقدمة.نشأ عيد الميلاد في الغرب. 

نجد أول حديث عنه في تقويم 354م وكان هدف نشأته إعطاء صبغة مسحة العيد الشمس الوثني الذي كان يُحتفل به في 25 ديسمبر وللتركيز على ألوهية المسيح.يعود أصل عيد الغطاس (الظهور الإلهي) إلى أصل شرقي. ونشأ لنفس الأسباب التي نشأ عنها عيد الميلاد. وكان يُركّز على أحداث ظهور يسوع وفي العماد.مع بداية القرن الخامس بدأت مرحلة التجزئة تزداد. فقد كُرّس يوم الخميس لذكرى تأسيس سرّ الإفخارستيا. أمّا أحد الفصح فهو أحد القيامة.حدث تطوّر ملفت في فترة الاستعداد للفصح من صوم يومين إلى 3 أسابيع، إلى فترة الأربعين المقدّسة.

القرن السادس حتى الثامن:

– تحديد الصلوات والقراءات.

– في نهاية القرن السادس أدخل زمن المجيء كاستعداد للميلاد.القرن الثامن حتى اليوم:

– تكريم القديسين، أعيادهم.

– مع بداية القرن 12: إدخال أعياد لا تركّز على حدث من تاريخ الخلاص، بل على حقيقة إلهية أو جانب من شخصية المخلص.- عيد الثالوث الأقدس (القرن12).- عيد حسد الرب (حضور المسيح الحقيقي في الإفخارستيا) القرن 13.

– عيد قلب يسوع (القرن19).

– عيد يسوع الملك (القرن20).

خاتمة 

تبلورت وتتبلور مسيرة السنة الطقسية التي تبدأ من التجسّد وتتجه نحو الفداء والمجيء الثاني وانقضاء الدهر أي في لقاء الزمن بالأبدية.