stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

الصلاة- إكليريكي/جوزيف منير

662views

imagescafp11r6الصلاة- إكليريكي/جوزيف منير

·  مُقدّمة:

– قراءة نص (لو18: 1-8) مثل الأرملة وقاضي الظّلم.

ما هي الصلاة بالنّسبة إليك ؟

·  ماهيّة الصلاة:

– الصلاة صلة/علاقة (صداقة) بين الإنسان والله، حيثُ يكون الحوار مُتبادل، فعندما يتكلم الإنسان يسمع الله، وعندما يتكلم الله يسمع الإنسان ” تكلّم لأنَّ عبدك سامعٌ” (1صم3: 10).

– الصلاة هي حضور الله الدّائم في القلب، اختلاء مع مَنْ نحب ” وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليُصلّي. وقضى اللّيل كلّه في الصلاة لله” (لو6: 12).

– الصلاة هي علاقة طفل بأبيه، يشعر فيها الطفل بالأمان والاستقرار.

– الصلاة هي الحياة الدّاخليّة/الباطنيّة للإنسان، والّتي تنعكس نتائجها على حياته الخارجيّة.

– الصلاة ليست فرضًا/واجبًا على الإنسان، ولكنها فعل حب حيثُ يتجاوب الإنسان على محبَّة الله له.

– الصلاة تفتح قلب الإنسان، فيقبل ذاته والآخرين، فيراهم بعينٍ إيجابيّة.

– الصلاة تُطهر وتحرر الإنسان من رباطات الخطية ونجاسات القلب.

– الصلاة تُوحد بين قوى الإنسان (العقل وما يفكر فيه، القلب وما يشعر به، الإرادة وما يقوم به)، فهي تعمل على الانسجام بين الجسد والرّوح، وتطرد كلَّ ما يساعد على الانقسام والانفصال داخل كيان الإنسان.

– الصلاة تجدد الإنسان ” يتجدد مثل النّسر شبابك”، وذلك بنعمة الله الّتي يمنحها للإنسان، والّتي تجعله متوزانًا في انفعالاته ورغباته.

– الصلاة تمنح الإنسان حكمة وقدرة على الفحص والتمييز بعين الله. 

– الصلاة هي انسكاب/انسحاق الإنسان أما الله بجسده وعقله وقلبه وحواسه. 

– الصلاة هي لقاء إنسان حي بالله مع مصدر الحياة نفسها وهو الله.

– الصلاة هي رغبة الإنسان في معرفة الله، كما أنّها سرور الله في كشف نفسه لمَنْ يحبه.

– الصلاة هي وسيلة للتواصل مع الله، وليست هدفًا في حد ذاتها.

– الصلاة هي أول درجة يخطوها الإنسان في الصعود على سلم الله، فإذا لم نكن قادرين فهو سيجذبنا بنعمته.

·  أنواع الصلاة:

1- صلاة التجار: يُصلّي الإنسان ليُشبع له الله احتياجاته الشّخصيّة، فالمحور والمركز هو الإنسان واحتياجاته وليس الله، فيريد الإنسان استغلال الله، فلا يريد أن يعرف الله إلاَّ بقدر ما يحقق له كلَّ رغباته.

2- صلاة الأطفال: يظل فيها الإنسان طفلاً، يستمد كلَّ شيء من الله، ولا ينطلق خارج حدود ذاته، فلم يصل بعد إلى مستوى النّضج في تعامله مع الله والقريب.

3- صلاة الضعفاء: عندما يشعر الإنسان بنقصه وضعفه، يبحث عن كائن آخر أكثر قوّة منه ليحتمي فيه ويختبأ من نقصه، مثل صلاة يونان في بطن الحوت.

4- صلاة الفريسيّ: أشخاص قد يكونوا خدام، لديهم خلفيّة دينيّة جيدة في الاجتماعات والمؤتمرات، ولكنهم واقفون عند العبادة الشّكليّة الخارجيّة، بدون روح حقيقيّة في خدمتهم، مخدرون بالإحساس بالرّضى لذواتهم وشعورهم بالاكتفاء الذّاتي.

– قد نمر جميعًا بهذه المراحل من الصلاة، فقد تكون صلاتنا وقت ما صلاة طلب أو صلاة التجاء لله أو صلاة الابن الأكبر، ولكن يجب ألاَّ ننسى أنَّ الصلاة حبّ (صلاة الأحبَّاء)، تنبع من قلبٍ مُحبٍّ، علاقة حبّ بين طرفين هما الله والإنسان، فالحبُّ هو الذّي يُطهر صلاتنا من كلِّ أمر.

·  كيف أدخل في حياة الصلاة ؟

1- تهيئة الجسد: بثباته في وضعٍ معينٍ، بالرّكوع أو الانحناء أو السّجود، وكلُّ ذلك يُعبّر عن محبتنا لله وعرفاننا بالجميل لله.

2- الهدوء والصمت: هناك هدوء خارجي يتمثل في عدم الكلام مع الآخرين، حفظ الحواس بلا ضوضاء، ثبات الجسم في وضعٍ معينٍ. وهناك أيضًا هدوء داخلي يتمثل في صمت العقل عن التفكير والانشغال بأمورٍ كثيرةٍ عن الله، أو الشّعور بعاطفة تجاه شخص أكثر من الله.

– محاولة الصمت والهدوء صعبةً جدًا، تتطلب إرادة وتصميم من الإنسان للدّخول في حوارٍ مع الله، فهي محاولة إخراج كلّ ضوضاءٍ من النفس وتنفس هواء نقي، فيحصر الإنسان ذهنه داخل كلمات الصلاة، فالإنسان في صلاته يبحث عن الله بداخله ” إنَّ ملكوت الله في داخلكم” (لو17: 21).

– الصلاة هي لحظات الرّاحة الحقيقيّة، كما يقول يسوع: ” تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (مت11: 28).

– الصلاة ليست فقط وقت الصلاة، ولكنها حضور دائم مع الله، ففي كلِّ أوقات يومي منشغل بالله، هناك مَنْ يردد دائمًا في داخله “يسوع” أو “يارب ارحم” أو ” يا يسوع ابن داود ارحمني” (لو18: 38)، فكما يقول أحد الرّهبان ” إنَّ تقديسنا لا يأتي من تغيير أعمالنا بل من أنَّنا سنعمل لله ما نعمله عادةً لأنفسنا”، ” لسنا محتاجين أن نكون دائمًا داخل كنيسة لنبقى معه. نستطيع أن نلجأ من حينٍ إلى حينٍ لنأخذ شركة حبّ رقيقة متضعة مع الله. كلُّ واحدٍ يستطيع أن يعقد هذه المحادثات العادية مع الله، البعض بكثرةٍ والبعض أقل، إنَّه يعرف قدراتنا. فقط فلنبدأ”. لتكن صلاتنا بالقلب أكثر من الكلام.   

ماذا أفعل عندما يتزايد التفكير والمشاغل في عقلي عند وقت الصلاة ؟

– أقدم كلَّ الأفكار الّتي تدور في ذهني كمادةٍ للصلاة أمام الله، فإذا كانت شريرة فسيطهرها الرّوح القدس، وإذا كانت صالحةً فسيمنحنا الرّوح القوّة والمعونة لتحقيقها.

– لماذا نصلّي ؟

§  قد أصلّي بحثًا عن سلام قلبي داخلي، ولكن ماذا إذا لم أحصل على تعزية من صلاتي ؟

– قد يمنح الله تعزيته للإنسان في بداية طريقه معه، حتّى يشجعه ويقوّيه، كاللّبن للأطفال “سقيتكم لبنًا لا طعامًا”، ولكن لكي يبلغ وينضج الإنسان في علاقته ينزع منه الله التعزية، ليختبره هل سيتبعه الإنسان برغم الفتور وعدم التعزية أم سيتخلى عنه ؟!!! فكيف أكون أمينًا على الصلاة في علاقتي مع الله برغم الفتور والجفاف الرّوحي ؟

§  قد أصلّي ليستجيب الله طلبتي وسؤال قلبي، ولكن ماذا لو لم يستجيب الله لصلاتي ؟

– ليكن لدينا يقينًا أنَّ الله يُحبني في كلِّ ظروف حياتي ” محبَّةً أبديّة أحببتك…”، وإنَّه يعمل دائمًا لخيري. فهناك طلبات قد يستجيب لها الله مباشرةً لي فأشكره عليها، وهناك طلبات يستجيب لها بعد فترةٍ لأنَّ الوقت غير مناسب لي، وهناك طلبات لا يستجيب لها الله لأنَّها قد تضرني أو تبعدني عنه فيستبدلها بأمورٍ أفضل لي… ليكن لدي الثّقة في عناية الله لي في جميع الأحوال. قد لا يعطينا الله ما نطلبه، ولكنه يعطينا ما نحتاج إليه.

§  قد أصلّي هروبًا من ظروف حياتي الصعبة ومشاكلي المُعقدة، ولكن ما دوري أنا بجانب صلاتي في أمور حياتي ؟

–  كثيرًا ما نهرب من الدّور الذّي يجب علينا أن نقوم به، فتكون صلاتنا كأفيون يُخدرنا عن أنفسنا ويجعلنا متواكلين على الله وليس متكلين عليه. إنَّ الله دائمًا يُشرك الإنسان في عمله، فجيد أن نترك الله يعمل ولكن أيضًا هناك القليل الذّي يجب أن أساهم به، مثل الصبي الذّي قدم الخمس خبزات وسمكتين، وبصلاة يسوع أشبعوا خمس آلاف رجل غير النّساء والأطفال.

قل لي ماذا تصلّي، أقول لك مَنْ إلهك

·  فحص ضمير عن الصلاة:

مَنْ هم الأشخاص الذّين لا أذكرهم في صلاتي ؟

هل لّي الثّقة التامة في قوة الصلاة ؟

هل لدّي خبرة حقيقيّة في الصلاة ؟ 

ما هي طلبتي في الصلاة ؟