stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

إنسانية وتربوية

العلاقة مع الآخر وتطبيق الفضائل الإلهية الثلاثة-إكليريكي بدري أيوب

978views

rapالعلاقة مع الآخر وتطبيق الفضائل الإلهية الثلاثة-إكليريكي بدري أيوب

أحيانًا

نردّد “الآخر جحيم”، بل وأحيانًا تصير هذه العبارة قناعة من قناعتنا، على أساسها نتصرف ونكوّن علاقتنا بالآخرين؛ إنها عبارة تغيّبنا عن حقيقة الآخر، وتخفي في طياتها الجمال الموجود فيه، تشوّه شكل العلاقة معه.

ولكنّ حقيقة الآخر، وواقع العلاقة معه، بعيدان كل البعد عن هذه القناعة المتشائمة، فالآخر هو صورة الله، ووجوده في الحياة يغنيني، فمعه لا أحيا وحيدًا، وفي احترامي وحبي له تكمن سعادتي، وتتحقق إنسانيتي.

إنّ هذا الجمال الموجود في الآخر، وفي العلاقة معه، والانفتاح عليه، ليس ضربًا من الخيال، وليس التعايش معه في سعادة حلمًا صعب المنال، ولكنّ الأمر فيه بعض الصعوبات، ويتطلب فضائل كثيرة، نذكر منها الثلاث فضائل الإلهية (الرئيسية).

أولا المحبة

لا يكون التعايش السعيد مع الآخر إلا انطلاقا من الحبّ، فالمحبة هي قوة الدفع التي بها ننطلق نحو الآخر، وهي الينبوع الذي يروي شجرة العلاقة معه، وهي الوقود الذي يضمن استمرارية هذه العلاقة؛

إنّها الوصية التي أوصى بها يسوع قائلاً:

“أحبّ قريبك مثلما تحبُّ نفسك” (مت22/39)، وهي الفضيلة الإلهية التي منها تنطلق باقي الفضائل، إنّها تدفع بنا لنكتشف جمال الآخرين، ونقبلهم كما هم بمميزاتهم وعيوبهم.

ثانيّا: الإيمان   

تقودنا قوة حبِّ الآخر إلى الإيمان به، وبوجوده في الحياة، وبإمكانية التعايش معه في سعادة حقيقية؛ والإيمان بالآخر متعدد الجوانب ولا بد أن يكون شاملاً؛ فعليّ أن أؤمن بأنّ الآخر يمكن له أن يغنيني ويضيف إليّ ما قد لا يكون بحوزتي، ويكسوني بما لا يكون عندي من الفضائل وغيرها؛

إنّه الإيمان الذي يجعلني أثق في الآخر، وفي مواهبه، وفي قدراته، وفي كونه فريدًا في ذاته؛ إنّه الإيمان الذي يجعلني أؤمن بأني في حاجة للآخر، وأني لا أحقّق إنسانيتي إلاّ من خلاله.

ثالثًا: الرجاء

بالحبِّ ننطلق نحو الآخر ونعيش معه، وبالإيمان نثق فيه، وبالرجاء نضع الأمل دومًا فيه، فالعلاقة مع الآخر تحتاج في بنائها إلى الرجاء؛ رجاءٍ فيه عندما يضعف ويخطأ، ويبدو ليّ مذنبًا، رجاءٍ فيه عندما يهتز وأشكّ في ثباته، رجاءٍ في قدراته وإمكانياته، وإجمالا رجاء في حبِّه ليّ وحبّي له إذا ما اهتز أو فُترَ.

وأخيرًا أقول: إنّ كلّ إنسان هو فريد في ذاته، وشريك  معي في هذه الحياة، ولذا عليّ أن أنطلق نحو الآخر، راغبًا محبًا له، واثقًا مؤمنًا به، آملاً راجًا فيه.