stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 19 مايو – أيار 2020 “

429views

الثلاثاء السادس للفصح

سفر أعمال الرسل 34-22:16

في تلك الأَيّام: ثارَ الجَمعُ في فيلبيّ، ببولُس وسيلا، فنَزَعَ القُضاةُ ثِيابَهُما وأَمَروا بِضَربِهما بالعِصِيّ
فانهالوا علَيهِما وأَوسَعوهُما ضَرْبًا. فأَلقَوْهما في السِّجن، وأَوصَوا السَّجَّانَ بِأَن يُشَدِّدَ الحِراسَةَ علَيهِما.
فلَمَّا تَلقَّى السَّجَّانُ هذا الأَمْر أَلقاهُما في السجْنِ الجَوَّانِيّ، وشَدَّ أَرجُلَهما بالمِقْطَرة.
وعِندَ نِصفِ اللَّيل، بَينَما بولُسُ وسيلا يُسَبِّحان اللهَ في صَلاتِهما، والسُّجَناءُ يُصغونَ إِلَيهما،
إِذ حَدَثَ زِلزالٌ شَديدٌ تَزَعزَعَت له أَركانُ السِّجْن، وتَفَتَّحَتِ الأَبوابُ كُلُّها مِن وَقْتِها، وفُكَّت قُيودُ السُّجَناءِ أَجمَعين.
فاستَيقَظَ السَّجَّان، فرأَى أَبوابَ السِّجْنِ مَفتوحَة، فاستَلَّ سَيفَه وهَمَّ بِقَتْلِ نَفْسِه لِظَنِّهِ أَنَّ المسَجونينَ هَرَبوا،
فناداهُ بولُسُ بِأَعلى صَوتِه: «لا تَمَسَّ نَفْسَكَ بِسُوء، فنَحنُ جَميعًا ههُنا».
فطَلَبَ نورًا ووَثَبَ إِلى الدَّاخِل وارتَمى مُرتَعِدًا على أَقدامِ بولُسَ وسيلا.
ثُمَّ أَخرَجَهما وقال: «يا سَيِّدَيَّ ماذا يَجِبُ عليَّ أَن أَعمَلَ لأَنالَ الخَلاص؟»
قالا: «آمِنْ بِالرَّبِّ يسوع تَنَل الخَلاصَ أَنتَ وأَهلُ بَيِتك».
ثُمَّ حدَّثاهُ وجَميعَ أَهلِ بَيتِه بِكَلِمَةِ الرَّبّ.
فسارَ بِهِما في تِلكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيل فغَسلَ جِراحَهما وَاعتَمَدَ مِن وَقتِه، واعتَمَدَ ذَووهُ جَميعًا.
ثُمَّ صَعِدَ بِهما إِلى بَيتِه، فَوَضَعَ لَهما المائِدة، وابتَهَجَ هو وأَهلُ بَيتِه، لأَنَّه آمَنَ بِالله.

سفر المزامير 8-7c.3-2bc.2a-1:(137)138

أَشكُرُ لَكَ مِن صَميم قَلبي
لِأَنَّكَ ٱستَمَعتَ إِلى أَقوالي
أَعزِفُ لَكَ أَمامَ ٱلمَلائِكَةِ مُنشِدا
وَأَركَعُ نَحوَ هَيكَلِكَ ٱلمُقَدَّسِ ساجِدا

أَرفَعُ إِلى ٱسمِكَ حَمدا
مِن أَجلِ حَقِّكَ وَوَدادِكَ
وَلِأَنَّكَ بِوَفاءِ وُعودِكَ جَعَلتَ ٱسمَكَ مَجيدا
وَيَومَ دَعَوتُكَ ٱستَجَبتَ لي
وَرُحتَ تَزيدُ قُوَّةً في نَفسي

يَمينُكَ تُخَلِّصُني
إِنَّ ٱلمَولى آتاني كُلَّ ما يُرام
وَرَحمَتُكَ، أَيُّها ٱلرَّبُّ، باقِيَةٌ على ٱلدَّوام
فَلا تُهمِل ما صَنَعَت يَداكَ مِنَ ٱلإِنعام

إنجيل القدّيس يوحنّا 11-5:16

في ذلك الزّمان، وقبل أَنّ ينتقل يسوع من هذا العالم الى ابيه، قال لتلاميذَهَ: «أَمَّا الآنَ، فإِنِّي ذاهِبٌ إِلى الَّذي أَرسَلَني وما مِن أَحَدٍ مِنكُم يسأَلُني: إِلى أَينَ تَذهَب؟
بل مَلأَ الحُزنُ قُلوبَكم لأَنِّي قُلتُ لَكم هذهِ الأَشياء.
غَيرَ أَنِّي أَقولُ لَكُمُ الحَقّ: إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَمضي فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم.
وهو، مَتى جاءَ أَخْزى العالَمَ على الخَطيئِة والبِرِّ والدَّينونَة:
أَمَّا على الخَطيئَة فَلأَنَّهم لا يُؤمِنونَ بي.
وأَمَّا على البِرّ فلأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب فلَن تَرَوني.
وأَمَّا على الدَّينونة فَلأَنَّ سَيِّدَ هذا العالَمِ قد دِين.

التعليق الكتابي :

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظة بعنوان: “وجود الرّب يسوع الرّوحي في الكنيسة”

« إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَمضي فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم »

إنّ الرّب يسوع المسيح هو حقًّا معنا بأي طريقة كان ذلك. فهو قد قال: “هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (مت 28: 20) … قد تميلون إلى إعطاء التّفسير التّالي لذلك: “أنّ الرّب يسوع قد عاد، لكن بالرُّوح؛ روحه هو الذي عاد مكانه؛ وعندما يُقال أنّه معنا، فهذا يعني فقط أنّ روحه معنا”. ولا يمكن لأحد بالطبع أن ينكر أنّ الرُّوح القدس أتى؛ لكن لماذا أتى؟ هل ليحلّ محلّ غياب الرّب يسوع المسيح أم ليحقّق حضوره؟ لا شكّ في أنه أتى ليجعله حاضرًا. لا نفترضنّ أبدًا أنّ الله الروح القدس يمكنه أن يجيء بحيث يبقى الله الابن بعيدًا. كلاّ، لم يأتِ الرّوح لكيلا يأتي المسيح، إنّما بالأحرى قد أتى لكي يتمكّن الرّب يسوع المسيح من أن يأتي من خلال مجيء الرُّوح. إنّنا، بالرُّوح القدس، ندخل في اتّحاد مع الآب والابن…

لقد كتب القدّيس بولس في رسالته إلى أفسس: “وبِالمسيحِ أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح… (أف 2: 22) “لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب… وأَسألُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإنسانُ الباطِن، وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإيمان” (أف 3: 14+16-17). فالرُّوح القدس يوقظ والإيمان يستقبل سُكنى الرّب يسوع في القلب. وبالتالي، لا يحلّ الرُّوح مكان الرّب يسوع في النفس، إنّما يؤمّن هذا المكان للمسيح.

إذًا، فإنّ الرُّوح القدس يتكرّم بأن يأتي إلينا لكي بمجيئه، يستطيع الرّب يسوع المسيح أن يأتي إلينا، ليس بالجسد أم بشكل مرئي، إنّما بأن يحلّ في قلوبنا. وهكذا يكون حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه؛ غائب لأنّه ترك الأرض؛ وحاضر لأنّه لم يترك النفس الأمينة؛ أو، كما قال بنفسه: “بعدَ قَليلٍ لَن يَراني العالَم. أمّا أنتُم فسَتَرونَني” (يو 14: 19).