القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 16 مايو – أيار 2020 “
السبت الخامس من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 30-19:2
يا إخوَتِي، أَرجُو في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيكُم طِيمُوتَاوُسَ عاجِلاً، لِتَطِيبَ نَفْسِي أَنَا أَيْضًا، مَتَى ٱطَّلَعْتُ على أَحْوالِكُم.
فَلَيْسَ لي أَحدٌ غَيْرُهُ يُعْنَى مِثْلِي بِأَحْوالِكُم عِنَايَةً صَادِقَة.
فإنَّ الجَمِيعَ يَطْلُبُونَ ما هُوَ لأَنْفُسِهِم، لا مَا هُو لِيَسُوعَ المَسِيح.
فإِنَّكُم تَعْرِفُونَ خِبْرَتَهُ، لأَنَّهُ خَدَمَ معِي في سَبيلِ الإِنْجِيلِ كَٱلٱبْنِ معَ أَبِيه.
فَهُوَ الَّذي أَرْجُو أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَيْكُم عاجِلاً، حِينَ أَرَى ما سَيَكُونُ مِن أَمْرِي.
وأَنا واثِقٌ بِالرَّبِّ أَنِّي أَنا أَيْضًا سَآتِيكُم عاجِلاً.
وقَد حَسِبْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُم إِبَفْرُدِيطُسَ أَخِي ومُعَاوِنِي ورَفِيقِي في الجِهَاد، ورَسُولَكُم لِيَخْدُمَنِي في حَاجَتِي.
فإِنَّهُ كانَ مُتَشَوِّقًا إِلَيْكُم جَمِيعًا، ومُغْتَمًّا لأَنَّكُم سَمِعْتُم بِمَرَضِهِ.
فقد مَرِضَ حتَّى المَوت، لكِنَّ اللهَ ترأَّفَ بِهِ، لا بِهِ وَحْدَهُ، بَل بِي أَنا أَيْضًا، لِئَلاَّ أَزْدَادَ حُزْنًا على حُزْن.
وسَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم عاجِلاً، حتَّى تَرَوهُ، فيَعُودَ الفَرَحُ إِلَيْكُم، ويَخِفَّ حُزْنِي.
فٱسْتَقْبِلُوهُ إِذًا في الرَّبّ، بكُلِّ فَرَح، وعامِلُوا أَمْثَالَهُ بِالإِكْرَام.
فإِنَّهُ قَدْ أَشْرَفَ على المَوْتِ في سَبِيلِ العَمَلِ لِلمَسِيح، وقَد خَاطَرَ بِنَفْسِهِ، لِيُكَمِّلَ ما نَقَصَ مِنْ خِدْمَتِكُم لِي.
إنجيل القدّيس متّى 27-24:17
لَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟».
قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟».
قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار!
ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».
التعليق الكتابي :
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
شرح للمزمور 49[48]
« فَٱلبَنونَ مُعفَونَ إِذًا »
أيُّ إنسان يمكنه أن يُفتدى بواسطة دمه الخاص في حين أن الرّب يسوع المسيح قد أهرق دمه لافتداء جميع النّاس؟ هل يوجد إنسانٌ واحد يمكن أن نقارن دمه بدم الرّب يسوع المسيح… الّذي هو وحده قد صالح العالم مع الله بواسطة دمه؟ هل هناك من تقدمة أو تضحية أسمى، أو هل هناك من محامٍ أفضل من ذاك الّذي جعل من نفسه متضرعًا من أجل خطايا الجميع وأعطى حياته من اجل خلاصنا؟
يجب علينا إذًا ألا نفتّش عن تكفيرٍ أو خلاصٍ شخصي، لأن الدّم الّذي أُهرِق كفداء عن الجميع هو دم الرّب يسوع المسيح. بهذا الدم فدانا الرّب يسوع ، هو وحده الّذي قد صالحنا مع الآب. لقد أتمّ عمله الخلاصي إلى النّهاية لأنّه أخذ على عاتقه عملنا وهو من: “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم” (مت 11: 28) … ليس على الإنسان أن يعطي أي شيء مقابل خلاصه لأنّه قد غُسِل مرّة واحدة من الخطيئة بدم المسيح غير إنّه لم يُعصم من الألم لكي يتأمّل في مفاهيم الحياة ولكيلا يبتعد عن وصايا الرّب. فطالما هو على قيد الحياة، فإنّ الإنسان سيبقى يعمل ويثابر من أجل أن يحيا في الحياة الأبديّة خوفًا من أن يموت بسبب الموت علمًا إنّه قد افتُدي من الموت.