القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 2 يونيو – حزيران 2020 “
عيد الإنجيليّين الأربعة
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 8-1:2
يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً.
ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير.
ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر،
بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.
فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد،
ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم،
معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا.
وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء.
إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.
التعليق الكتابي :
القدّيس برونو دي سيغني (1045 – 1123)، أسقف
شرح لإنجيل القدّيس مرقس
« فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات » ( مر 16: 20 )
قال الربّ للأحد عشر: “والَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها، ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَرابًا قاتِلاً لا يُؤذيهِم، ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضى فَيَتَعافَون”. في الكنيسة الأولى، كلّ هذه الآيات التي ذكرها الربّ هنا، قام بتطبيقها حرفيًّا ليس الرسل وحسب، بل أيضًا قدّيسون آخرون. لم يكن الوثنيّون ليتخلّوا عن عبادة الأوثان لو لم يتمّ إثبات التبشير الإنجيلي بهذا الكمّ من الآيات والمعجزات. في الواقع، ألم يبشّر تلاميذ الرّب يسوع “بِمَسيحٍ مَصْلوب، عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين” (1كور1: 23) بحسب قول القدّيس بولس؟
بالنسبة إلينا، من اليوم فصاعدًا، فإنّ الآياتِ والمعجزات لم تعد ضروريّة: يكفي أن نسمع أو أن نقرأ النص الذي يذكرها. لأنّنا نؤمن بالإنجيل، فإنّنا نؤمن أيضًا بالكتابات التي ترويها. ولكن مع ذلك، إنّ الآيات تحصل كلّ يوم: وإن أردنا أن نُعيرها انتباهًا، سنعترف بأنّ لها قيمةً أكثر من المعجزات الماديّة التي حصلت في الماضي.
كلّ يوم، يعمِّد الكهنة ويدعون إلى التوبة؛ أليس هذا طردًا للشياطين؟ كلّ يوم، يتكلّمون بلغةٍ جديدةٍ، عندما يفسّرون الكتاب المقدّس مستبدِلين اللغة القديمة بتجدّد المعنى الروحي. إنّهم يُهرِّبون الأفاعي عندما يخلّصون قلوب الخاطئين من تعلّقها بالرذائل من خلال الإرشاد اللطيف…؛ هم يشفون المرضى عندما يُصالحون بصلواتهم النفوس العاجزة مع الله. تلك كانت الآيات التي وعد بها الله قدّيسيه، وهم لا يزالون يحقّقونها حتّى اليوم.