القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 26 سبتمبر – أيلول 2019 “
الخميس من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا 11-1:4
يا إِخوَتِي، رَأَيتُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ في ٱلسَّمَاء، وإِذَا ٱلصَّوْتُ ٱلأَوَّلُ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ كَصَوتِ بُوقٍ يُكَلِّمُنِي قَائِلاً: «إِصْعَدْ إِلى هُنَا فَأَكْشِفَ لَكَ مَا لا بُدَّ مِن حُدُوثِهِ بَعْدَ ذلِكَ».
وَلِلْحَالِ ٱنْتَقَلْتُ بِٱلرُّوح، وإِذا عَرْشٌ مَنْصُوبٌ في ٱلسَّمَاء، وعلى ٱلعَرْشِ جَالِس،
وٱلجَالِسُ مَنْظَرُهُ أَشْبَهُ بِحَجَرِ ٱليَشْبِ وٱليَاقوُتِ ٱلأَحْمَر، وحَوْلَ ٱلعَرْشِ قَوْسُ قُزَح، مَنْظَرُهُ أَشْبَهُ بِالزُّمُرُّد،
وَحَولَ ٱلعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ عَرْشًا، وعَلى ٱلعُرُوشِ أَربَعَةٌ وعِشْرُون شَيْخًا جَالِسِين، لابِسِين أَثْوَابًا بَيْضَاء، وَعَلى رُؤُوسِهِم أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَب،
ومِنَ ٱلعَرْشِ تَخْرُجُ بُرُوقٌ وأَصْواتٌ وَرُعُود، وأَمَامَ ٱلعَرشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحَ مِنْ نَارٍ مُتَّقِدَة، هيَ أَرْوَاحُ ٱللهِ ٱلسَّبْعَة،
وأَمَامَ ٱلعَرْشِ مِثْلُ بَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ أَشْبَهَ بِٱلبِلَّوْر، وفي وَسَطِ ٱلعَرْش، وحَوْلَ ٱلعَرْش، أَرْبَعَةُ أَحْيَاءٍ مُمْتَلِئِينَ عُيُونًا مِنَ ٱلأَمَامِ ومِنَ ٱلوَرَاء.
فَٱلحَيُّ ٱلأَوَّلُ أَشْبَهُ بِٱلأَسَد، وٱلحَيُّ ٱلثَّاني أَشْبَهُ بٱلعِجْل، وٱلحَيُّ ٱلثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ ٱلإِنْسَان، وٱلحَيُّ ٱلرَّابِعُ أَشْبَهُ بِٱلنَّسْرِ ٱلطَّائِر.
وَلِكُلِّ واحِدٍ مِنَ ٱلأَحْيَاءِ ٱلأَرْبَعَةِ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ مَلأَى عُيُونًا مِن حَوْلِها ومِنْ دَاخِلِها، وهُم لا يَبْرَحُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً يَقُولُون: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ٱلرَّبُّ ٱلإِلهُ ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ، ٱلَّذي كانَ وٱلكَائِنُ وٱلآتي!».
وعِنْدَما يُعطِي ٱلأَحْيَاءُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكرًا لِلْجَالِسِ عَلى ٱلعَرْشِ ٱلحَيِّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين،
يَسْقُطُ ٱلأَرْبَعَةُ وٱلعِشْرُونَ شَيْخًا أَمامَ ٱلجَالِسِ عَلى ٱلعَرْش، ويَسْجُدُونَ لِلحَيِّ إلى أَبدِ ٱلآبِدِين، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُم أَمَامَ ٱلعَرْشِ قَائِلين:
«إِنَّكَ مُسْتَحِقّ، يا رَبَّنا وإِلهَنا، أَن تَأْخُذَ ٱلمَجْدَ وٱلكَرَامَةَ وٱلقُوَّة، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ ٱلأَشْيَاءَ كُلَّهَا، وَبِمَشِئَتِكَ كَانَتْ وخُلِقَتْ».
إنجيل القدّيس متّى 37-33:12
قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة.
يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم!
أَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ مِنْ كَنْزِهِ الصَّالِح، والإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ يُخْرِجُ الشُّرُورَ مِنْ كَنْزِهِ الشِّرِّير.
وأَقُولُ لَكُم: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاس، سَيُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا في يَوْمِ الدِّين.
فَإنَّكَ بِكَلامِكَ تُبَرَّر، وبِكَلامِكَ تُدَان!».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 43
«يا أَولادَ الأَفاعي، كيفَ لَكم أَن تقولوا كَلاماً طَيِّباً وأَنتُم خُبَثاء؟»
بما أنّ الرّب يسوع لم يكن يدافع عن نفسه بل عن أعمال الرُّوح القدس، وجّه إلى الفرّيسيّين هذا التأنيب الذي كانوا يستحقّونَه: “يا أَولادَ الأَفاعي، كيفَ لَكم أَن تقولوا كَلاماً طَيِّباً وأَنتُم خُبَثاء؟” من خلال مخاطبتهم بهذه الطريقة، كان يَتشكّى من تصرّفهم؛ وفي الوقت نفسه، كان يستخدم ذلك كدليل على ما قالَه للتوّ. كما وكأنّه كان يقول لهم: أنتم الأشجار غير الصالحة لا يمكنكم أن تحملوا ثمارًا طيّبة؛ لذا، لا أتفاجأ إن تكلّمتم هكذا، لأنّ آباءكم كانوا فاسدين، وتربيتكم كانت سيّئة ولديكم روح تميل إلى الشرّ.
لاحظوا أنّه لم يقل: “كيف يمكنكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم أولاد أفاعي؟” لأن تركيبة الجملة الطبيعيّة هي كالتالي: “كيف يمكنكم أن تقولوا كلامًا طيّبًا وأنتم سيّئون كما أنتم؟” لقد دعاهم أولاد الأفاعي لأنّهم كانوا يتفاخرون بأجدادهم. وليضع حدًّا لكبريائهم، فصلَهم عن سلالة إبراهيم وأعلنَ لهم أنّ أجدادهم كانوا يشبهونَهم. أو أنّه من خلال تسميتهم أولاد الأفاعي، أراد أن يقول إنّهم أولاد الشيطان ويحتذون حذوه، هم الذين كانوا يسيئون تفسير أعماله، وهذا هو من اختصاص الشيطان.