القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 14 ديسمبر – كانون الأول 2020 “
الاثنين التاسع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثالث عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيسين الشهداء ثرسوس ولفكيوس وكالينيكوس وفيلمون وأبلّونيوس وأريانوس
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
الرسالة إلى العبرانيّين 19-17.11-5:3
يا إِخوَة، إِنَّ مُوسى أَمينٌ في جَميعِ بَيتهِ كَخادِمٍ، شَهادَةً لِما سَيُقال.
أَمّا ٱلمَسيحُ فَكَالِٱبنِ عَلى بَيتِهِ، وَإِنَّما بَيتُهُ نَحنُ، إِن تَمَسَّكنا بِدالَّةِ ٱلرَّجاءِ وَفَخرِهِ، ثابِتينَ إِلى ٱلمُنتَهى.
لِذَلِكَ كَما يَقولُ ٱلرّوحُ ٱلقُدُس: «أَليَومَ، إِذا سَمِعتُم صَوتَهُ
فَلا تُقَسّوا قُلوبَكُم، كَما حَدَثَ وَقتَ ٱلإِسخاطِ، يَومَ ٱلٱمتِحانِ في ٱلبَرِّيَّةِ
حَيثُ ٱمتَحَنَني آباؤكُم، إِذ ٱختَبَروني وَعايَنوا أَعمالي أَربَعينَ سَنَة.
فَلِذَلِكَ ٱستَشَطتُ غَضَبًا عَلى ذَلِكَ ٱلجيلِ، وَقُلتُ: إِنَّ قُلوبَهُم في ٱلضَّلالِ كُلَّ حينٍ، وَلَم يَعرِفوا سُبُلي.
حَتّى أَقسَمتُ في غَضَبي: أَن لَن يَدخُلوا في راحَتي».
فَعَلى مَنِ ٱستَشاطَ غَضَبًا أَربَعينَ سَنَة؟ أَلَيسَ عَلى ٱلَّذينَ خَطِئوا، فَسَقَطَت جُثَثُهُم في ٱلبَرِّيَّة؟
وَلِمَن أَقسَمَ أَنَّهُم «لَن يَدخُلوا في راحَتِهِ» إِلاّ لِلَّذينَ عَصَوا؟
فَنَرى أَنَّهُم لَن إِنَّما لَم يَستَطيعوا ٱلدُّخولَ لِعَدَمِ إيمانِهِم.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 21-11:8
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَتى ٱلفَرّيسِيّونَ إِلى يَسوعَ وَأَخَذوا يُباحِثونَهُ، سائِلينَ إِيّاهُ آيَةً مِنَ ٱلسَّماءِ لِيُجَرِّبوهُ.
فَتَنَهَّدَ بِروحِهِ وَقال: «وَما بالُ هَذا ٱلجيلِ يَطلُبُ آيَة؟ أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ لَن يُعطى هَذا ٱلجيلُ آيَة».
ثُمَّ تَرَكَهُم وَرَكِبَ ٱلسَّفينَةَ مِن جَديدٍ وَمَضى إِلى ٱلعِبر.
فَنَسِيَ تَلاميذُهُ أَن يَأخُذوا خُبزًا، وَلَم يَكُن مَعَهُم في ٱلسَّفينَةِ سِوى رَغيفٍ واحِد.
وَأَوصاهُم قائِلاً: «أُنظُروا وَتَحَرَّزوا مِن خَميرِ ٱلفَرّيسِيّينَ وَخَميرِ هيرودُس».
فَفَكَّروا قائِلينَ بَعضُهُم لِبَعض: «إِنَّهُ لَيسَ مَعَنا خُبز».
فَعَلِمَ يَسوعُ فَقالَ لَهُم: «لِماذا تُفَكِّرونَ أَن لَيسَ مَعَكُم خُبز؟ أَحَتّى ٱلآنَ لا تَعقِلونَ وَلا تَفهَمون؟ أَحَتّى ٱلآنَ قُلوبُكُم غَليظَة؟
أَفَلا تُبصِرونَ وَلَكُم عُيونٌ، أَوَ لا تَسمَعونَ وَلكُم آذانٌ، أَوَ لا تَذكُرون؟
إِذ كَسَرتُ ٱلخَمسَةَ ٱلأَرغِفَةَ لِلخَمسَةِ ٱلآلافٍ، كَم قُفَّةً مَملوءَةً كِسَرًا رَفَعتُم؟» قالوا لَهُ: «إِثنَتَي عَشرَة».
«وَإِذ كَسَرتُ ٱلسَّبعَةَ ٱلأَرغِفَةَ لِلأَربَعَةِ ٱلآلافٍ، كَم سَلَّةً مَملوءَةً كِسَرًا رَفَعتُم؟» قالوا لَهُ: «سَبعًا».
فَقالَ لَهُم: «فَكَيفَ لا تَفهَمون؟»
التعليق الكتابي :
جان بيار دو كوساد (1675 – 1751)، راهب يسوعيّ
الاستسلام لمشيئة الله، الفصل 10
« أَلَكم عُيونٌ ولا تُبصِرون، وآذانٌ ولا تَسمَعون ؟ »
إذا اخترقنا الحجاب، وإن كنّا يقظين وصاحين، يكشف الله نفسه لنا من دون توقّف ونفرح بصنعه في كلّ ما يصيبنا. سوف نقول في كلّ مناسبة: “إنّه الربّ” (يو 21: 7). ونجد في جميع الظروف أنّنا ننال نعمة من الله… إن كان عندنا الإيمان، نصبح طيّبين طوعًا لكلّ المخلوقات، نلاطفهم، ونشكرهم داخليًّا من أجل ما يخدموننا ويساعدوننا على بلوغ الكمال، بحيث يستعملهم الله لهذا الهدف.
إنّ الإيمان هو أم اللطف، والثقة والفرح… ليس باستطاعتنا أن يكون لدينا الكثير من الثقة في إرادة الله والاستسلام المفرط لها. يستطيع الإيمان ويريد دائمًا كلّ ما يساهم في كمالنا شرط أن نترك الله يتصرّف. إنّ الإيمان لا يشكّ بوجود الله. كلّ ما كانت الحواس خائنة، عاصية، يائسة، غير أكيدة، كل ما قال الإيمان: “هذا هو الله! كلّ شيء على ما يرام”… يعْبر الإيمان فوق كلّ شيء، ويخرق الجهد الّذي تبذله الظلمات لكي يصل إلى الحقيقة، يحتضنهم دائمًا بحزم ولا ينفصل عنهم أبدًا.
الإيمان هو نور للوقت. وحده يبلغ الحقيقة بدون أن يراها، يلمس الإيمان ما لا تستطيع الحقيقة أن تلمسه، يرى كلّ هذا العالم كما لو لم يكن أبدًا، يرى كلّ شيء آخر غير ما هو ظاهر. هذا هو مفتاح الكنوز، مفتاح الهاوية، مفتاح علم الله… عندما تتلقّى النفس حكمة الإيمان هذه، يتكلّم الله معها من خلال جميع مخلوقاته. الكون هو بالنسبة لها كتابة حيّة يخطّها أصبع الله فورًا أمام عيونها.