القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 13 مايو – أيار 2019
الاثنين الرابع بعد الفصح
تذكار القدّيسة الشهيدة غليكاريّا
سفر أعمال الرسل 16-1:10
في تِلكَ ٱلأيّامِ، كانَ في قَيصَرِيَّةَ رَجُلٌ ٱسمُهُ كُرنيليوسُ، قائِدُ مِئَةٍ مِنَ ٱلفِرقَةِ ٱلمُسَمّاةِ ٱلإِيطالِيَّة.
وَكانَ تَقِيًّا يَخشى ٱللهَ هُوَ وَجَميعُ أَهلِ بَيتِهِ، وَيُعطي ٱلشَّعبَ صَدَقاتٍ كَثيرَةً، وَيُصَلّي إِلى ٱللهِ في كُلِّ حين.
وَإِنَّهُ نَحوَ ٱلسّاعَةِ ٱلتّاسِعَةِ مِنَ ٱلنَّهارِ، رَأى في رُؤيا جَلِيَّةٍ مَلاكَ ٱللهِ داخِلاً عَلَيهِ وَقائِلاً لَهُ: «يا كُرنيليوس!»
فَتَفَرَّسَ فيهِ وَقَد داخَلَهُ خَوفٌ، فَقال: «ما ٱلأَمرُ يا سيِّد؟» فَقالَ لَهُ: «إِنَّ صَلَواتِكَ وَصَدَقاتِكَ قَد صَعِدَت أَمامَ ٱللهِ تَذكارًا.
فَأَرسِلِ ٱلآنَ رِجالاً إِلى يافا، وَٱستَحضِر سِمعانَ ٱلمُلَقَّبَ بُطرُس.
وَهُوَ نازِلٌ عِندَ سِمعانَ ٱلدَّبّاغِ ٱلَّذي بَيتُهُ عَلى ٱلبَحر. فَهَذا يَقولُ لَكَ ماذا يَنبَغي أَن تَعمَل».
فَلَمّا ٱنصَرَفَ ٱلمَلاكُ ٱلَّذي كَلَّمَ كُرنيليوسَ، دَعا ٱثنَينِ مِن عَبيدِهِ وَجُندِيًّا تَقِيًّا مِمَّن كانوا يُلازِمونَهُ،
وَأَخبَرَهُم بِٱلأَمرِ كُلِّهِ، ثُمَّ أَرسَلَهُم إِلى يافا.
وَفي ٱلغَدِ بَينَما هُم عَلى ٱلطَّريقِ وَقَد قَرُبوا مِنَ ٱلمَدينَةِ، صَعِدَ بُطرُسُ عَلى ٱلسَّطحِ لِيُصَلِّيَ نَحوَ ٱلسّاعَةِ السّادِسَة.
فَجاعَ وَأَرادَ أَن يَأكُل. وَبَينَما كانَ يُهَيَّأُ لَهُ، وَقَعَ عَلَيهِ ٱنجِذاب.
فَرَأى ٱلسَّماءَ مَفتوحَةً، وَوِعاءً هابِطًا عَلَيهِ كَأَنَّهُ سِماطٌ عَظيمٌ، مَعقودٌ مِن أَطرافِهِ ٱلأَربَعَةِ، وَمُدَلّى عَلى ٱلأَرضِ،
فيهِ مِن كُلِّ ذَواتِ ٱلأَربَعِ ٱلَّتي عَلى ٱلأَرضِ، وَٱلوُحوشِ وَٱلزَّحّافاتِ وَطُيورِ ٱلسَّماء.
وَإِذا صَوتٌ يَقولُ لَهُ: «قُم يا بُطرُسُ، ٱذبَح وَكُلّ!»
فَقالَ بُطرُس: «حاشى يا رَبّ! فَإِنّي لَم آكُل قَطُّ نَجِسًا أَو دَنِسًا».
فَخاطَبَهُ ٱلصَّوتُ ثانِيَةً: «ما طَهَّرَهُ ٱللهُ لا تُنَجِّسهُ أَنت».
وَحَدَثَ هَذا ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ رُفِعَ ٱلوِعاءُ إِلى ٱلسَّماء.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس يوحنّا .69-56:6
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ آمَنوا بِهِ مِنَ ٱليَهود: «مَن يَأكُل جَسَدي وَيَشَرب دَمي، يَثبُتُ فِيَّ وَأَنا فيه.
كَما أَرسَلَني ٱلآبُ ٱلحَيُّ، كَذَلِكَ أَنا أَيضًا حَيٌّ بِٱلآب. فَمَن يَأكُلني، فَهُوَ أَيضًا يَحيا بي.
هَذا هُوَ ٱلخُبزُ ٱلَّذي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّماءِ، وَلَيسَ كَٱلمَنِّ ٱلَّذي أَكَلَهُ أَباؤُكُم وَماتوا. مَن يَأكُل مِن هَذا ٱلخُبزِ، فَإِنَّهُ يَعيشُ إِلى ٱلأَبَد».
قالَ هَذا في ٱلمَجمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرناحوم.
وَإِنَّ كَثيرينَ مِن تَلاميذِهِ لَمّا سَمِعوا قالوا: «هَذا ٱلكَلامُ صَعبٌ، مَن يَستَطيعُ سَماعَهُ!»
فَعَلِمَ يَسوعُ في نَفسِهِ أَنَّ تَلاميذَهُ يَتَذَمَّرونَ مِن هَذا فَقالَ لَهُم: «أَهَذا يُشَكِّكُكُم؟
فَكَيفَ إِذا رَأَيتُمُ ٱبنَ ٱلبَشَرِ صاعِدًا إِلى حَيثُ كانَ أَوَّلاً!
ٱلرّوحُ هُوَ ٱلَّذي يُحيِي، وَأَمّا ٱلجَسَدُ فَلا يُفيدُ شَيئًا. وَٱلكَلامُ ٱلَّذي كَلَّمتُكُم بِهِ هُوَ روحٌ وَحَياة.
لَكِنَّ قَومًا مِنكُم لا يُؤمِنون»، لِأَنَّ يَسوعَ كانَ عارِفًا مُنذُ ٱلإِبتِداءِ مَنِ ٱلَّذينَ لا يُؤمِنونَ وَمَن ٱلَّذي يُسلِمُهُ،
فَقال: «لِهَذا قُلتُ لَكُم: إِنَّهُ لا يَقدِرُ أَحَدٌ أَن يُقبِلَ إِلَيَّ ما لَم يُعطِهِ ذَلِكَ أَبي».
مِن ذَلِكَ ٱلوَقتِ رَجِعَ كَثيرونَ مِن تَلاميذِهِ إِلى ٱلوَراءِ وَلَم يَعودوا يَمشونَ مَعَهُ.
فَقالَ يَسوعُ لِلِٱثنَي عَشَر: «أَلَعَلَّكُم أَنتُم أَيضًا تُريدونَ أَن تَمضوا؟»
فَأَجابَهُ سِمعانُ بُطرُس: «يا سَيِّدُ، إِلى مَن نَذهَب؟ إِنَّ كَلامَ ٱلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّةِ هُوَ عِندَك.
وَنَحنُ قَد آمَنّا وَعَرَفنا أَنَّكَ أَنتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱللهِ ٱلحَيّ!»
شرح لإنجيل اليوم :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
عظة في القدّاس الإلهي المقام خلال الأيام العالميّة للشبيبة في 21/08/2005
<يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك>
في العشاء الأخير، يكمن الأمر الجديد الّذي حصل في العمق المتجدد الّذي اتخذته صلاة التّبريك القديمة الخاصة بشعب إسرائيل، الّتي أصبحت إذًا كلمة التحوّل وأعطتنا أن نشترك في ساعة الرّب يسوع المسيح (راجع يو 13: 1). لم يعطنا الرّب يسوع مهمّة إعادة العشاء الفصحيّ، الّذي، يبقى كتذكار ولا يمكن أن تتم إعادته عندما نشاء. لقد أعطانا مهمّة الدخول في “ساعته”. ندخل في تلك السّاعة بفضل الكلمة الّتي تأتي من سلطة التكريس المقدّسة: هذا التحوّل يحصل بواسطة صلاة التسبيح، الّتي تضعنا باستمراريّة مع شعب إسرائيل ومع كلّ تاريخ الخلاص، والّتي في نفس الوقت تعطينا الجديد الّذي نحوه تمتدّ هذه الصلاة بطبيعتها العميقة جدًّا. هذه الصلاة، الّتي تسمّيها الكنيسة “الصلاة الإفخارستيّة”، تُكَوِّن الإفخارستيّا. هي كلمة لها القدرة أن تحوّل عطايا الأرض بطريقة جديدة تمامًا إلى عطيّة الله بنفسه وهي تُدخلنا في عمليّة التحوّل هذه. لهذا السبب نسمّي هذا الحدث افخارستيّا، وهي تعني شُكر، تسبيح، بركة، وتحوّلٌ من قبل الربّ، وحضور في “ساعته”. إنّ ساعة الرّب يسوع هي الساعة الّتي تنتصر فيها المحبّة. بتعبير آخر، إن الله هو الّذي انتصر، لأنّه محبّة. تريد ساعة الرّب يسوع أن تصبح ساعتنا وتصبح كذلك إن تركنا ذواتنا ننقاد، خلال الاحتفال الإفخارستيّ، في عملية التحوّل هذه الّتي أرادها الربّ. يجب على الإفخارستيًا أن تصبح محور حياتنا