القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 28 مايو – أيار 2019
الثلاثاء السادس بعد الفصح: وداع أحد الأعمى
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إفتيخيس أسقف ميليتيني
سفر أعمال الرسل 28a-19:17
في تِلكَ ٱلأيّامِ، أَخَذَ الأَثينِيّونَ بولُسَ وَجاؤا بِهِ إِلى مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ قائِلين: «هَل يَكونُ لَنا أَن نَعرِفَ ما هَذا ٱلتَّعليمُ ٱلجَديدُ ٱلَّذي تَتَكلَّمُ بِهِ؟
لِأَنَّكَ تَحمِلُ إِلى مَسامِعِنا أُمورًا غَريبَة. فَنَوَدُّ أَن نَعلَمَ ما عَسى أَن تَكونَ هَذِهِ».
وَكانَ ٱلأَثينِيّونَ كُلُّهُم وَٱلغُرَباءُ ٱلمُستَوطِنونَ لا يَتَفَرَّغونَ إِلا لِأَن يَقولوا أَو يَسمَعوا شَيئًا جَديدًا.
فَوَقَفَ بولُسُ في وَسَطِ مَحفِلِ أَريوسَ باغُسَ وَقال: «يا رِجالَ أَثينا، إِنّي أَرى أَنَّكُم في كُلِّ شَيءٍ تَغلونَ في ٱلعِبادَة.
لِأَنّي في مُروري وَمُعايَنَتي لِمَعابِدِكُم، صادَفتُ مَذبَحًا مَكتوبًا عَلَيهِ: «لِلإِلَهِ ٱلمَجهول». فَهَذا ٱلَّذي تَعبُدونَهُ وَأَنتُم تَجهَلونَهُ، بِهِ أَنا أُبَشِّرُكُم.
إِنَّ هَذا ٱلإِلَهَ ٱلَّذي صَنَعَ ٱلعالَمَ وَجَميعَ ما فيهِ، لِكَونِهِ رَبَّ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرضِ، لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعَةٍ بِٱلأَيدي،
وَلا تَخدُمُهُ أَيدي ٱلبَشَرِ كَأَنَّهُ مُحتاجٌ إِلى شَيءٍ، إِذ هُوَ يُعطي ٱلجَميعَ حَياةً وَنَفسًا وَكُلَّ شيء.
وَقَد صَنَعَ مِن دمٍ واحِدٍ جَميعَ أُمَمِ ٱلبَشَرِ لِيَسكُنوا عَلى وَجهِ ٱلأَرضِ كُلِّها، وَحَدَّ ٱلأَزمِنَةَ ٱلمُعَيَّنَةَ وَتُخومَ مَساكِنِهِم،
لِيَطلُبوا ٱلرَّبَّ لَعَلَّهُم يَلمُسونَهُ فَيَجِدونَهُ، مَعَ أنَّهُ غَيرُ بَعيدٍ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنّا.
فَإِنّا بِهِ نَحيا وَنَتَحَرَّكُ وَنوجَدُ.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس يوحنّا .36a-19:12
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، عَقَدَ ٱلفَرّيسِيّونَ مَشورَةً عَلى يَسوعَ وَقالوا فيما بَينَهُم: «أَتَرَونَ أَنَّكُم لا تَنتَفِعونَ شَيئًا. ها إِنَّ ٱلعالَمَ قَد تَبِعَهُ».
وَكانَ قَومٌ مِنَ ٱليونانِيّينَ مِنَ ٱلَّذينَ صَعِدوا لِيَسجُدوا في يَومِ ٱلعيدِ،
فَتَقَدَّمَ هَؤُلاءِ إِلى فيلِبُّسَ ٱلَّذي مِن بَيتَ صَيدا ٱلجَليلِ وَسَأَلوهُ قائِلين: «يا سَيِّدُ، نُريدُ أَن نَرى يَسوع؟»
فَجاءَ فيلِبُّسُ وَقالَ لِأَندَراوُسَ، وَأَندَراوُسُ وَفيلِبُّسُ قالا لِيَسوع.
فَأَجابَهُما يَسوعُ قائِلاً: «قَد أَتَتِ ٱلسّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبنُ ٱلبَشَر.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن لَم تَمُت حَبَّةُ ٱلحِنطَةِ ٱلواقِعَةُ عَلى ٱلأَرضِ، فَإِنَّها تَبقى وَحدَها. وَإِن ماتَت، أَتَت بِثَمَرٍ كَثير.
مَن أَحَبَّ نَفسَهُ، فَإِنَّهُ يُهلِكُها. وَمَن أَبغَضَ نَفسَهُ في هَذا ٱلعالَمِ، فَإِنَّهُ يَحفَظُها لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
إِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، فَليَتبَعني. وَحَيثُ أَكونُ أَنا، فَهُناكَ يَكونُ خادِمي. وَإِن كانَ أَحَدٌ يَخدُمُني، يُكرِمُهُ ٱلآب.
ٱلآنَ نَفسي قَد ٱضطَرَبَت، فَماذا أَقول؟ أَيُّها ٱلآبُ نَجِّني مِن هَذِهِ ٱلسّاعَة. وَلَكِن لِأَجلِ هَذا بَلَغتُ إِلى هَذِهِ ٱلسّاعَة.
أَيُّها ٱلآبُ مَجِّدِ ٱسمَكَ!» فَجاءَ صَوتٌ مِنَ ٱلسَّماء: «قَد مَجَّدتُ وَسَأُمَجِّدُ أَيضًا!»
فَٱلجَمعُ ٱلَّذي كانَ واقِفًا وَسامِعًا قال: «إِنَّما كانَ رَعد» وَقالَ آخَرون: «قَد كَلَّمَهُ مَلاك».
أَجابَ يَسوعُ وَقال: «لَيسَ لِأَجلي كانَ هَذا ٱلصَّوتُ، وَلَكِن لِأَجلِكُم.
قَد حَضَرَت دَينونَةُ هَذا ٱلعالَمِ، وَٱلآنَ يُلقى رَئيسُ هَذا ٱلعالَمِ خارِجًا.
وَأَنا إِذا رُفِعتُ عَنِ ٱلأَرضِ، جَذَبتُ إِلَيَّ ٱلجَميع».
وَإِنَّما قالَ هَذا لِيَدُلَّ عَلى أَيَّةِ ميتَةٍ كانَ مُزمِعًا أَن يَموتَها.
فَأَجابَهُ ٱلجَمع: «نَحنُ سَمِعنا مِنَ ٱلنّاموسِ أَنَّ ٱلمَسيحَ يَدومُ إِلى ٱلأَبَدِ، فَكَيفَ تَقولُ أَنتَ إِنَّهُ يَنبَغي أَن يُرفَعَ ٱبنُ ٱلبَشَر؟ مَن هُوَ هَذا ٱبنُ ٱلبَشَر؟»
فَقالَ لَهُم يَسوع:إِنَّ ٱلنّورَ مَعَكُم زَمانًا يَسيرًا بَعدُ، فَسيروا ما دامَ لَكُمُ ٱلنّورُ لِئَلاَّ يُدرِكَكُمُ ٱلظَّلام. لِأَنَّ ٱلَّذي يَمشي في ٱلظَّلامِ لا يَدري أَينَ يَتَوَجَّه.
ما دامَ لَكُم ٱلنّورُ، فَآمِنوا بِٱلنّورِ لِتَكونوا أَبناءَ ٱلنّور.
شرح لإنجيل اليوم :
بروكلس القسطنطيني (حوالى 390 – 446)، أسقف
عظة ليوم أحد الشّعانين
«يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع»
في أورشليم، صاحت الحشود: “هوشعنا في الأعالي. مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل” (راجع مر11: 10). أنّه لحسن أن نقول “الآتي”، لأنّه يأتي باستمرار ولا يتركنا أبدًا: “الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. تباركَ الآتي باسم الربّ” (راجع مز145[144]: 18؛ 118[117]: 26). الملك الطيّب والمسالم يقف على بابنا… الجنود هنا في الأسفل، والملائكة في السماء، والبشر والخالدون… كانوا يصرخون: “مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك اسرائيل”. لكنّ الفرّيسيّين وقفوا جانبًا (يو 12: 19)، وكان الكهنة غاضبين. كانت تلك الأصوات التي تنشد حمد الله تدوّي بدون توقف: الخليقة كلّها كانت مبتهجة…
لهذا السبب، في هذا اليوم، قام بعض اليونانيّين المندفعين بعد سماع تلك الأناشيد الرائعة لتكريم الله بحماسة، بالاقتراب من الرسول الذي يدعى فيلِبُّس وقالوا له: “يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع”. انظروا، إنّ الحشد كلّه لعب دور البشير وحثّ اليونانيّين على الارتداد. على الفور، توجّه هؤلاء إلى تلاميذ الرّب يسوع المسيح: ” نُريدُ أَن نَرى يسوع”. هؤلاء الوثنيّون تشبّهوا بزكا، لكنّهم لم يصعدوا على الجميزة [لرؤية الرّب يسوع]، بل سارعوا إلى الارتفاع نحو معرفة الله (راجع لو 19: 3). “نُريدُ أَن نَرى يسوع”: لا لتأمّل وجهه، بل لحمل صليبه. لأنّ الرّب يسوع رأى رغبتهم وأعلن بصراحة لأولئك الذين كانوا هناك: “السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان”، معتبرًا أنّ ارتداد الوثنيّين هو هذا المجد.
وأطلق على الصليب اسم “المجد”. لأنّه من ذلك اليوم حتّى يومنا هذا، يتمجّدَ الصليب؛ فبالفعل، هذا الصليب هو الذي لا يزال يكرّس الملوك، ويزيّن الكهنة، ويحرس العذارى، ويعضد الزاهدين، ويشدّ الروابط بين الزوجين ويقوّي الأرامل. الصليب هو الذي يمنح الكنيسة الخصوبة، وينير الشعوب، ويحافظ على الصحراء ويفتتح الجنّة.