stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكرسي الرسولي يحذر من الأضرار التي تلحقها الصراعات المسلحة بالبيئة

470views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

8 نوفمبر 2020

كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .

يحتفل العالمُ في السادس من تشرين الثاني نوفمبر من كل سنة باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية. مبادرةٌ أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 2001 وترمي إلى توعية الجماعة الدولية على النتائج السلبية التي تعاني منها البيئة بسبب الصراعات المسلحة، التي لا تقضي على أرواح الناس وحسب بل تعرّض الحياة للخطر لأنها تقضي على الموارد الطبيعية وتحول دون استمثار الأراضي الزراعية، ناهيك عن التصحر وتعريض الناس للأميانت ومواد سامة أخرى كالنيكل والرصاص.
لمناسبة الاحتفال بهذا اليوم الدولي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن Joshtrom Kureethadam منسق قسم الإيكولوجيا والخلق التابع للدائرة الفاتيكانية للتنمية البشرية المتكاملة الذي أوضح أن هذا الموضوع يعود إلى القدم وهو ما يزال آنيا اليوم. وأشار إلى الحرب التي اندلعت مؤخرا في منطقة الخليج، ثم رأينا الثلج يتساقط على جبال الهملايا باللون الأسود، ما يعني أن التأثير البيئي للحروب يمتد على مدى آلاف الكيلومترات، إذ وصل إلى الهند! وأضاف أنه غالبا ما نعتقد أن الحرب مسألة تعني الأشخاص وحسب، لكن بالإضافة إلى تأثيرها على الجماعات، لاسيما الأخوة والأخوات الأكثر هشاشة، إنها تحمل انعكاسات على الطبيعة لتؤثر علينا أيضا، فلا بد أن يتم التطرق إلى هذا الموضوع.

هذا ثم أوضح المسؤول الفاتيكاني أن البابا تناول، في مناسبات عدة وخصوصا في رسالته العامة “كن مسبحا”، مسألة التدهور البيئي بسبب الصراعات المسلحة، ولفت فرنسيس إلى أن الحرب تُلحق أضرارا جسيمة بالبيئة وبالثروات الثقافية للشعوب، وهذه المخاطر تتعاظم عندما نفكر بالأسلحة النووية والبيولوجية. وأطلق البابا نداء إلى قادة الدول حاثا إياهم على البحث عن حلول للمسببات الكامنة وراء الصراعات المسلحة.

في هذا السياق – مضى الكاهن Kureethadam إلى القول – عبر فرنسيس عن مفهوم الإيكولوجيا المتكاملة، لأن كل العناصر مترابطة مع بعضها البعض. وتناول هذا الموضوع أيضا في رسالته العامة الأخيرة “فراتيلي توتي” مشيرا إلى أن القديس فرنسيس الأسيزي يشكل مثالا للسلام مع الله ومع الخليقة، ومع باقي الكائنات البشرية ومع الذات أيضا. وأكد أن الحرب تقضي علينا، وتشكل هزيمة للبشرية، والحل يكمن في العمل المتواصل من أجل السلام المتكامل لافتا إلى أننا نعيش جميعا في هذا البيت المشترك، كما جاء في الرسالة العامة “كن مسبحا”. كما لا بد أن ندرك أننا أعضاءٌ في عائلة بشرية واحدة وهذا يتطلب أن نسير في درب الحوار والإصغاء واحترام الآخر واعتباره أخا لا عدوا ينبغي القضاء عليه.

بعدها أكد المسؤول عن قسم الإيكولوجيا والخلق في الدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة أن الأسلحة الكيميائية والنووية قادرة على القضاء على الشعوب والبيئة على حد سواء، ولم يوفر الكرسي الرسولي والبابا فرصة إلا وتوجها إلى قادة العالم للمطالبة بإزالة هذا النوع من السلاح. وهنا يكفي التفكير بالزيارة التي قام بها فرنسيس إلى ناغازاكي وهيروشيما في تشرين الثاني نوفمبر 2019 عندما أعلن أن استخدام السلاح الذري وحيازته هما أمر “غير أخلاقي”. وختم حديثه لموقعنا مؤكدا أن استخدام السلاح النووي هو بمثابة انتحار جماعي، خصوصا إذا ما نظرنا إلى الأضرار التي تلحقها التجاربُ النووية بالبيئة.