stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

«ثِقْ يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك» – القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

672views

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 29 عن إنجيل القدّيس متّى

«ثِقْ يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك»

ان الكتبة يعظون بأنّ الله وحده يمكنه مغفرة الخطايا. لكنّ الرّب يسوع، وقبل البدء بمغفرة الخطايا، كشف أسرار القلوب مظهرًا بذلك أنّه يمتلك هذا السّلطان أيضًا والّذي هو سلطان مخصّص لله… فإنّه قد كُتب: “إنَّكَ أَنتَ وَحدَكَ تَعرِفُ قُلوبَ بَني البَشَر” (2أخ 6: 30) وكتب أيضًا: “إنّ الرَّبَّ لا يَنظُرُ كما يَنظُرُ الإِنْسان، فإنَّ الإنْسانَ إِنَّما يَنظُرُ إِلى الظَّواهِر، وأَمَّا الرَّبُّ فإِنَّه يَنظُرُ إِلى القَلْب”. إنّ الرّب يسوع أظهرَ هنا ألوهيّته ومساواته للآب وكشف ما يدور في قلوب الكتبة وأظهر أفكارًا لم يكونوا يجرؤون على إعلانها خوفًا من الجموع. وقد فعل ذلك بكثير من الوداعة…

كان بإمكان المُقعَد أن يبيّن عن خيبة أمله من الرّب يسوع وأن يقول له: “إنك قد أتيت إذًا لكي تعتني بمرضٍ آخر ولكي تشفي علّة أخرى أي الخطيئة. والحال هذه، من يبرهن لي أن خطاياي قد غُفِرت؟” غير أنّه لم يقل أي شيء من هذا القبيل بل استسلم إلى ذلك الّذي لديه قدرة الشّفاء…

قال الرب يسوع للكتبة: “لماذا تُفَكِّرونَ السُّوءَ في قُلوبِكُم؟ فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُمْ فَامشِ؟” بطريقة أخرى أراد الرّب أن يقول: ما الّذي تظنّونه أسهل؟ شفاء جسد مُقعًد أم غفران خطايا النّفس؟ بالتّأكيد أن شفاء الجسد أسهل لأن غفران الخطايا يتخطّى هذا الشّفاء الجسدي لكون النّفس أسمى من الجسد. لكن بما أن أحد هذين العملين مرئي بعكس الآخر، سوف أتمّم العمل المرئي والأقل شأنًا لكي أبرهن عن حدوث العمل غير المرئي والأعلى شأنًا. في هذا الوقت أظهر الرّب يسوع بأعماله أنّه هو “حمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم”. (يو 1: 29)