رسالة الصلاة لشهر فبراير 2019
رسالة الصلاة لشهر فبراير 2019
رقم 91
الصلاة مغامرة ومغامرة صعبة
* إن الصلاة مغامرة ومغامرة صعبة لا بل شاقة وخطيرة، يمارسها أغلبية الناس – إن لم نقل جميعهم– في بداية حياتهم. إلا أن الأكثرية الساحقة تفشل فتتوقف. وأمّا البقية الباقية فتبقى مجاهدة حتى تصل إلى النهاية، فيصبح عندنا ما يعرف بـ “رجال صلاة “
إن صعوبة هذه المغامرة تكمن في التحدي الذي نفرضه على ذاتنا في أن نكمل المسيرة أو لا نكملها. فإكمال المسيرة يتطلب جهداً ثابتاً وشجاعة كبيرة وإرادة لا تلين أمام مختلف ما قد نواجهه من عقبات لا يمكن أن نتصورها، إن ما تتطلبه مسيرة الصلاة من صفات لا يكون حصيلة سعي بعمل بشري وإنما هي هبة من الروح وهذه الهبة تبقى مرتبطة إرتباطاً وبرغبة الإنسان في الحصول عليها، لأن النعمة الإلهية لا تتأتى إلا لطالبها وبدون أن نطلب لا نستطيع الحصول على شيء
* بشكل عام وأساسي يمكن تحديد الصلاة بأنها علاقة شخصية مع الله والدخول في حوار مباشر معه، بمساعدة من الروح القدس.
لهذا فإنه من الصعب جداً إعطاء تعريف محدد لها. لأن الصلاة موهبة من الله أعطيت لكل البشر من دون إستثناء، على إختلاف توجهاتهم وقناعاتهم وإنتماءاتهم ومذاهبهم… قبل أن تكون عمل إنساني. فيكون أن كل إنسان هو صاحب موهبة تعطيه القدرة على إقامة علاقة فردية قابلة للتطور مع الله. وهو، أي الإنسان، متى دخل في هكذا علاقة فإنه يصبح له، وعلى حسب نضوجه ونموه في علاقته مع الله، تحديدات خاصة به، تختلف عن تحديدات ”الآخر” لها. وبالتالي يصبح عندنا تحديدات لا محدودة للصلاة، وتصبح الصلاة مرآة تنعكس عليها طريقة عيش كل واحد منّا. وبقولنا علاقة شخصية مع الله الآب، فإن هذا يعني أن الصلاة هي أيضاً خروج من الذات لنفس مشتاقة وباحثة دوماً عن الله من أجل إقامة تلك العلاقة معه. وبقولنا حوار، فإن هذا يعني أيضاً بأن الصلاة هي كذلك إصغاء لذلك الذي
يحاور.
• الصلاة هي تنفس نفس إستسلمت لإرادة الله من خلال “نعم” أعلنتها له *
• الصلاة توجيه عميق للنفس صوب الله وتنبّه وتيقّظ دائم لحضوره *
• هي فعل إيمان وحب *
• هي التفكير بالله ونحن نحبّه*
وهي تتطلب
• * إيماناً عميقاً بالله وشوقاً ملحّاً إلى معرفته عن طريق الحب والخبرة
• مثابرة في البحث دون إنتظار أية نتيجة ظاهرة أو ملموسة *
• تجرّد عن كل غاية إنتفاعية *
• إستسلام بنوي لله وإنتباه مرهف لحضوره فينا *
• إستعداد دائم لسماع نداءاته المتواصلة في أعماقنا *
• طاعة متواضعة لإلهامات الروح القدس ولما يريد أن يحقّقه فينا *
مع الإنتباه الدائم إلى أن طريق الصلاة تطول كلّما خيّل إلينا أننا إقتربنا من نهايتها
لنصلي : يارب امسك بيدي ، ولاتتركني حتى لا اسقط .
الاب ، بيوس فرح ادمون
فرنسيسكاني