نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الرابعة
إلهي إلهي لماذا تركتني
٣ – دروس مستفادة
لم يتألمّ السيّد المسيح لينوب عنا فقط، بل ليرسم لنا خطة عملية نقتفي فيها أثره ونجري على أسلوبه. فمن الشرف الأعظم والامتياز الأسمى أن نحذو حذوه وننسج على منواله، وذلك فيما يأتي:
الصبر:
قبِل المسيح آلامه جميعها طوعاً واختياراً، فأقبل على الصليب بثبات، وكان بين المعذَّبين أسلس من الماء وألين من أعطاف النسيم. وقابَل ترْك الآب له بصلاةٍ سكبها من معدن طبيعته البنويّة، وصاغها من نصوص التوراة، وهي لغة أبيه، ملتصقاً بثباتٍ بالآب الذي تركه. فلماذا لا تتسع صدورنا لِما يوهب لنا من ألم، فإن الله أحياناً يضع علينا صليباً معيَّناً ليعلّمنا الصبر ويدربنا على الطاعة، فقد “أنعم عليكم بالنظر إلى المسيح، أن تتألمّوا من أجله، لا أن تؤمنوا به فحسب، فإنّكم تجاهدون الجهاد نفسه الذي رأيتموني أجاهده” (فيلبي 1: 29 – 30).