يا صَليبَ الحُبّ!
بقلم الأب فرنسوا عقل
سلامٌ عليكَ يا صليبَ يسوع..
يا ممتلئاً نِعمة!
مُبارَكٌ أنتَ بين صُلبانِ العارِ والعِقاب!
مباركٌ من عُلّقَ عليكَ من أجلِ الحُبّ!
مباركةٌ تلكَ الأمُّ القدّيسةُ الجاثيةُ إزاءَك..
فأنتَ ما زِلتَ مرفوعاً، على جلجلةِ التّاريخِ، ليلَ نهار!
بلْ على جبل الزّمانِ الخائف.. والعالمِ المُنهَمِكِ بأمورٍ كثيرة..
ما دُمتَ مُرتَسِماً على سِماتِ من آمنوا بمصلوبِك، وفي قلوبِهم..
ما برِحتَ مرتفعاً فوق أجراسِ الكنائسِ وقُبَبِ الكاتدرائيّات..
تحمِلُ على جَناحيكَ معاني الألمِ، ورجاءَ الخلاص..
فإنْ تألّقَ يسوعُ على خشبتَيْك، أنتَ رمزُ الفداء!
وإن رُفعتَ وحدك من غيرِ يسوعَ، فأنتَ رمزُ القيامة!
أمّا نحن يا صليبَ الإله، فنأبى أن نعود بك إلى معانيك السّابقةِ لفداءِ البشر..
نَرفضُ أنَ تكونَ رايةً للحربِ والقتلِ والغزوِ والدّمار..
فأنتَ أداةُ سلام، لا سيفَ وغى!
بل ذراعا حبّ.. تغمرانِ الوجود..
أنت شجرةُ الحياةِ والخلاص..
جُذورُك قديمةُ الأيّام.. وفي عروقِكَ تَسري دماءُ الفداء..
ما من قُدرةٍ يُمكنها اقتلاعكَ من عمقِ كنيستِك، ووجدانِ أتباعِك، والقلوبِ التّائقةِ إلى من سُمِّر عليك..
يا صليبَ الحُبّ والرّجاءِ والقيامة.