أطفال بيت لحم، القدّيسون الإبرياء، فقراء كالرّب يسوع ” القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) “
القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
تأمّل ليوم 6/ 01/ 1941
أطفال بيت لحم، القدّيسون الإبرياء، فقراء كالرّب يسوع
ليس بعيدًا عن القدّيس إسطفانُس أوّل الشهداء، تنتصب قافلة زهور من الشهداء، تلك البراعم الغضة التي انتزعت قبل أن تصبح ناضجة لتقدّم ذواتها. وفقًا لتقليد مقدّس، فإنّ النعمة سبقت النمو الطبيعي لهؤلاء الأطفال الأبرياء، ومنحتهم نعمة إدراك ما سيحدث لهم ليصبحوا قادرين على تقدمة ذواتهم بمجانيّة، ووهبتهم الثواب المحفوظ للشهداء. لكن رغم ذلك، فهم لا يشبهون إطلاقًا الإنسان الذي بلغ سنّ الرشد، واعترف بالايمان والتزم بشجاعة بطوليّة في سبيل الرّب يسوع المسيح. فهم يشبهون أكثر “الحملان التي سيقت إلى الذبح” (راجع إش 53: 7؛ أع 8: 32) لأنّهم سلّموا ذواتهم بدون أيّ مقاومة.
بهذه الطريقة، يكونون صورة عن الفقر المدقع. هم لا يملكون شيئًا سوى حياتهم وقد سُلبت منهم أيضًا الآن بدون أن يقاوموا. إنّهم يحيطون بالمزود ليبيّنوا لنا نوع المرّ الذي علينا أن نقدّمه للطفل الإلهي: إنّ الذي يريد أن ينتمي إليه كليًّا عليه أن يعطي ذاته بتحرّر كلّي، وأن يستسلم للإرادة الإلهية مثل هؤلاء الأبناء.