الأب/ بولس جرس- طَعامي…
طَعامي…أن أعمل مشيئة الذي أرسلني
تأمل في قراءات الثلاثاء الموافق الحادي عشر من مارس 2014 والخامس عشر شهر برمهات1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“وفي أثناءِ ذلكَ سألهُ تلاميذُهُ قائلينَ: “يامُعَلِّمُ، كُلْ”. فقالَ لهُمْ:”أنا لي طَعامٌ لآكُلَ لستُمْ تعرِفونَهُ أنتُمْ”. فقالَ التلاميذُ بَعضُهُمْ لبَعضٍ:”ألَعَلَّ أحَدًا أتاهُ بشَيءٍ ليأكُلَ؟” قالَ لهُمْ يَسوعُ:”طَعامي أنْ أعمَلَ مَشيئَةَ الذي أرسَلَني وأُتَمِّمَ عَمَلهُ. أما تقولونَ: إنَّهُ يكونُ أربَعَةُ أشهُرٍ ثُمَّ يأتي الحَصادُ؟ ها أنا أقولُ لكُمُ: ارفَعوا أعيُنَكُمْ وانظُروا الحُقولَ إنَّها قد ابيَضَّتْ للحَصادِ.والحاصِدُ يأخُذُ أُجرَةً ويَجمَعُ ثَمَرًا للحياةِ الأبديَّةِ، لكَيْ يَفرَحَ الزّارِعُ والحاصِدُ مَعًا. لأنَّهُ في هذا يَصدُقُ القَوْلُ: إنَّ واحِدًا يَزرَعُ وآخَرَ يَحصُدُ. أنا أرسَلتُكُمْ لتحصُدوا ما لم تتعَبوا فيهِ آخَرونَ تعِبوا وأنتُمْ قد دَخَلتُمْ علَى تعَبِهِمْ”.فآمَنَ بهِ مِنْ تِلكَ المدينةِ كثيرونَ مِنَ السّامِريِّينَ بسَبَبِ كلامِ المَرأةِ التي كانَتْ تشهَدُ أنَّهُ:”قالَ لي كُلَّ ما فعَلتُ”. (يوحنا 4:31-39)
نص التأمل
طعامي…
الطعام هو الهم الأول في الحياة، نفكر فيه يوميا من اليقظة إلى النوم،
و حتى وإن لم نفكر نحن فهو يفكرنا بحاسة الجوع
وسرعان ما يلكزنا بلسعاته اللذيذة الموجعه ويدفعنا دفعا للبحث عنه…
حتى صار طلبتنا وتأمين إحتياجاتنا منه الأولى في الأبانابعد تلك التي تخص الآب
ولقد عاش يسوع الجوع وأحس به وبالتالي بالجائعين ” إني اشفق على هذه الجموع لئلا يخورو في الطريق” اعطوهم انتم لياكلوا… واقام لهم معجزة تكسير خبز في البرية مرتين…
وعندما اكتشف بحث الناس عنه ” لأكل العيش” حزن ووجههم ” غعملوا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية”
والناس الملهوفة دوما على كل ما هو طعام حتى انهم يتحدثون خلال الصوم عن الطعام اكثر من أي وقت آخرن يسارعون بالسؤال ويلحون فيه ” اعطنا يا سيد من هذا الخبز” …
وها هو اليوم يعطينا من خبزه الذي لا يفنى… لا تهتكوا بما تاكلون ولا كما تشربون فابوكم السماوي يعرف ما تحتاجون إليه حتى قبل ان تتطلبوه…” أطلبوا اولا ملكوت الله وبره والباقي يزاد لكم ويتم”…
ها هو اليوم يطبق على نفسه امام التلاميذ الجياع الذين استبد بهم الجوع لدرجة جعلتهم يرحلون جميعا تاركين يسوع وحده على حدود السامرة برغم ما قد يشكله ذلك من خطر !!! برغم اني لم لتناول شيئاً مثلكم تماما إلا ان ما يستبد بي من جوع وما ابحث عنه من إشباع يتخطى حدود ملأ المعدة بما يجود به الرب فحسب…
“إن جوعي هو لى عمل مشيئة أبي وإتمام عمله” وما هي مشيئة ابيك؟ ” الله يريد ان الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون”
وحيث تلك هي إرادته فهي ايضا إرادتي وحيث فيها مسرته ففيها اجد سعادتي وحيث في تماما فرحه وفرح السماء ففرحي يتم بمشاركة افراحهم…
هكذا كان المعلم لدرجة ان صرخ في اشد لحظات حياته على الأرض حلاكة وإظلاما ” لكن … لتكن مشيئتك لا مشيئتي”
هل نستطيع اليوم ان نردد معه هذه العبارة
هل نستطيع ان نتجاوز ذلك بان تكون مشيئته
لا فقط مقدسة مصانة مطاعة؟
بل منبع فرحنا وتاج فخرنا ومصدر غذائنا؟