الأب/ بولس جرس منطق الله ومنطق البشر
No tags
منطق الله ومنطق البشر
لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ
تأمل في قراءات اليوم الثامن من مارس 2014 الموافق الثانى عشر شهر برمهات1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“وبَعدَ هذا خرجَ فنَظَرَ عَشّارًا اسمُهُ لاوي جالِسًا عِندَ مَكانِ الجِبايَةِ، فقالَ لهُ:”اتبَعني”. فتَرَكَ كُلَّ شَيءٍ وقامَ وتبِعَهُ، وصَنَعَ لهُ لاوي ضيافَةً كبيرَةً في بَيتِهِ، والذينَ كانوا مُتَّكِئينَ معهُمْ كانوا جَمعًا كثيرًا مِنْ عَشّارينَ وآخَرينَ فتَذَمَّرَ كتَبَتُهُمْ والفَرِّيسيّونَ علَى تلاميذِهِ قائلينَ:”لماذا تأكُلونَ وتشرَبونَ مع عَشّارينَ وخُطاةٍ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: “لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ، بل المَرضَى. لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ”.( لوقا 5: 27-32)
نص التأمل
منطق الله ومنطق البشر
“لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ”
منطق الله ومنطق البشرن هذا ما فكرت ان يكون عنوان تأملي اليوم وأنا افتح عيني مذهولا على هذه الآية الواضحة المعنى، الفريدة الوجود والمحتوى ، الوحيدة المنطق… وكانني افاجا بها لأول مرة …فمن وجهة نظر الله يبدو الأمر واضحا جلياً:
فهو في عظيم محبته وفائق تحننه لم يشأ ان يفقد “إبنه الضال” الإنسان بالرغم من انه اخطأ وتجاوز ولم يطع الوصايا بل عصي وتكبر… لكنه إفتقده دوما بأنبياء ورسل وقديسين مشعلا في ظلمات تاريخه شموعا ما فتيء نورها يتراقص في عيوننا وآذاننا إلى اليوم.
لم يكتف الله بذلك، بل في مليء الزمان بينما نحن جلوس في الظلمة وظلال الموت، نصرخ ونتضرع ونترجيالخلاص… إفتقدنا أخيرا بابنه الوحيد حتى يعيدنا إليه بحياته وموته، بصليبه ودمه، بدفنه وقيامته… ” أرسل لهم إبني لعلهم..” . أرسل الله ابنه متجسدا من مريم العذراء وصائرا كواحد منّا، كي يصالحنا معه بمغفرة خطايانا.
هكذا كان فكر الرب وهذا جوهر مطقه ومكنون قلبه: “ان الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” وهو يعني الجميع خطاة وأبرارا، اشرارا وقديسين، ضالين ومهتدين… بل لقد كشف لنا الإبن الذي في حضن الآب وقد رأى واخبر” عن قلب الآب الذي يهفو إلى الخروف الضال ويتلهف بحثاً عن الدرهم المفقود ويترقب عودة الإبن الشاطر وكأنه لا يبالي بالإبن الأكبر ولا يعيير وجودباقي الدراهم اهتماما ولا ينظر غلى التسع وتسعين خروفا الذين يتركهم في البرية…
ولقد سلك الرب يسوع في تعاليمه ومعجزاته وآياته على الأرض نفس المسلك
وها هو اليوم يدعو ” لاوي”متى العشار فيترك كل شيء ويتبعه
لم يدعو فريسيا أو كاهنا ولا لاويا،
لم يدعو كاتبا ولا عالما في الشريعة ولا مفسر ناموس…
لم يدعو قديسي وابرارا وشيوخ إسرائيل وعظماءها
دعى زمرة من البسطاء الفقراء الأسخياء الذين تركوا كل شيء وتبعوه
الذين احبوه فبذلوا الدم جميعا شهادة لحبه للبشر
فليس عجيبا أن يصيح أحدهم معبرا عن دهشة البشرية وتعجبها من هذا المنطق الإلهي الفريد “أننا ونحن بعد خطأة مات المسيح لأجلنا”
اما منطق البشر القاسي السقيم، الفارغ العقيم،
المؤسس على الظواهر لا البواطن والمبني دوما على الحكم والدينونة
فله تامل آخر
لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ
تأمل في قراءات اليوم الثامن من مارس 2014 الموافق الثانى عشر شهر برمهات1730
الأب/ بولس جرس
نص الإنجيل
“وبَعدَ هذا خرجَ فنَظَرَ عَشّارًا اسمُهُ لاوي جالِسًا عِندَ مَكانِ الجِبايَةِ، فقالَ لهُ:”اتبَعني”. فتَرَكَ كُلَّ شَيءٍ وقامَ وتبِعَهُ، وصَنَعَ لهُ لاوي ضيافَةً كبيرَةً في بَيتِهِ، والذينَ كانوا مُتَّكِئينَ معهُمْ كانوا جَمعًا كثيرًا مِنْ عَشّارينَ وآخَرينَ فتَذَمَّرَ كتَبَتُهُمْ والفَرِّيسيّونَ علَى تلاميذِهِ قائلينَ:”لماذا تأكُلونَ وتشرَبونَ مع عَشّارينَ وخُطاةٍ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: “لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ، بل المَرضَى. لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ”.( لوقا 5: 27-32)
نص التأمل
منطق الله ومنطق البشر
“لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ”
منطق الله ومنطق البشرن هذا ما فكرت ان يكون عنوان تأملي اليوم وأنا افتح عيني مذهولا على هذه الآية الواضحة المعنى، الفريدة الوجود والمحتوى ، الوحيدة المنطق… وكانني افاجا بها لأول مرة …فمن وجهة نظر الله يبدو الأمر واضحا جلياً:
فهو في عظيم محبته وفائق تحننه لم يشأ ان يفقد “إبنه الضال” الإنسان بالرغم من انه اخطأ وتجاوز ولم يطع الوصايا بل عصي وتكبر… لكنه إفتقده دوما بأنبياء ورسل وقديسين مشعلا في ظلمات تاريخه شموعا ما فتيء نورها يتراقص في عيوننا وآذاننا إلى اليوم.
لم يكتف الله بذلك، بل في مليء الزمان بينما نحن جلوس في الظلمة وظلال الموت، نصرخ ونتضرع ونترجيالخلاص… إفتقدنا أخيرا بابنه الوحيد حتى يعيدنا إليه بحياته وموته، بصليبه ودمه، بدفنه وقيامته… ” أرسل لهم إبني لعلهم..” . أرسل الله ابنه متجسدا من مريم العذراء وصائرا كواحد منّا، كي يصالحنا معه بمغفرة خطايانا.
هكذا كان فكر الرب وهذا جوهر مطقه ومكنون قلبه: “ان الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” وهو يعني الجميع خطاة وأبرارا، اشرارا وقديسين، ضالين ومهتدين… بل لقد كشف لنا الإبن الذي في حضن الآب وقد رأى واخبر” عن قلب الآب الذي يهفو إلى الخروف الضال ويتلهف بحثاً عن الدرهم المفقود ويترقب عودة الإبن الشاطر وكأنه لا يبالي بالإبن الأكبر ولا يعيير وجودباقي الدراهم اهتماما ولا ينظر غلى التسع وتسعين خروفا الذين يتركهم في البرية…
ولقد سلك الرب يسوع في تعاليمه ومعجزاته وآياته على الأرض نفس المسلك
وها هو اليوم يدعو ” لاوي”متى العشار فيترك كل شيء ويتبعه
لم يدعو فريسيا أو كاهنا ولا لاويا،
لم يدعو كاتبا ولا عالما في الشريعة ولا مفسر ناموس…
لم يدعو قديسي وابرارا وشيوخ إسرائيل وعظماءها
دعى زمرة من البسطاء الفقراء الأسخياء الذين تركوا كل شيء وتبعوه
الذين احبوه فبذلوا الدم جميعا شهادة لحبه للبشر
فليس عجيبا أن يصيح أحدهم معبرا عن دهشة البشرية وتعجبها من هذا المنطق الإلهي الفريد “أننا ونحن بعد خطأة مات المسيح لأجلنا”
اما منطق البشر القاسي السقيم، الفارغ العقيم،
المؤسس على الظواهر لا البواطن والمبني دوما على الحكم والدينونة
فله تامل آخر