الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 10 تشرين الأول/اكتوبر 2018
الأربعاء السابع والعشرون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا .4-1:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ يَسوع يُصَلّي في بَعضِ ٱلأَماكِن، فَلَمّا فَرَغَ قالَ لَهُ أَحَدُ تَلاميذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ».
فَقالَ لَهُم: «إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ، لِيَأتِ مَلَكوتُكَ.
أُرزُقنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا.
وَأَعفِنا مِن خَطايانا، فَإِنَّنا نُعفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لَنا عَلَيه. وَلا تُعَرِّضنا لِلتَّجرِبَة».
تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الرّسالة 130، إلى بروباس حول الصّلاة
«يا رَبّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ»
إنّ الكلمات هي ضروريّة لنا خلال الصلاة، لكي تذكّرنا وتجعلنا نرى ما الّذي يجب أن نطلبه؛ لا نعتقدَنَّ بأنّ ذلك هو لكي نبلغ الربّ أو نستعطفه. فبالتالي، عندما نقول: “لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ”، نحن نحثّ أنفسنا على رغبة أن يكون اسمه، الّذي هو دائمًا قدّوس، مقدّسًا عند البشر أيضًا، أي ألّا يكون مزدرى، وهذا يعود نفعًا على البشر وليس على الله. ومتى نقول: “لِيَأتِ مَلَكوتُكَ”، في حين إنّه آتٍ بلا شكّ، نزيد رغبتنا في هذا الملكوت، كي يأتي إلينا، ونحصل على الملوت فينا. عندما نقول: “لتكن مشيئتُك في الأرض كما في السماء”، نطلب تلك الطاعة من أجلنا، كي تتمّ مشيئته فينا كما هي في السماء بملائكته.
عندما نقول: “أَعفِنا مِن خَطايانا، فَإِنَّنا نُعفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لَنا عَلَيه”، نذكّر أنفسنا في كلّ مرّة بما نطلبه وما يجب علينا فعله كي يُستجاب لنا… عندما نقول: “نجّنا من الشرّير”، نذكّر أنفسنا أنّنا لسنا بعد في حالة الخير حيث لا يوجد شرّ نخشاه. وهذه الكلمات الأخيرة في الصلاة الربّية لها من عظمة كبيرة إذ، مهما كانت المحنة الّتي يمرّ فيها المسيحيّ، مهما يكون سبب أنينه ودموعه، تبقى هي المكان الّذي يجب أن يبدأ، يستمرّ، وينهي صلاته.
نحن بحاجة إلى هذه الكلمات كي نعهِد حقائقنا بذاتها إلى ذاكرتنا. إذ مهما كانت الكلمات الّتي نتلفّظ بها…، لا نقول شيئًا غير ما يوجد سابقًا في هذه الصلاة الربيّة، إذا كنّا نصلّي بطريقة صحيحة ومناسبة.