الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 15 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الخميس السادس والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل التاسع بعد الصليب)
تذكار القدّيسين الشهداء المعترفين غوريّا وسامونا وحبيب
إنجيل القدّيس لوقا 9-1:16
قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «كانَ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ وَكيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَموالَهُ.
فَدَعاهُ وَقالَ لَهُ: ما هَذا ٱلَّذي أَسمَعُ عَنكَ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، إِذ لا يُمكنُ أَن تَكونَ وَكيلاً بَعد.
فَقالَ ٱلوَكيلُ في نَفسِهِ: ماذا أَفعَل؟ فَإِنَّ سَيِّدي يَعزِلُني عَنِ ٱلوَكالَةِ، وَلا أَستَطيعُ ٱلفِلاحَةَ، وَأَخجَلُ أَن أَستَعطي.
قَد عَلِمتُ ماذا أَفعَلُ، حَتّى مَتى عُزِلتُ عَنِ ٱلوَكالَةِ يَقبَلونَني في بُيوتِهِم.
فَدَعا كُلَّ واحِدٍ مِن مَديوني سَيِّدِهِ، وَقالَ لِلأَوَّل: كَم عَلَيكَ لِسَيِّدي؟
قال: مِئَةُ بَثٍّ مِنَ ٱلزَّيت. فَقالَ لَهُ: خُذ صَكَّكَ وَٱجلِس سَريعًا وَٱكتُب خَمسين.
ثُمَّ قالَ لِلآخَر: وَأَنتَ كَم لَهُ عَلَيك؟ قال: مِئَةُ كُرٍّ مِنَ ٱلحِنطَة. فَقالَ لَهُ: خُذ صَكَّكَ وَٱكتُب ثَمانين.
فَأَثنى ٱلسَّيِّدُ عَلى وَكيلهِ غَيرِ ٱلأَمينِ، لِأَنَّهُ تَصَرَّف بِحِكمَة. فَإِنَّ أَبناءَ هَذا ٱلدَّهرِ أَكثَرُ فِطنَةً مِن أَبناءِ ٱلنّورِ فيما بَينَهُم.
وَأَنا أَيضًا أَقولُ لَكُم: إِجعَلوا لَكُم أَصدِقاءَ بِٱلمالِ ٱلمُكتَسَبِ جَورًا، حَتّى إِذا مُتُّم يَقبَلونَكُم في ٱلمَظالِّ ٱلأَبَدِيَّة».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 – 390)، أسقف وملفان الكنيسة
عظة عن محبّة الفقراء
«اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَظالِ الأَبَدِيَّة»: مساعدة الفقراء
يا أصدقائي وإخوتي، دعونا لا نكون وكلاء سيّئين على المال الذي نؤتَمن عليه حتّى لا نسمعَ يومًا هذا الكلام: “إخجلوا، أنتم الذين تمسكون بمال الغير؛ تشبّهوا بعدالة الله ولن يبقى هنالك من فقراء”. دعونا لا نرهقُ أنفسنا في تكديس المال والإدّخار، في وقت يرهقُ الجوع الآخرين؛ وبالتالي، لن نستحقَّ هذه الملاحظة اللاذعة من النبيّ عاموس: “إسمَعوا هذا يا دائِسي الفَقير لإفناءَ وُضَعاءَ الأرض قَائلينَ: “مَتَى يَمضي رَأسُ الشهرِ لِنَبيعَ قَمْحًا، وَالسبتُ لِنَعْرِضَ حِنْطَةً؟” (عا 8: 4-5)…
لنَتشبّه بالوصيّة الأولى والأعظم الله الذي “يُطلِعُ شَمْسَهُ على الأشرارِ والأخيار، ويُنزِلُ المطرَ على الأبرارِ والفُجّار” (مت 5: 45). فهو منحَ جميع الذين يعيشون على الأرض مجالات شاسعة من الأرض المراحة، والمنابع والأنهر والغابات. كما أعطى الهواء والماء لجميع الحيوانات المائيّة. ولاستمرار الحياة للجميع، أعطى بوفرة الموارد الأوليّة التي لا يمكن للأقوياء أن يستولوا عليها، ولا للقوانين أن تقيسها، ولا للحدود أن تعيق انتشارها؛ لكنّه يعطيها للجميع بحيث لا يعوز الإنسان أيّ شيء. بالتالي، ومن خلال التوزيع العادل لجميع هذه العطايا، فقد كرّمَ المساواة الطبيعيّة بين الجميع؛ هكذا أظهر الكرم الشامل لرحمته… عليكَ إذًا أن تتشبّه بهذه الرحمة الإلهيّة.