الشهر المريمي – باقة حُبّ لمريم العذراء
31 مايو : ختام الشهر المريمي
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في الثاني من مايو لعام ١٩٧٩ قال. “شهر مايو (الشهر المريمي) يشجّعنا على التفكير في مريم وعلى الحديث عنها بطريقة مميّزة. فشهر مايو هو شهرها ويدعوننا على فتح قلوبنا أمام مريم بطريقة مميّزة”.
هذا الشهر هو أوّل شهر يكرّس بأكمله لإكرام لمريم العذراء وقد بدأ يظهر بقوّة في روما، بمبادرة من الآباء اليسوعييّن في المعهد الروماني التابع لليسوعيّين. ومن روما انتقل الى الولايات التي كانت خاضعة للسلطة البابويّة ومنها الى كلّ العالم الكاثوليكيّ.
ولكن قبل هذا التاريخ كانت الكنيسة الغربيّة تكرّم مريم خلال شهر مايو.
ففي القرن الرابع عشر كان الراهب الدومينيكي St Henry Suso هنري سوزو، في فترة تفتّح الورود، يدعو المؤمنين الى تحضير أكاليل من الزهر والورود للعذراء الطاهرة. وفي العام ١٥٤٩ طبع الرابع البنديكتي زايدل كتاباً عنوانه “شهر مايو الرّوحيّ”، وفي الحقبة عينها كان القديس فيليب نيري يدعو الشبيبة الى إكرام العذراء إكراماً خاصّاً في شهر مايو، أمّا في مدينة كولونيا، فكان تلاميذ اليسوعيّين يقومون برياضة روحيّة في شهر مايو إكراماً لمريم، وفي مقاطعة الألزاس، كانت جماعة من الصبايا المكرّسات تدرن من باب الى باب لجمع الورود لتزيين مذابح العذراء خلال شهر مايو.
وفي القرن السادس عشر والسابع عشر بدأ الكبّوشيّون والفرنسيسكان بالاهتمام بهذا الشهر، فكتب الراهب الكبّوشيّ ثلاثين قصيدة مريميّة لإكرام العذراء، وفي نابوليّ بدأ الفرنسيسكان يصلّون صلاة فرض العذراء في كنيسة القديّسة كلارا الملكيّة. أمّا الدومينيكان فبدأوا، سنة ١٧٠١، في مدن فييزوله وغريزانا وفيرونا وجنوا الإيطالية بتكريم مريم طوال شهر مايو.
وبدأ اليسوعيّون بطباعة ونشر كتب عن الشهر المريميّ في روما، أوّلهم عام ١٧٢٤ كتبه الأب جاكوليه بعنوان “الشهر المريميّ”. وبعدها بدأت هذه الكتب تترجم الى اللغات الأخرى
وبدأ هذا الشهر يأخذ أهمّيته في الشرق ، بشكل اخصّ، نتيجة لعمل المرسلين والمبشّرين اللاتين، من فرنسيسكان ودومينيكان ويسوعيّين وآباء لعازريين.
نداء إلى المؤمنين: أقيموا في بيوتكم ركن صلاة وتعبّد خاص لسيدة العذراء في شهرها المبارك. ضعوا تمثالًا لها أو صورة
لذلك هي تستحق منا أن نقدّم لها التكريم مدة شهر كامل.