stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة بولكاريا الملكة

1.5kviews

10 ‎أيلول/سبتمبر تذكار القديسة بولكاريا الملكة

ولدت بولكاريا سنة 399، أبوها الملك أركاديوس بن تاودوسيوس الكبير وأمّها الملكة ‏افدوكيا. توفي أبوها ولها من العمر عشر سنوات ولأخيها الوحيد تاودوسيوس الصغير ثمانِ ‏سنوات ولها أختان أصغر منها.‏
‏ ‏
وفي سنة 412 نُودِيَ بها مدبّرة للملكة مع أخيها التي عُنيت بتربيته على روح الفضيلة ‏ومبادئ الدّين القويم. وعلى رغم حداثتها أظهرت كلَّ حذاقة وحكمة في إدارة شؤون المملكة، ‏لأنّها اتّكلت على الله في جميع أمورها وامتازت بفضائلها، حتّى قيل إنّها كانت مزدانة بأجمل ‏الصّفات خَلقـًا وخُلقا.‏
‏ ‏
ومنذ صباها نذرت بتوليّتها لله وأقنعت أختيها بالاقتداء بها. فعشنَ معًا، عاملات على ما فيه ‏الخير والصلاح. ولم تكنَّ تأذنَّ لرجل بالدّخول إلى دارهنَّ حرصًا على فضيلتهنَّ الملائكيّة. ‏وكانت تصوم يومين في الأسبوع وتُغدق حسناتها على الفقراء بحيث لم تدع فقيرًا أو محتاجًا ‏في المملكة.‏
‏ ‏
اشتهرت بغيرتها على الدّين وتعزيز رجاله والدّفاع عن المعتقد الكاثوليكيّ المقدّس. وأبدت ‏من الحكمة والشجاعة ما يعجز عنه كبار الرّجال. وكافحت ما ظهر في أيّامها من البدع ولا ‏سيّما هرطقة نسطور المجدّف على أمّ الله. فدفعت أخاها إلى عقد المجمع المسكونيّ الثالث ‏في أفسس 431، بالاتفاق مع البابا سلستينس الأوّل.‏
‏ ‏
ولم تكن مهام المملكة لتمنعها عن ممارسة أسمى الفضائل والمواظبة على الصّلوات ‏والتقشّفات والقراءة الرّوحيّة والتأمّل، فكان هذا لأخيها عبرة وموعظة. على أنّه انقاد لبعض ‏المخادعين، فأبعدها عن قصره، فتشوَّه وجهُ سياسته. ومن أخطائه مناصرته لاوطيخا المبتدع ‏وتحامُله على القدّيس فلافيانوس بطريرك القسطنطينيّة ونفيٍه. فكتب إليها البابا القدّيس لاون ‏يدعوها لملافاة تلك الأخطاء فتركت عزلتها وأتت تؤنّب أخاها وتبيّن له مواطن الضّعف ‏والنّـقص فيه، فأصغى لها وندم على ما فعل ومات تائبًا.‏
‏ ‏
وخلفه في المُلك مركيانوس الغيور على الإيمان القويم، وبما أنّه كان متجمّلاً بسموّ الفضائل ‏وحُسْنِ المزايا، خطب ودّها، فارتضت القدّيسة أن تقترن به بسرّ الزواج المقدّس. ومن ‏مساعيهما الجليلة، التأَمَ المجمع الرابع المسكونيّ الخلقيدونيّ سنة 451 الذي حرم اوطيخا ‏وهرطقته ومشايعيه، كما مرَّ ذكره أمس. ثم رقدت القدّيسة بالربّ عن 55 عامًا وذلك سنة ‏‏454 بعد أن أوصَتْ بأموالها كلّها للفقراء والمساكين. صلاتها معنا. آمين!‏