stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

القراءات اليومية بحسب اتقويم الروم الملكيّين الكاثوليك ” 11فبراير – شباط 2020 “

905views

الثلاثاء من أسبوع مرفع اللحم
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة فلاسيوس أسقف سبسطية

بروكيمنات الرسائل 1:2

يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 22a-9:3
يا إِخوَة، كُلُّ مَن هُوَ مَولودٌ مِنَ ٱللهِ لا يَفعَلُ خَطيئَةً، لِأَنَّ زَرعَهُ ثابِتٌ فيه. وَلا يَستَطيعُ أَن يَخطَأَ، لِأَنَّهُ مَولودٌ مِنَ ٱلله.
بِهَذا يَتَبَيَّنُ أَولادُ ٱللهِ وَأَولادُ إِبليس: كُلُّ مَن لا يَفعَلُ ٱلبِرَّ لَيسَ مِنَ ٱللهِ، وَأَيضًا مَن لا يُحِبُّ أَخاهُ.
لِأَنَّ هَذه هِيَ ٱلبُشرى ٱلَّتي سَمِعتُموها مِنَ ٱلبَدء: أَن نُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا،
لا مِثلَ قايِينَ ٱلَّذي كانَ مِنَ ٱلشِّرّيرِ فَقَتَلَ أَخاهُ. وَلِأَيِّ سَبَبٍ قَتَلَهُ؟ لِأَنَّ أَعمالَهُ كانَت شِرّيرَةً، وَأَمّا أَعمالُ أَخيهِ فَكانَت بارَّة.
لا تَعجَبوا يا إِخوَتي إِن كانَ ٱلعالَمُ يُبغِضُكُم.
نَحنُ نَعلَمُ أَنّا قَدِ ٱنتَقَلنا مِنَ ٱلمَوتِ إِلى ٱلحَياةِ، لِأَنّا نُحِبُّ ٱلإِخوَة. مَن لا يُحبِب أَخاهُ يَثبُت في ٱلمَوت.
كُلُّ مَن يُبغِضُ أَخاهُ فَهُوَ قاتِلٌ، وَتَعلَمونَ أَنَّ كُلَّ قاتِلٍ لَيسَت لَهُ حَياةٌ أَبَدِيَّةٌ ثابِتَةٌ فيه.
بِهَذا قَد عَرَفنا ٱلمَحَبَّةَ: أَنَّ ذاكَ قَد بَذَلَ نَفسَهُ مِن أَجلِنا، فَيَجِبُ عَلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا مِن أَجلِ ٱلإِخوَة.
وَمَن كانَت لَهُ ٱلمَعيشَةُ ٱلعالَمِيَّةُ، وَرَأى أَخاهُ في فاقَةٍ، فَحَبَسَ عَنهُ أَحشاءَهُ، فَكَيفَ تَثبُتُ مَحَبَّةُ ٱللهِ فيه؟
يا أَولادي، لا نُحِبَّنَّ بِٱلكَلامِ، وَلا بِٱللِّسانِ، بَل بِٱلعَمَلِ وَٱلحَقّ!
وَبِهَذا نَعرِفُ أَنّا مِنَ ٱلحَقِّ وَنُقنِعُ أَمامَهُ قُلوبَنا،
بِأَنَّهُ إِن كانَ قَلبُنا يُبَكِّتُنا، فَٱللهُ أَعظَمُ مِن قَلبِنا وَعالِمٌ بِكُلِّ شَيء.
أَيُّها ٱلأَحِبّاءُ، إِن كانَ قَلبُنا لا يُبَكِّتُنا، فَلَنا دالَّةٌ لَدى ٱلله.
وَمَهما سَأَلنا فَإِنّا نَنالُهُ مِنهُ.

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس مرقس 42-10:14

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذَهَبَ يَهوذا ٱلإِسخَريوطِيُّ أَحَدُ ٱلِٱثنَي عَشَرَ إِلى رُؤَساءِ ٱلكَهَنَةِ، لِيُسلِمَ يَسوعَ إِلَيهِم.
فَلَمّا سَمِعوا فَرِحوا، وَوَعَدوهُ أَن يُعطوهُ فِضَّة. وَكانَ يَلتَمِسُ فُرصَةً مُلائِمَةً لِيُسلِمَهُ.
وَفي ٱليَومِ ٱلأَوَّلِ مِنَ ٱلفَطيرِ، إِذ كانوا يَذبَحونَ ٱلفِصحَ، قالَ لَهُ تَلاميذُهُ: «أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأكُلَ ٱلفِصح؟»
فَأَرسَلَ ٱثنَينِ مِن تَلاميذِهِ وَقالَ لَهُما: «إِذهَبا إِلى ٱلمَدينَةِ، فَسَيَلقاكُما إِنسانٌ حامِلٌ جَرَّةَ ماءٍ، فَٱتبَعاه.
وَحَيثُ يَدخُلُ، قولا لِرَبِّ ٱلبَيت: إِنَّ ٱلمُعَلِّمَ يَقول: أَينَ ٱلمَنـزِلُ ٱلَّذي آكُلُ فيهِ ٱلفِصحَ مَعَ تَلاميذي؟
فَهُوَ يُريكُما عِلِّيَّةً كَبيرَةً مَفروشَةً مُهَيَّأَةً، فَأَعِدّا لَنا هُناك».
فَخَرَجَ تِلميذاهُ وَأَتَيا إِلى ٱلمَدينَةِ، فَوَجَدا كَما قالَ لَهُما، وَأَعَدّا ٱلفِصح.
وَلَمّا كانَ ٱلمَساءُ أَتى مَعَ ٱلِٱثنَي عَشَر.
وَفيما هُم مُتَّكِئونَ يَأكُلونَ قالَ يَسوع: «أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ واحِدًا مِنكُم سَيُسلِمُني، هُوَ ٱلآكِلُ مَعي».
فَجَعَلوا يَحزَنونَ وَيَقولونَ واحِدٌ فَواحِد: «أَلَعَلّي أَنا هُوَ؟» وَآخَر: «أَلَعَلّي أَنا هُوَ؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «هُوَ واحِدٌ مِنَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ، ٱلَّذي يَغمِسُ مَعي في ٱلصَّحفَة.
وَٱبنُ ٱلإِنسانِ يَمضي كَما هُوَ مَكتوبٌ عَنهُ. لَكِنِ ٱلوَيلُ لِذَلِكَ ٱلإِنسانِ ٱلَّذي يُسلِمُ ٱبنَ ٱلإِنسانِ، قَد كانَ خَيرًا لِذَلِكَ ٱلإِنسانِ أَن لا يولَد!»
وَفيما هُم يَأكُلونَ، أَخَذَ يَسوعُ خُبزًا وَبارَكَ وَكَسَرَ وَأَعطاهُم وَقال: «خُذوا كُلوا، هَذا هُوَ جَسَدي».
وَأَخَذَ ٱلكَأسَ وَشَكَرَ وَأَعطاهُم، فَشَرِبوا مِنها كُلُّهُم.
وَقال لَهُم: «هَذا هُوَ دَمي لِلعَهدِ ٱلجَديدِ، ٱلَّذي يُهَراقُ عَن كَثيرين.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنّي لَن أَشرَبَ بَعدُ مِن عَصيرِ ٱلكَرمَةِ، إِلى ذَلِكَ ٱليَومِ ٱلَّذي فيهِ أَشرَبُهُ جَديدًا في مَلَكوتِ ٱلله».
ثُمَّ سَبَّحوا وَخَرَجوا إِلى جَبَلِ ٱلزَّيتون.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «كُلُّكُم تَشُكّونَ فِيَّ في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ، لِأَنَّهُ مَكتوب: أَضرِبُ ٱلرّاعِيَ، فَتَتَبَدَّدُ ٱلخِراف.
وَلَكِن مَتى قُمتُ أَسبِقُكُم إِلى ٱلجَليل».
فَقالَ لَهُ بُطرُس: «لَو شَكَّ جَميعُهُم ما شَكَكتُ أَنا!»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «أَلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِنَّكَ ٱليَومَ في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ، قَبلَ أَن يَصيحَ ٱلدّيكُ مَرَّتَينِ، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّات».
فَأَخَذَ يُبالِغُ في ٱلكَلامِ: «أَن لَو أُلجِئتُ أَن أَموتَ مَعَكَ ما أَنكَرتُكَ!» وَهَكذا قالَ جَميعُهُم أَيضًا.
وَجاؤوا إِلى ضَيعَةٍ ٱسمُها جِتسِماني، فَقالَ لِتَلاميذِهِ: «أُمكُثوا هَهُنا حَتّى أَمضِيَ فَأُصَلّي».
وَأَخَذَ مَعَهُ بُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا، وَطَفِقَ يَرتاعُ وَيَكتَئِبُ،
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ نَفسي حَزينَةٌ حَتّى ٱلمَوت! أُمكُثوا هَهُنا، وَٱسهَروا».
ثُمَّ تَقَدَّمَ قَليلاً وَخَرَّ عَلى ٱلأَرضِ، وَكانَ يُصَلّي لِتَعُبرَ عَنهُ ٱلسّاعَةُ إِن كانَ يُستَطاعُ،
وَيَقول: «أَبّا، أَيُّها ٱلآب. كُلُّ شَيءٍ مُستَطاعٌ لَكَ، أَجِز عَنّي هَذِهِ ٱلكَأس. لَكِن لا تَكُن مَشيئَتي أَنا، بَل مَشيئَتُكَ أَنتَ».
ثُمَّ جاءَ فَوَجَدَهُم نِيامًا، فَقالَ لِبُطرُس: «أَتَنامُ يا سِمعان؟ أَوَ لَم تَقدِر أَن تَسهَرَ ساعَةً واحِدَة؟
إِسهَروا وَصَلّوا لِئَلاَّ تَدخُلوا في تَجرِبَة. إِنَّ ٱلرّوحَ نَشيطٌ، وَأَمّا ٱلجَسَدُ فَضَعيف».
ثُمَّ مَضى مِن جَديدٍ، وَصَلّى قائِلاً ذَلِكَ ٱلقَولَ بِعَينِهِ.
ثُمَّ رَجَعَ فَوَجَدَهُم نِيامًا أَيضًا، لِأَنَّ عُيونَهُم كانَت ثَقيلَةً، فَلَم يَدروا بِماذا يُجيبونَهُ.
وَجاءَ ثالِثَةً وَقالَ لَهُم: «ناموا ٱلآنَ وَٱستَريحوا! يَكفي! فَقَد أَتَتِ ٱلسّاعَة! هُوَذا ٱبنُ ٱلإِنسانِ يُسلَمُ إِلى أَيدي ٱلخطَأَة.
قوموا هَيّا بِنا، فَقَد قَرُبَ ٱلَّذي يُسلِمُني».

التعليق الكتابي 

القدّيس فرنسيس دي سال (1567 – 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة
“قبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرَات”
لقد ارتكب القدّيس بطرس، أحد الرسل، خطأ كبيرًا إزاء معلّمه، لأنّه أنكره وأقسم أنّه لا يعرفه. ولم يكتفِ بذلك، إنّما لعنه مؤكّدًا أنّه لا يعرف مَن يكون (متى26: 69). يا لهذا الحدث الكبير الّذي اخترق قلب ربّنا! يا بطرس المسكين، ماذا تفعل وماذا تقول؟ لا تعلم من يكون، ولا تعرفه، أنت الذي دعاك بكلمات فمه إلى الرسالة، أنت الّذي اعترفتَ أنّه ابن الله الحيّ؟ (متى16:16). آه، يا لك من إنسان مسكين، كيف تجرؤ على القول إنّك لا تعرفه؟ أليس هو مَن كان مرّةً عند قدميك ليغسلهما (يو13: 6)، وهو مَن أطعمك من جسده ومن ودمه؟…

فلا يتّكلنَّ أحد على أعماله الصالحة ويعتقدنَّ أنّه ليس عليه أن يخاف شيئًا، بما أنّ القدّيس بطرس، الذي تلقّى نِعمًا كثيرة، والذي وعد أن يرافق ربّنا الى السجن وحتّى إلى الموت، قد أنكره عند أوّل همسة من خادمة.

عندما سمع القدّيس بطرس صياح الديك، تذكّر ماذا فعل وماذا كان معلّمه الطيّب قد قاله له؛ وإذ عرف خطأه، خرج وبكى بكاءً مرًّا لدرجة أنّه تلقّى رحمة كاملة وغفرانًا كاملاً عن جميع خطاياه. طوباكَ أيّها القدّيس بطرس، يا مَن بهذه التوبة عن خطاياك، نِلتَ الغفران الكامل عن هذه الخيانة الكبيرة… أعرفُ جيّدًا أنّ نظرات ربّنا المقدّسة هي التي اخترقت قلبه وفتحت عينيه لتجعله يرى خطيئته (لو22: 61)… ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقّف أبدًا عن البكاء، خاصّة عندما كان يسمع صياح الديك صباحًا ومساءً… وبهذه الوسيلة، أصبح هذا الخاطىء الكبير قدّيسًا كبيرًا.