stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتينى 21مارس/أذار 2019‏

661views

الخميس الثاني من الزمن الأربعينيّ

 

سفر إرميا 10-5:17

هكذا قالَ الرَّبّ: مَلْعونٌ الرَّجلُ الَّذي يَتَوَكَّل على البَشَر ويَجعَلُ اللَّحمِ ذراعًا لَه وقَلبُه يَنصَرِفُ عنِ الرَّبّ.
إِنَّهُ يَكونُ كالأثلِ في البادِيَة ولا يَرى الخَيرَ إِذا أَقبَل بل يَسكُنُ الرَّمْضاءَ في البَرِّيَّة الأَرضَ السَّبخة الَّتي لا ساكِنَ فيها.
مُبارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذي يَتَوَكَّلُ عَلى ٱلرَّبّ وَيَكونُ ٱلرَّبُّ مُعتَمَدَهُ
إِنَّهُ يَكونُ كالشَّجَر المَغْروسِ على المِياه الَّذي يُلقي أُصولَهُ في الرُطوبَة ولا يرى الحرَ إِذا أَقبَل: بل يَبْقى وَرَقٌهٌ أَخضَر وفي سَنَةِ القَحط لا خَوفَ علَيه ولا يَكُفُّ عن الإِثمار.
القَلبُ أَخدَعُ كُلِّ شيَء وأَخبَثُه فمَن يَعرِفه؟
أَنا الرَّبَّ أَفحصُ القُلوب وأَمتَحِنُ الكُلى فأَجْزي الإِنْسانَ بِحَسَبِ طُرُقِه وثَمَرِ أَعْمالِه.

 

سفر المزامير 6.4.3.2-1:1

طوبى لِمَن لَم يَسلُك وَفقَ مَشورَةِ ٱلآثِمين
وَلَم يَتَوَقَّف في سُبُلِ ٱلخاطِئين
وَلَم يَجلِس في مَجلِسِ ٱلسّاخِرين
لَكِن بِشَريعَةِ ٱلرَّبِّ سُرورُهُ
وَبِشَريعَتِهِ يَتَفَكَّرُ لَيلَهُ وَنَهارَهُ

يَكونُ كَٱلشَّجَرِ ٱلمَغروسِ عَلى مَجرى ٱلمِياه
ٱلَّذي يُؤتي ثَمَرَهُ في أَوانِهِ
وَلا يَذبُلُ وَرَقُهُ
وَيَنجَحُ كُلُّ ما يَصنَعُهُ

لَيسَ كَذَلِكَ ٱلأَشرارُ، لَيسوا كَذَلِك
بَل إِنَّهُم كَٱلعُصافَةِ ٱلَّتي تَذروها ٱلرِّياح
لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عالِمٌ بِطَريقِ ٱلصِّدّيقين
أَمّا طَريقُ ٱلأَشرارِ فَتُؤَدي إِلى ٱلهَلاك

 

إنجيل القدّيس لوقا 31-19:16

في ذلك الزَّمان: قال يسوع للفريسيين: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والكَتَّانَ النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ بِمَأدُبَةٍ فاخِرة.
وكانَ رَجُلٌ مسكين اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه قد غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه.
وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ. غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه.
وماتَ المسكين فحَمَلَتهُ المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. ثُمَّ ماتَ الغَنيُّ ودُفِن.
فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في الجَحيم يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبْراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه.
فنادى: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمنْي فأَرسِلْ لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِه في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني، فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب.
فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب.
ومع هذا كُلِّه، فقد أُقيمَت بَيننا وبَينَكم هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا.
فقال: أَسأَلُكَ إِذًا يا أَبتِ أَن تُرسِلَه إِلى بَيتِ أَبي،
فإِنَّ لي خَمسَةَ إِخَوة. فَلْيُنذِرْهُم لِئَلاَّ يَصيروا هُم أَيضًا إلى مَكانِ العَذابِ هذا.
فقالَ إِبراهيم: عندَهُم موسى والأَنبِياء، فَلْيَستَمِعوا إِلَيهم.
فقال: لا يا أَبتِ إِبراهيم، ولكِن إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَتوبون.
فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا إِلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات».

 

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 – 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
عظة عن الغني ولّعازر.

«فرأَى إِبْراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه»

“وكانَ أَبْرامُ غَنِيًّا جِدًّا”، يقول الكتاب المقدَّس (تكوين 13، 2)… لم يكن ابراهيم يا إخوتي غنياً لنفسه، إنما للفقراء؛ عوضاً عن الاحتفاظ بثروته، عرض تقاسمها…إن هذا الرجل، وهو بنفسه غريب، لم يكفّ عن عمل كلّ ما من شأنه جعل الغريب لا يشعر بالغربة. كان يعيش تحت خيمة، ولم يكن يحتمل أن يبقى عابر دون مأوى. هو المسافر الدائم، كان يستقبل دائماً الضيوف الذين يحضرون…لم يكن يكتف بالاحتفاظ بجود الله، بل كان يعرف أنه مدعو لنشره: كان يستعمله ليدافع عن المظلومين، ليحرّر السجناء، حتى لتخليص أشخاص على وشك الموت (تكوين 14، 14)… قبالة الغريب الذي يستقبله (تكوين 18، 1)، لا يجلس ابراهيم ، بل يبقى واقفاً. هو ليس مستضيف مدعوه، بل يعمل كأنه خادمه؛ ينسى بأنه سيّد في بيته، يُعٍدّ الطعام بنفسه، واعتناءً منه بإعداد جيّد، يطلب مساعدة زوجته. لنفسه، يعتمد كليّاً على خدّامه، أما بالنسبة للغريب الذي يستقبله، فيعتبر أن إيكاله إلى حسن تصرّف زوجته هو شبه كافٍ.

ماذا أقول بعد أيها الإخوة؟ إنها طيبة كاملة فعلاً…جذبت لدى إبراهيم الله نفسه، الذي أجبره أن يكون ضيفه. هكذا أتى إلى إبراهيم، راحة الفقراء، وملجأ الغرباء، هو نفسه الذي لاحقاً سيقول عن نفسه أنه استُقبٍل في شخص الفقير والغريب: ” جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني” (متى 25، 35).

ونقرأ أيضاً في الإنجيل: “وماتَ الفَقيرُ فحَمَلَتهُ المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم”. أليس طبيعياً، يا إخوتي، أن إبراهيم حتى في راحته، يستقبل كلّ القديسين، ويؤدي، حتى في النعيم السماوي، خدمته للضيافة؟…دون شك، لا يمكن أن يكون سعيداً تماماً، لو أنه، حتى في مجده، لم يكن يتابع رسالته وهي المشاركة.