stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 3 يونيو – حزيران 2020 “

546views

الأربعاء الأوّل من زمن العنصرة
مار أوتل المعترف

سفر أعمال الرسل 47-40:2

يا إِخْوَتي : «كَانَ بُطرُس يُنَاشِدُ الشَعْبَ بِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثِيرة، ويَحُثُّهُم قَائِلاً: «تَخَلَّصُوا مِنْ هذَا ٱلجِيلِ ٱلمُلْتَوِي!».
فَقَبِلُوا كَلامَهُ، وٱعْتَمَدُوا، وٱنْضَمَّ في ذَلِكَ ٱليَومِ نَحْوُ ثَلاثَةِ آلافِ نَفْس.
وكَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُل، وٱلمُشَارَكَة، وكَسْرِ ٱلخُبْز، وٱلصَّلَوَات.
وٱسْتَولَى ٱلخَوْفُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ، لأَنَّ عَجَائِبَ وآيَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ تَجْرِي عَلى أَيْدِي ٱلرُّسُل.
وكَانَ ٱلمُؤْمِنُونَ كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيء،
فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى ٱلجَمِيع، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم.
وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُلازِمُونَ ٱلهَيْكَلَ بِنَفْسٍ وَاحِدَة، ويَكْسِرُونَ ٱلخُبْزَ في كُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِم، ويَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ بٱبْتِهَاجٍ وسَلامَةِ قَلْب،
ويُسَبِّحُونَ ٱللهَ، ويَنَالُونَ حُظْوَةً لَدَى ٱلشَّعْبِ كُلِّهِ. وكَانَ ٱلرَّبُّ يَضُمُّ مَعًا كُلَّ يَوْم، أُولئِكَ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُون.

إنجيل القدّيس يوحنّا 39-37:7

في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ.
وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ».
قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 51

« ومَن آمنَ بي فَلْيَشَربْ كما ورَدَ في الكِتاب : ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ »

وقفَ ربُّنا يسوع ورفعَ صوتَه قائلاً: “إن عَطِشَ أحدٌ”، أيّ إنّني لا أجذبُ أحدًا من أجل حاجة أو بالقوّة، بل أنا لا أنادي إلاّ مَن يشعر برغبة قويّة في الاستجابة إلى ندائي. فهناك ثمّة عطش داخليّ لأنّ الإنسان لديه كيان باطنيّ. ومن المؤكّد أنّ الإنسان الباطنيّ يحظى بحبّ أكبر من الإنسان الخارجي. وبالتالي، إذا ما شعرْنا بهذا العطش، فَلنَقتربْ من الربّ يسوع ليسَ بأقدام جسدنا بل بعاطفةٍ نابعةٍ من نفوسنا، وليس سيرًا على الأقدام بل بدافع المحبّة.

حاول الربّ يسوع أن يفهمهم أنّه كان يتحدّث عن شراب عقلي (روحي) عندما قال: “ومَن آمنَ بي فَليَشربْ كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجري مِن جَوفِه أنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ”. لكن أينَ نجدُ مثلَ هذه العبارات في الكتاب المقدّس؟ لا نجدُها مطلقًا. كيف يمكننا إذاً أن نفسِّرَ أقوالَ مخلِّصِنا؟ ينبغي في هذه الحالة أن نقسم الجملة إلى قسمين: “مَن آمنَ بي”، كما وردَ في الكتاب، ونضيف إليها كلمات مخلّصنا يسوع المسيح: “ستَجري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ”. لقد علّمهم ربّنا يسوع أنّه يجب أن تكون أفكارهم مباشرة وأن يؤمنوا به بناءً على شهادة الكتاب المقدّس وليس على المعجزات. لذلك، طلبَ منهم مسبقًا أن يرجعوا إلى الكتب المقدّسة عندما قال لهم: “تعمّقوا في الكتب المقدّسة”. ويمكننا القول إنّ هذه الشهادة مأخوذة من سفر الأمثال حيث نقرأ: “فلتَفِضْ يَنابيعُكَ إلى الخارِج أنهارَ مِياهٍ في الساحات” (أم 5: 16).

إنّ جوف الإنسان هو ضمير قلبه. عندما يتناولُ الضمير هذا الشراب الإلهي، يُطهَّر ويأخذُ حياةً جديدةً، فيصبح هو نبع ماء حيّ. فما هو هذا النهر الذي يسيلُ من جوف الإنسان؟ إنّها الطيبة التي تجعله يكرّس نفسه لمصالح القريب. مَن يشرب من هذا الماء هو مَن يؤمن بالربّ، لكن إن كانَ يعتقدُ أنّ هذا الماء هو له وحده، لن يجري منه الماء الحيّ أبدًا: لكن على العكس، إن أغدقَ على قريبه عناية المحبّة، لن يجفّ أبداً هذا النبع الداخلي لأنّه يجري في الخارج.

كما أن قول الرّب “أنهار” وليس نهر يُعبّر عن وفرة النعمة وخصوبتها. إنّها “أنهار من الماء الحيّ”، وهي لا تتوقفّ عن العمل. في الواقع، حين تدخلُ نعمة الرُّوح إلى النفس وتثبتُ فيها، تسيلُ بوفرة أكثر من كلّ الينابيع، كما أنّها لا تَنضب أبدًا، ولا تجفّ ولا تتوقّف