stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 18 بناير – كانون الثاني 2021 “

580views

الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح

اليوم الثاني من أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيّين

مار مكاريوس المصريّ المعترف

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 24-12:1

يا إخوَتي، إِنَّ فَخْرَنَا هوَ شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا بِأَنَّنَا تَصَرَّفْنَا في العَالَم، وخُصُوصًا عِنْدَكُم، بِبَسَاطَةِ ٱللهِ وَصِدْقِهِ، لا بِحِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ بَلْ بِنِعْمَةٍ مِنَ ٱلله.
فَنَحْنُ لا نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِشَيءٍ آخَرَ سِوَى مَا تَقْرَأُونَ وتَفْهَمُون، وآمَلُ أَنْ تَفْهَمُوا فَهْمًا كَامِلاً
مَا لَمْ تَفْهَمُوهُ إِلاَّ قَلِيلاً، وهوَ أَنَّنَا فَخْرُكُم كَمَا أَنَّكُم فَخْرُنَا، في يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوع.
وأَنَا بِهذِهِ الثِّقَةِ كُنْتُ عَازِمًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكُم أَوَّلاً، لِكَيْ يَكُونَ لَكُم نِعْمَةٌ جَدِيدَة،
ثُمَّ أَعْبُرَ مِنْ عِنْدِكُم إِلى مَقْدُونِيَة، وأَعُودَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ إِلَيْكُم، فَتُشَيِّعُونِي إِلى اليَهُودِيَّة.
إِذًا، إِنْ كُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلى ذلِك، فَهَلْ أَكُونُ قَدْ تَصَرَّفْتُ بِخِفَّة؟ أَمْ أَكُونُ قَدْ فَعَلْتُ ذلِكَ وَفْقًا لِمَنْطِقٍ بَشَرِيّ؟ فَيَكُونَ عِنْدِي نَعَمْ ولا في آنٍ وَاحِد!
أَمِينٌ هُوَ ٱلله! فإِنَّ كَلامَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا!
لأَنَّ ٱبْنَ ٱللهِ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي بَشَّرْنَا بِهِ بَيْنَكُم، أَنَا وَسِلْوَانُسُ وطِيمُوتَاوُس، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا، بَلْ كَانَ كُلُّ شَيءٍ فِيهِ نَعَم!
فَجَمِيعُ وُعُودِ ٱللهِ كَانَتْ فِيهِ نَعَم! لِذلِكَ بِهِ أَيْضًا نَقُولُ لله: آمِين! لِمَجْدِ ٱلله.
ولكِنَّ ٱللهَ هُوَ الَّذي يُثَبِّتُنَا وإِيَّاكُم في المَسِيح، وهُوَ الَّذي مَسَحَنَا
وخَتَمَنَا، وجَعَلَ عُرْبُونَ الرُّوحِ في قُلُوبِنَا.
وأَنَا أُشْهِدُ ٱللهَ عَلى نَفْسِي أَنِّي، مُرَاعَاةً لِشُعُورِكُم، لَمْ آتِ إِلى قُورِنْتُس؛
فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون.

إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5

فيمَا كانَ الجَمْعُ مُزْدَحِمًا على يَسُوعَ يُصْغِي إِلى كَلِمَةِ الله، وكَانَ يَسُوعُ واقِفًا على شَاطِئِ بُحَيْرَةِ جِنَّاشَر،
رأَى سَفِينَتَيْنِ راسِيَتَيْنِ عِنْدَ الشَّاطِئ، وقَدْ نَزَلَ مِنْهُمَا الصَّيَّادُونَ يَغْسِلُونَ الشِّبَاك.
فَصَعِدَ إِلى إِحْدَى السَّفينَتَيْن، وكَانَتْ لِسِمْعَان، وسَأَلَهُ أَنْ يَبتَعِدَ قَليلاً عَنِ البَرّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَة.
ولَمَّا فَرَغَ مِنَ الكَلام، قالَ لِسِمْعَان: «إِبْتَعِدْ إِلى العُمْق، وأَلْقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد».
فأَجَابَ سِمْعَانُ وقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهَ ولَمْ نُصِبْ شَيْئًا! وَلكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشِّبَاك».
ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ ضَبَطُوا سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، وأَخَذَتْ شِبَاكُهُم تَتَمَزَّق.
فأَشَارُوا إِلى شُرَكائِهِم في السَّفِينَةِ الأُخْرَى، لِيَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُم. فَأَتَوا وَمَلأُوا السَّفينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا تَغْرَقَان.
وَرأَى ذلِكَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فٱرْتَمَى عِنْدَ رُكْبَتَي يَسُوعَ قائِلاً: «تبَاعَدْ عَنِّي، يا رَبّ، فَإنِّي رَجُلٌ خَاطِئ!»؛
لأَنَّ الذُّهُولَ كانَ ٱعْتَرَاهُ هُوَ وجَمِيعَ مَنْ مَعَهُ، لِمَا أَصَابُوهُ مِنْ صَيْدِ السَّمَك.
وهكذَا كانَ لِيَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبنَي زَبَدَى، اللَّذَينِ كانَا شَريكَيْنِ لِسِمْعَان. فقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَان: «لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس».
ولَمَّا عَادُوا بِالسَّفينَةِ إِلى البَرّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيء، وتَبِعُوا يَسُوع.

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 43

« لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس »

كم هي عظيمة محبّة الرّب يسوع المسيح! لقد كان بطرس صيّادًا؛ أمّا الآن، فإنّ أيّ خطيب يستطيع فهم هذا الصيّاد، فهو يستحقّ المديح. لهذا قال الرَّسول بولس متوجّهًا إلى المسيحيّين الأوّلين: “فاَعتَبِروا، أَيُّها الإِخوَة، دَعوَتَكم، فلَيسَ فيكم في نَظَرِ البَشَرِ كَثيرٌ مِنَ الحُكَماء، ولا كَثيرٌ مِنَ المُقتَدِرين، ولا كَثيرٌ مِن ذَوي الحَسَبِ والنَّسَب. ولكِن ما كانَ في العالَمِ مِن حَماقة فذاكَ ما اختارَه اللهُ لِيُخزِيَ الحُكَماء، وما كانَ في العالَمِ مِن ضُعْف فذاكَ ما اختارَه اللهُ ليُخزِيَ ما كانَ قَوِيًّا، وما كانَ في العالَمِ مِن غَيرِ حَسَبٍ ونَسَبٍ وكان مُحتَقَراً فذاكَ ما اختارَهُ الله: اِختارَ غَيرَ المَوجودِ لِيُزيلَ المَوجود” (1كور 1: 26-28).

لو اختار الرّب يسوع المسيح منذ البدء خطّيبًا، لقال هذا في نفسه: “قد تمّ اختياري من أجل طلاقتي”. ولو اختار رجلاً من بين الأعيان، لقال في نفسه: “قد تمّ اختياري من أجل مكانتي”. وأخيرًا، لو اختار إمبراطورًا، لقال هذا الأخير في نفسه: “قد تمّ اختياري من أجل سلطتي”. فليسكت هؤلاء إذًا ولينتظروا قليلاً وليهدؤوا. فلن يكونوا منسيّين ولا منبوذين، لينتظروا قليلاً لأنّهم يستطيعون التباهي بما لديهم.

باختياره لبطرس نشعر كـأنّ الرّب يسوع أراد القول: “أعطني هذا الصيّاد، هذا الرجل البسيط غير المتعلّم، أعطني ذلك الذي لن يتنازل الأعيان لأجل محادثته، حتّى عندما يشترون منه سمكة. أجل، أعطني هذا الرجل. عندما أملأه، سوف ترون أنّني أنا وحدي أعمل فيه. بالطبع، سأعمل أيضًا في الأعيان، وفي الخطباء والأباطرة… لكن عملي سيكون ظاهرًا أكثر في صيّادي السمك. يستطيع الأعيان، وفي الخطباء والأباطرة أن يتباهوا بما هم عليه من مكانة وطلاقة وسلطة: غير أن الصيّادين لن يتباهوا إلاّ بالرّب يسوع المسيح. فليعلّمهم الصيّادون إذًا التواضع الذي يجلب السلام. وليكن الصيّادون في المقام الأوّل”.