stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 25 مارس – أذار 2021 “

308views

عيد بشارة مريم العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 22-15:3

يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا.
فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح!
فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد.
وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم.
إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى.
غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد!
إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة.
ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.

إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1

وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة،
إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.
ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!».
فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام!
فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.
وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.
وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،
فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!».
فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟».
فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله!
وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،
لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!».
فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.

التعليق الكتابي :

القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 – 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
عظة عن أم الله مريم

« لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة » (لو 1: 49)

يا اخوتي الأعزاء، تأملوا جيّدًا في مريم العذراء وانظروا كيف دخل جبرائيل إليها من دون أن يلقى أيّ اعتراض منها قائلةً له: “كَيفَ يَكونُ هذا” فأجابها خادم الرُّوح القدس:”ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله”. تأملوا جيّدًا بالطريقة التي صدّقت فيها مريم تلك الكلمات وأجابت: “أَنا أَمَةُ الرَّبّ”. ومنذ ذلك الوقت، نزل الله في طريقة هو وحده يعلمها؛ وتحرّك وجاء كما يحلو له؛ ودخل أحشائها دون أن تشعر بشيء واستقبلته مريم من دون ألم؛ وحملت في أحشائها طفلا حمل العالم أجمع. فهو نزل ليكون المثال الذي جدّد صورة آدم القديمة.

لذلك، يجب أن تتأمل بالصمت، عندما تُبشّر بولادة الرّب يسوع المسيح. وليكن كلام جبرائيل حاضرًا فيك، لأن لا شيء مستحيل أمام هذه الجلالة العظيمة الذي نزل من السماء من أجلنا وتجسّد وصار إنسانًا مثلنا. وفي ذاك اليوم، أصبحت مريم بالنسبة لنا السماء التي تحمل الله، لأن الإله السامي نزل من السماء وأخذ من أحشاء مريم منزلا له. وفي أحشائها، جعل الله نفسه صغيرًا – من دون تقويض طبيعته – ليُكبر من شأننا. وفي أحشائها، نسج لنا الرداء الذي بواستطه سيخلّصنا. وتحققت في مريم جميع نبوءات الأنبياء والأبرار. ومنها انبعث الضوء الذي قضى على الديانة الوثنية وظلمتها.

يُطلق على مريم ألقابًا عدّة… فهي القصر الذي نزل فيه ملك الملوك القويّ، لكنه لم يتركه كما دخله، بل أخذ منها الجسد ومنها وُلد. وهي السماء الجديدة التي سكنها ملك الملوك؛ ونما الرّب يسوع المسيح في أحشائها ومنها وُلد ليُنير الخليقة التي خُلقت على صورته ومثاله. هي الكرم الذي حمل عنقود العنب؛ وأعطت ثمرة تفوق الطبيعة؛ وهو، بالرغم من أنّه يختلف عنها بطبيعته، اتّخذ طبيعتها عندما وُلد منها. هي مصدر المياه العزيرة التي تروي العطشى الذي سيحملون بدورهم الثمار بالمئات.