القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 14 أكتوبر – تشرين الأول 2019 “
الاثنين من الأسبوع الخامس بعد عيد الصليب
مار أشعيا الراهب والمعترف
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 9-1:1
يا إِخوَتِي، مِنْ بُولُسَ ٱلمَدْعُوِّ بِمَشِيئَةِ اللهِ لِيَكُونَ رَسُولَ يَسُوعَ المَسِيح، ومِنْ سُوسْتَانِيسَ ٱلأَخ،
إِلى كَنيسَةِ اللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، إِلى المُقَدَّسِينَ في المَسِيح يَسُوع، ٱلمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِين، معَ جَميعِ الَّذينَ يَدْعُونَ في كُلِّ مَكَانٍ ٱسْمَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وهُوَ رَبُّهُم ورَبُّنَا:
أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلاَمُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح!
إِنِّي أَشْكُرُ إِلهِي دَائِمًا مِنْ أَجْلِكُم، عَلى نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لَكُم في المَسِيحِ يَسُوع،
لأَنَّكُم فِيهِ ٱغْتَنَيْتُم بِكُلِّ شَيء، بَكُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ مَعْرِفَة،
عَلى قَدْرِ مَا تَرَسَّخَتْ فيكُم شَهَادَةُ المَسِيح،
حَتَّى لَمْ يَعُدْ يُعْوِزُكُم أَيُّ مَوْهِبَة، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ ظُهُورَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
وهُوَ يُثَبِّتُكُم إِلى النِّهَايَة، لِتَكُونُوا بِلا لَوْمٍ في يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذي دَعَاكُم إِلى الشَّرِكَةِ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا.
إنجيل القدّيس لوقا 12-1:16
قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ.
فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً.
فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي!
قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم.
فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟
فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين.
ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين.
فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم.
وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة.
أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير.
إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟
وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 – 390)، أسقف وملفان الكنيسة
العظة 14، عن محبّة الفقراء، , § 23-25
« مَن كانَ أَمينًا على القَليل، كانَ أَمينًا على الكثيرِ أَيضًا » (لو 16: 10)
يجب أن تعرف من أين تأتيك الحياة، والتنفّس، والذكاء؛ وما هو أثمن من كلّ شيء، معرفة الله، من أين يأتي رجاؤنا بملكوت السماوات ورجاؤنا بأن نتأمّل المجد الّذي تراه اليوم بشكل مظلم، كما في مرآة، ولكنّك ستراه غدًا بكامل نقائه وإشراقه (راجع 1كور 13: 12). من أين لك أن تكون ابن الله، وريثًا مع المسيح (راجع رو 8: 16- 17)، وأجرؤ على القول، أن تكون أنت نفسك إلهًا؟ كيف يمكن أن يكون كلّ ذلك وبواسطة من؟
أو أيضًا، لنتناول أمورًا أقلّ أهمّيّة، تلك التي تُرى: مَن منحك أن ترى جمال السماء، ومسار الشمس، ودورة القمر، والنجوم التي لا تُحصى، وفي هذا كلّه، تناغم من يقودها ونظامه؟… مَن أعطاك المطر، والزرع، والغذاء، والفنون، والقوانين، والمدينة، والحياة المتحضّرة، والعلاقات المألوفة مع أمثالك؟
أليس ذاك الّذي، قبل كلّ شيء ومقابل كلّ عطاياه، يطلب منك أن تحبّ البشر؟… فبما أنّه هو، إلهنا وربّنا، لا يخجل أن ندعوه أبانا، أفننكر نحن إخوتنا؟ لا، يا إخوتي وأصدقائي، لا تكونوا وكلاء غير مستقيمين للخيرات الموكَلَة إليكم.