القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 3 يوليو – تموز 2021 “
السبت السادس من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 52-44:13
يا إِخوتي، في ٱلسَّبْتِ ٱلتَّالي، كَادَتِ ٱلمَدينَةُ كُلُّهَا تَجْتَمِعُ لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱلرَّبّ.
ورَأَى ٱليَهُودُ تِلْكَ ٱلجُمُوعَ فَٱمْتَلأُوا حَسَدًا، وأَخَذُوا يُعَارِضُونَ أَقْوَالَ بُولُسَ ويُجَدِّفُون.
فقَالَ لَهُم بُولُسُ وبَرْنَابَا بِجُرأَة: « لَكُم أَنْتُم أَوَّلاً كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُقَالَ كَلِمَةُ ٱلله. وبِمَا أَنَّكُم تَرْفُضُونَهَا وَتَحْكُمُونَ على أَنَّكُم غَيْرُ أَهْلٍ لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَديَّة، فَهَا نَحْنُ نَتَوَجَّهُ إِلى ٱلأُمَم.
فَإِنَّ ٱلرَّبَّ هكَذا أَوْصَانَا: إِنِّي جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَم، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاصًا حَتَّى أَقَاصي ٱلأَرْض».
ولَمَّا سَمِعَ ٱلوَثَنِيُّونَ ذلِكَ، فَرِحُوا ومَجَّدُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبّ، وآمَنَ جَميعُ ٱلَّذِينَ كانُوا مُعَدِّينَ لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
وكانَتْ كلِمَةُ ٱلرَّبِّ تَنتَشِرُ في كُلِّ تِلكَ ٱلنَّاحِية.
أَمَّا ٱليَهُودُ فحَرَّضُوا ٱلنِّسَاءَ ٱلتَّقِيَّاتِ ٱلنَّبِيلات، وأَعْيَانَ ٱلمَدينَة، وأَثَارُوا ٱضْطِهَادًا على بُولُسَ وبَرْنَابَا، وطَرَدُوهُمَا مِنْ دِيارِهِم.
فَنَفَضَا علَيْهِم غُبَارَ أَرْجُلِهِما، وذَهَبَا إِلى إِيقُونِيَة.
وكانَ ٱلتَّلامِيذُ يَمْتَلِئُونَ مِنَ ٱلفَرَحِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس.
إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،
وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.
مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.
فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.
أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.
مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.
التعليق الكتابي :
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الرّابع
الابن يكشف عن الآب
“إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه” (يو 1: 18) منذ البدء، إن الابن هو مَن يخبر عن الآب، لأنّه كان إلى جانب الآب منذ البدء. وفي الزمن المحدّد، هو مَن أظهرَ للبشر، وذلك لخيرهم، الرؤى النبويّة وتنوّع النِّعَم، والخِدَم وتمجيد الآب، كلّ هذا كمعزوفة جميلة التأليف ومتناغمة.
في الواقع، حيث هنالك تأليف، يكون هنالك المعزوفة؛ وحيث هناك المعزوفة، هنالك زمن محدّد؛ وحيث هنالك زمن محدّد، هنالك خير. لذا، ومن أجل خير البشر، صارَ الكلمة، كلمة الله، موزّع نِعَم الآب، بحسب تدبيره. لقد أظهرَ اللهَ للبشر وقدّمَ البشرَ إلى الله، وهذا مع الحفاظ على الآب محجوبًا خشية من أن يحتقرَ البشرُ الله، وكي يبقى لهم مجال للتقدّم. وفي الوقت عينه، جعلَ الكلمةُ الله مرئيًّا للبشر بطرق مختلفة، خشية من أنّه إذا ما حرموا كليًّا من الله، فقد ينتهي بهم المطاف إلى نكران وجوده.
إنّ مجد الله هو الإنسان الحيّ، وحياة الإنسان هي رؤية الله. وإن كان وحي الله في الخلق يعطي الحياة لجميع الكائنات التي تعيش على الأرض، فكم بالأحرى إذًا يعطي تجلّي الآب في الابن الحياة للذين يرون الله!