stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 2 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “

540views

السبت من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 26.20.14-13.5-1:14

يا إِخوَتِي، إِسْعَوا إِلى المَحَبَّة، وٱطْمَحُوا إِلى المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، ولا سِيَّمَا النُّبُوءَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ الله، ولا أَحَدَ يَفْهَمُهُ، لأَنَّهُ يَقُولُ بِالرُّوحِ أَشْيَاءَ خَفِيَّة.
وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فهوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ كَلامَ بُنْيَانٍ وتَشْجِيعٍ وتَعْزِيَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ يَبْنِي نَفْسَهُ، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَة.
إِنِّي أَوَدُّ أَنْ تتَكَلَّمُوا جَمِيعُكُم بِالأَلْسُن، ولكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ الَّذي يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُن، إِلاَّ إِذَا كَانَ المُتَكَلِّمُ يُتَرْجِم، لِكَي تُبْنَى الكَنِيسَة.
لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة.
فَإِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِالأَلْسُنِ فَرُوحِي تُصَلِّي، أَمَّا عَقْلِي فلا يَجْنِي ثَمَرًا.
أَيُّهَا الإِخْوَة، لا تَكُونُوا أَوْلادًا في تَفْكِيرِكُم، بَلْ كُونُوا أَطْفَالاً في الشَّرّ، ورَاشِدِينَ في التَّفْكِير.
فَمَاذَا إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة؟ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُون، ويَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم تَرْنِيمَة، أَو تَعْلِيم، أَوْ وَحْيٌ، أَوْ تَكَلُّمٌ بِالأَلْسُن، أَوْ تَرْجَمَةٌ لِلأَلْسُن، فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لِلبُنْيَان.

إنجيل القدّيس متّى 46-33:21

قالَ الرَبُّ يَسوع لِلأَحبارِ وشُيوُخِ الشَعب: «إِسْمَعُوا مَثَلاً آخَر: كَانَ رَجُلٌ رَبَّ بَيت. فَغَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين، وسَافَر.
ولَمَّا ٱقْتَرَبَ وَقْتُ الثَّمَر، أَرْسَلَ عَبِيْدَهُ إِلى الكَرَّامِيْن، لِيَأْتُوهُ بِثَمَرِهِ.
وقَبَضَ الكَرَّامُونَ على عَبِيدِهِ فَضَرَبُوا بَعْضًا، وقَتَلُوا بَعْضًا، ورَجَمُوا بَعْضًا.
وعَادَ رَبُّ الكَرْمِ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِين، فَفَعَلُوا بِهِم مَا فَعَلُوهُ بِالأَوَّلِين.
وفي آخِرِ الأَمْرِ أَرْسَلَ إِلَيْهِم رَبُّ الكَرْمِ ٱبْنَهُ قَائِلاً: سَيَهَابُونَ ٱبْنِي!
ورَأَى الكَرَّامُونَ الٱبْنَ فَقَالُوا فيمَا بَينَهُم: هذَا هُوَ الوَارِث! تَعَالَوا نَقْتُلُهُ، ونَسْتَولي على مِيرَاثِهِ.
فَقَبَضُوا عَلَيه، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الكَرْم، وقَتَلُوه.
فَمَتَى جَاءَ رَبُّ الكَرْم، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولئِكَ الكَرَّامِين؟».
قَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ سَيُهْلِكُ أُولئِكَ الأَشْرَارَ شَرَّ هَلاك. ثُمَّ يُؤَجِّرُ الكَرْمَ إِلى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُؤَدُّونَ إِلَيهِ الثَّمَرَ في أَوانِهِ».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا؟
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُم، ويُعْطَى لأُمَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرَهُ.
فَمَنْ وَقَعَ عَلى هذَا الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَنْ وَقَعَ الحَجَرُ عَلَيهِ سَحَقَهُ».
ولَمَّا سَمِعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَ يَسُوع، أَدْرَكُوا أَنَّهُ كَانَ يَعْنِيهِم بِكَلامِهِ.
فَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوه، ولكِنَّهُم خَافُوا مِنَ الجُمُوعِ الَّذينَ كَانُوا يَعْتَبِرونَهُ نَبِيًّا.

التعليق الكتابي :

القدّيس باسيليوس (نحو 330 – 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة
العظة الخامسة عن خلق العالم في ستّة أيّام

حمل الثّمار

إنّ الربّ لا ينفكُّ يشبّه الأنفس البشريّة بالكرم: “كانَ لِحَبيبي كَرْمٌ في رابِيَةٍ خَصيبة” (إش 5: 1)؛ “غَرَستُ كَرْماً فَسيَّجَتُه” (مت 21: 33)… إنّ الرّب يسوع كان يقصد بكلّ تأكيد، حين تكلّم عن الكَرْم، النفوس البشريّة التي أحاطها، كما بسياجٍ، بالأمان الذي تؤمّنه وصاياه وبحراسة ملائكته لأنّ “مَلاكَ الرَّبً يُعَسكِرُ حَولَ مُتَّقيه ويُنَجيهم” (مز34[33]: 8). وبعد ذلك، جعل الله من حولنا سورًا عندما أقام في الكنيسة “الرُّسُلُ أَوَّلا والأَنبِياءُ ثانِيًا والمُعلِّمون ثالِثًا” (1كور 12: 28). إضافة إلى ذلك، فإنّ الله قد رفع أفكارنا بواسطة مثل الآباء القدّيسين ومنعها من النزول إلى الحضيض حيث كانت لتستحقّ الدوس بالأقدام. لقد أراد أن يقوم عناق المحبّة، كما خيوط الكرمة، بربطنا بالقريب وبجعلنا نتّكئ عليه. هكذا نرتفع، كالكرمة المتسلّقة، إلى أعلى القمم محافظين بثبات على انطلاقتنا نحو السماء.

كما طلب منّا الربّ أيضًا أن نقبل التشذيب. والحال هذه، فإنّ النفس تُشَذّبُ حين تقصي عنها هموم العالم التي تشكّل عبءً على قلوبنا. هكذا، يمكننا القول إنّ مَن يبعد نفسه عن الحبّ الجسدي وعن التعلّق بالثروات، أو مَن يحتقر الغرور، قد خضع للتشذيب وبدأ يتنفّس من جديد، بعد تخلّصه من الحمل غير المجدي لهموم العالم.

وحتّى نبقى في سياق المثل، يجب علينا ألاّ نكتفي بإنتاج الخشب، أي بالعيش بتفاخر وبالبحث عن إطراء الناس. بل يجب أن نحمل الثمار، فيما نحتفظ بأعمالنا ليراها الكرّام الحقيقي (راجع يو 15: 1).