stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 5 أبريل – نيسان 2022 “

344views

الثلاثاء السادس من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 18-12:8

يا إخوَتِي، لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛
لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون، أَمَّا إِنْ أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَون؛
لأَنَّ الَّذينَ يَنْقَادُونَ لِرُوحِ اللهِ هُم أَبْنَاءُ الله.
وأَنْتُم لَمْ تَنَالُوا رُوحَ العُبُودِيَّةِ لِتَعُودُوا إِلى الخَوف، بَلْ أَخَذْتُم رُوحَ التَّبَنِّي الَّذي بِهِ نَصْرُخُ: أَبَّا، أَيُّهَا الآب!
وهذَا الرُّوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَولادُ الله.
فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في المِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ.
وإِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الحَاضِرِ لا تُوَازِي المَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا.

إنجيل القدّيس يوحنّا 13-1:7

بَعْدَ ذلِك، كَانَ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ في الجَلِيل، ولا يَشَاءُ التَّجَوُّلَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ.
وكَانَ عِيدُ اليَهُود، عِيدُ المَظَالِّ، قَريبًا.
فقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «إِنتَقِلْ مِنْ هُنَا، وَٱذْهَبْ إِلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يُشَاهِدَ تَلامِيذُكَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي تَصْنَعُهَا.
فَلا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا في الخَفَاء، وهُوَ يَبْتَغِي الظُّهُور. إِنْ كُنْتَ تَصْنَعُ هذِهِ الأَعْمَال، فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَم»،
لأَنَّ إِخْوتَهُ أَنْفُسَهُم مَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا حَانَ وَقْتِي بَعْد، أَمَّا وَقْتُكُم فَهُوَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ حِين.
لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة.
إِصْعَدُوا أَنْتُم إِلى العِيد، وأَنَا لا أَصْعَدُ إِلى هذَا العِيد، لأَنَّ وَقتِي مَا تَمَّ بَعْد».
قَالَ لَهُم هذَا، وبَقِيَ في الجَلِيل.
وبَعْدَمَا صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلى العِيد، صَعِدَ هُوَ أَيْضًا، لا ظَاهِرًا بَلْ في الخَفَاء.
فَكَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَهُ في العِيد، ويَقُولُون : «أَيْنَ هُوَ ذَاك؟».
وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «إِنَّهُ صَالِح»، وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الجَمْع».
ومَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 49

«وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ»

هذا التهامس كان نتيجة الآراء المختلفة التي عرضَها لنا الإنجيليّ: فَبَعضُهم يقولُ: “إنّه رجلٌ صالحٌ”، وبَعضُهم الآخرُ يقولُ: “كلاّ، بل يُضلِّلُ الشعب”. فكما أنّ الإنسان يتميّز بفضلٍ كبيرٍ، كذلك الأمر بالنسبة إلى الحكم الذي سيُطلَق عليه. سيقول البعض: “إنّه رجلٌ صالحٌ”؛ فيما سيقول الآخرون: “كلاّ، بل يُضلِّلُ الشعب”.

لكن، يا لها من تعزية بالنسبة إلى المسيحيّ أن يُقال عنه اليوم ما قيل من قبل عن الرّب يسوع المسيح! فلو أُعطِيَت كلمة “التضليل” معنى الخداع، فمن البديهيّ أنّ الرّب يسوع ليس مُضلِّلاً؛ لكن، إن كان التضليل مجرّد جذب الإنسان بالإقناع، يجب التدقيق في نقطة الإنطلاق وفي نقطة الوصول للإستمتاع بهذا العمل. هكذا، فإنّ ذاك الذي يجذب من الخير إلى الشرّ هو مُضلِّل سيّئ؛ وذاك الذي يجذب من الشرّ إلى الخير هو مُضلِّل صالح. لقد حَسنَ لدى الله أن نُدعى ونكون حقيقةً مُضلِّلين من النوع الثاني.

برأيي، إنّ الشعب هو الذي كان يدعوه رجلاً صالحًا، فيما كان الرأي السلبيّ هو للزعماء المسؤولين عن الشعب وللكهنة، والدليل على ذلك كان أسلوبهم في التعبير حيث لم يقولوا “هو يضلِّلُنا”، بل “هو يضلِّل الشعب”. ولكن لم يتحدَّثْ به أحدٌ جِهارًا خوفًا من اليهود”. بالأخصّ أولئك الذين كانوا يدعونَه رجلاً صالحًا، أكثر من أولئك الذين كانوا يعتَبرونَه مُضلِّلاً؛ كانَ هؤلاء يتكلّمون علنًا، فيما كانَ الآخرون يقولون بصوت خافت: “إنّه رجل صالح”. لاحظوا فساد زعماء الأمّة وخجل الشعب الخاضع لهم. كانت أفكار الشعب أكثر صحّة، لكنّهم لم يتجرّأوا على التعبير عنها، وهذه إحدى خصائص الجماعات.