القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 27 أبريل – نيسان 2022 “
الأربعاء الثاني بعد الفصح
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة سمعان نسيب الربّ
بروكيمنات الرسائل
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
سفر أعمال الرسل 22-13:4
في تِلكَ ٱلأيّامِ، لَمّا أَبصَرَ ٱليَهودُ جُرأَةَ بُطرُسَ وَيوحَنّا، وَعَلِموا أَنَّهُما أُمِّيّانِ وَعامِّيّانِ، تَعَجَّبوا. وَكانوا يَعرِفونَهُما إِنَّهُما كانا مَعَ يَسوع.
وَإِذ نَظَروا ٱلرَّجُلَ ٱلَّذي شُفِيَ واقِفًا مَعَهُما، لَم يَكُن لَهُم شَيءٌ يَقولونَهُ في ذَلِك.
فَأَمَروهُما بِٱلخُروجِ مِنَ ٱلمَحفَلِ، وَٱتَمَروا فيما بَينَهُم
قائِلين: «ماذا نَصنَعُ بِهَذَينِ ٱلرَّجُلَين؟ فَقَد جَرَت عَلى أَيديهِما آيَةٌ مَشهورَةٌ ظاهِرَةٌ لِجَميعِ سُكّانِ أورَشَليمَ، وَلا نَستَطيعُ إِنكارَها.
وَلَكِن لِئَلاّ تَزدادَ شُيوعًا بَينَ ٱلشَّعبِ، فَلنَتَهَدَّدهُما تَهديدًا أَلا يُكَلِّما أَحَدًا مِنَ ٱلنّاسِ فيما بَعدَ بِهَذا ٱلِٱسم».
ثُمَّ ٱستَدعوهُما وَأَمَروهُما أَلاَّ يَنطِقا ٱلبَتَّةَ بِٱسمِ يَسوعَ، وَلا يُعَلِّما بِهِ.
فَأَجابَ بُطرُسُ وَيوحَنّا وَقالا لَهُم: «أُحكُموا أَنتُم. هَل مِنَ ٱلعَدلِ أَمامَ ٱللهِ أَن نَسمَعَ لَكُم أَولى مِن أَن نَسمَعَ لله؟
فَإِنّا لا نَقدِرُ أَن لا نَتَكَلَّمَ بِما عايَنّا وَسَمِعنا».
فَتَهَدَّدوهُما وَصَرَفوهُما، إِذ لَم يَجِدوا سَبيلاً لِمُعاقَبَتِهِما، خَوفًا مِنَ ٱلشَّعب. فَإِنَّ ٱلجَميعَ كانوا يُمَجِّدونُ ٱللهَ عَلى ما جَرى،
لِأَنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذي تَمَّت فيهِ آيَةُ ٱلشِّفاءِ هَذِهِ، كانَ عُمرُهُ أَكثَرَ مِن أَربَعينَ سَنَة.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس يوحنّا 24-17:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «إِنَّ أَبي حَتّى ٱلآنَ يَعمَلُ وَأَنا أَيضًا أَعمَل».
فَٱزدادَ ٱليَهودُ لِأَجلِ هَذا طَلَبًا لِقَتلِهِ، لِأَنَّهُ لَم يَكُن يَنقُضُ ٱلسَّبتَ فَقَط، بَل كانَ يَقولُ أَيضًا إِنَّ ٱللهَ أَبوهُ، مُعادِلاً نَفسَهُ بِٱلله.
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ ٱلِٱبنَ لا يَقدِرُ أَن يَعمَلَ شَيئًا مِن ذاتِهِ إِلاّ ما يَرى ٱلآبَ عامِلَهُ، لِأَنَّهُ مَهما عَمِلَ ذاكَ فَهَذا يَعمَلُهُ ٱلِٱبنُ أَيضًا عَلى مِثالِهِ.
أَلآبُ يُحِبُّ ٱلِٱبنَ وَيُريهِ جَميعَ ما يَعمَلُهُ، وَسَيُريهِ أَعمالاً أَعظَمَ مِن هَذِهِ لِتَتَعَجَّبوا أَنتُم.
لِأَنَّهُ كَما أَنَّ ٱلآبَ يُقيمُ ٱلمَوتى وَيُحييهِم، كَذَلِكَ ٱلِٱبنُ يُحيِي مَن يَشاء.
لِأَنَّ ٱلآبَ لا يَدينُ أَحَدًا، بَل أَعطى ٱلحُكمَ كُلَّهُ لِلِٱبنِ،
لِيُكرِمَ ٱلجَميعُ ٱلِٱبنَ كَما يُكرِمونَ ٱلآب. وَمَن لا يُكرِمُ ٱلِٱبنَ، لا يُكرِمُ ٱلآبَ ٱلَّذي أَرسَلَهُ.
إِنَّ مَن يَسمَعُ كَلامي وَيُؤمِنُ بِمَن أَرسَلَني لَهُ ٱلحَياةُ ٱلأَبَدِيَّةُ وَلا يَأتي لِدَينونَةٍ، بَل قَد ٱنتَقَلَ مِنَ ٱلمَوتِ إِلى ٱلحَياة.
التعليق الكتابي :
الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
الإرشاد الرسولي: افرحوا بالرّب (Gaudete In Domino)، عن الفرح المسيحيّ، العدد 3
«إِنَّ أَبي حَتّى ٱلآنَ يَعمَلُ وَأَنا أَيضًا أَعمَل»
إنّه لمن الضروري جدًّا أن نفهم سرّ الفرح العميق الذي يسكن في الرّب يسوع والذي هو خاصّته… إن كان الرّب يسوع يُشعُّ بسلام كهذا، وبثقة كهذه، وببهجة كهذه وبتواجد كهذا، فهذا كلّه بسبب الحبّ اللامتناهي الذي يعرف أنّ الآب يكنّه له. خلال معموديّته في نهر الأردن، تجلّى هذا الحبّ الذي كان حاضرًا منذ اللحظة الأولى لتجسّده: “أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت” (لو 3: 22). لا يفارق هذا اليقين وعي الرّب يسوع كما أن هذا الحضور لا يتركه البتّة (راجع يو 16: 32). تغمره معرفة حميمة: ” كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي” (يو 10: 15). هو تبادل لا مُتناهٍ وكامل: “جَميعُ ما هو لي فهو لَكَ وما هو لَكَ فهو لي” (يو 17: 10)… وأيضًا: “أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم” (يو 17: 24). تتضّح لنا هنا علاقة حبٍّ متحفّظة، تمتزج بوجوده كابن وهي سرّ الحياة الثالوثيّة: الآب يظهر كالذي يمنح ذاته للابن من دون تحفّظ، باندفاع الكرم السعيد، والابن الذي يمنح ذاته بالطريقة نفسها للآب، باندفاع الامتنان السعيد من خلال الرُّوح القدس.
وها هم الرُّسل، وكلّ مَن يؤمن بالرّب يسوع المسيح، مدعوّون إلى هذا الفرح. لقد أراد الرّب يسوع أن ينالوا هذا الفرح التام في أنفسهم (راجع يو 17: 13) فهو قال: “عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم” (يو 17: 26).
يبدأ فرح الخلود بالحبّ الإلهي من هنا. إنّه فرح ملكوت الله. لكنّه مرتبط بطريق وعر، يتطلّب ثقة مطلقة بالآب والابن، وتفضيل للملكوت. تَعِد رسالة الرّب يسوع قبل كلّ شيء بالفرح، هذا الفرح اللجوج؛ ألا ينفتح لنا عبر التطويبات؟ “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات… طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون… طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون…” (مت 5: 3 +4 – 5).