القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين” 16 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “
تذكار القدّيس الرسول متّى الإنجيليّ
بروكيمنات الرسائل 1:36
لِتَكُن يا رَبُّ رَحمَتُكَ عَلَينا، بِحَسَبِ ٱتِّكالِنا عَلَيك.
-إِبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقونَ بِٱلرَّبّ، بِٱلمُستَقيمينَ يَليقُ ٱلتَّسبيح. (لحن 1)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16-9:4
يا إِخوَة، إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ، كَأَنّا مَجعولونَ لِلمَوتِ، لِأَنّا قَد صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ وَٱلمَلائِكَةِ وَٱلبَشَر.
نَحنُ جُهّالٌ مِن أَجلِ ٱلمَسيحِ، أَمّا أَنتُم فَحُكَماءُ في ٱلمَسيح. نَحنُ ضُعَفاءُ، أَمّا أَنتُم فَأَقوياء. أَنتُم مُكَرَّمونَ، أَمّا نَحنُ فَمُهانون.
وَحَتّى هَذهِ ٱلسّاعَةِ نَجوعُ وَنَعطَشُ، وَنَعرَى وَنُلطَمُ، وَلا قَرارَ لَنا.
وَنَتعَبُ عامِلينَ بِأَيدينا. نُشتَمُ فَنُبارِكُ، نُضطَهَدُ فَنَحتَمِل.
يُشَنَّعُ عَلَينا فَنَتَضَرَّع. قَد صِرنا كَأَقذارِ ٱلعالَمِ، كَأَوساخٍ يَستَخبِثُها ٱلجَميعُ حَتّى ٱلآن.
وَلا أَكتُبُ ذَلِكَ لِإِخجالِكُم، لَكِنّي أَعِظُكُم كَأَولادي ٱلأَحِبّاء.
لِأَنَّهُ وَلَو كانَ لَكُم رِبواتٌ مِنَ ٱلمُعَلِّمينَ في ٱلمَسيحِ، لَيسَ لَكُم آباءٌ كَثيرونَ، لِأَنّي أَنا وَلَدتُكُم في ٱلمَسيحِ يَسوعَ بِٱلإِنجيل.
فَأَطلُبُ إِلَيكُم أَن تَكونوا بي مُقتَدين.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَللهُ هُوَ ٱلمُنتَقِمُ لي، وَمُخضِعُ ٱلشُّعوبِ تَحتي.
-أَلمُعَظِّمُ خَلاصَ ٱلمَلِك، وَٱلصّانِعُ رَحمَةً إِلى مَسيحِهِ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ مُجتازٌ، رَأى إِنسانًا جالِسًا عَلى مائِدَةِ ٱلجِبايَةِ ٱسمُهُ مَتّى. فَقالَ لَهُ: «إِتبَعني»، فَقامَ وَتبِعَهُ.
وَفيما كانَ مُتَّكِئًا في ٱلبَيتِ، إِذا بِعَشّارينَ وَخَطَأَةٍ كَثيرينَ جاؤوا وَاتَّكَأوا مَعَ يَسوعَ وَتَلاميذِهِ.
فَلَمّا رَأى ٱلفَرّيسِيّونَ ذَلِكَ، قالوا لِتَلاميذِهِ: «لِماذا مُعَلِّمُكُم يَأكُلُ وَيَشرَبُ مَعَ ٱلعَشّارينَ وَٱلخَطَأَة؟»
وَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ، قالَ لَهُم: «لا يَحتاجُ ٱلأَصِحّاءُ إِلى طَبيبٍ، بَلِ ٱلَّذينَ بِهِم سوء.
فَٱذهَبوا وٱعلَموا ما مَعنى: إِنّي أُريدُ رَحمَةً لا ذَبيحَة. فَإِنّي لَم آتِ لِأَدعُوَ صِدّيقينَ، بَل خَطأَةً إِلى ٱلتَّوبَة».
التعليق الكتابي :
نيقولاس كاباسيلاس (نحو 1320 – 1363)، لاهوتيّ علمانيّ يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
الحياة في الرّب يسوع المسيح
« لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ المَرْضى »
نزل الرّب يسوع إلى الأرض، وكان الأوّل الذي نادى أولئك الذين لم يكونوا قد نادوه بعد، والذين لم يكونوا حتى قد فكّروا فيه. قال: “ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين”. إن بحث بهذه الطريقة عن أولئك الذين لم يكونوا يريدونه، فأي أمر لن يفعله إن طُلب منه ذلك؟ إن أحبّ أولئك الذين كانوا يكرهونه، كيف يمكن أن يُبعِد أولئك الذين يحبّونه؟ كما قال القدّيس بولس: “فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون!” (رو 5: 10).
إذًا، فلنفكر فيما تتضمنه صلاتنا. نحن لا نستحقّ الحصول على ما يجدر أن يطلبه الأصدقاء وينالوه، بل على ما يُمنح للخدّام المتمرّدين، وللمَدِينين الخاطئين. نحن لا نطلب من ربّنا أن يمنحنا مكافأة أو خدمة، بل أن يرحمنا. إنّ الصلاة للرّب يسوع المسيح، صديق البشر، وطلب الرحمة والمسامحة أو مغفرة الخطايا وعدم المغادرة بيدين فارغتين بعد هذه الصلاة،هو الأمر الأكثر مناسبَةً للخاطئين، إذ “لَيسَ الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ المَرْضى”. بالمختصر، إن تم اعتبار أنّه يفترض أن يرفع البشر نحو الله صوتًا يتوسّل شفقته، فلا يمكن إلاّ أن يكون صوت أولئك الذين يحتاجون إلى الرحمة، صوت الخاطئين.
إذًا، فلنستدعِ الله، ليس من خلال فمنا فحسب، لكن أيضًا من خلال رغباتنا وأفكارنا، بغية تقديم لكلّ ما خطئنا من خلاله، العلاج الوحيد الذي يستطيع إنقاذنا، “لأَنَّه ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص” (أع 4: 12).