القراءت اليومية بحسب الطقس الماروني ” 19 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “
الخميس من أسبوع بشارة زكريّا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 29-17:2
يا إِخوَتي، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الَّذي تُدْعَى يَهُودِيًّا، وتَعْتَمِدُ عَلى الشَّرِيعَة، وتَفْتَخِرُ بِالله،
وَتَعْرِفُ مَشيئَتَهُ، وتُمَيِّزُ مَا هُوَ الأَفْضَل، بِمَا عَلَّمَتْكَ الشَّرِيعَة،
وَاثِقًا مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَائِدُ العُمْيَان، ونُورُ الَّذِينَ في الظَّلاَم،
وَمُؤَدِّبُ الجُهَّال، ومُعَلِّمُ الأَطْفَال، لأَنَّ لَكَ في الشَّرِيعَةِ صُورَةَ المَعْرِفَةِ والحَقّ…
فأَنْتَ إِذًا يَا مَنْ تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، أَمَا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ يَا مَنْ تُنَادِي: لا تَسْرِقْ! أَتَسْرِق؟
يَا مَنْ تَقُول: لا تَزْنِ! أَتَزْنِي؟ يَا مَنْ تَحْتَقِرُ الأَوْثَان، أَتَسْلُبُ هَيَاكِلَهَا؟
يَا مَنْ تَفْتَخِرُ بِالشَّرِيعَة، أَتُهِينُ ٱللهَ بِتَعَدِّيكَ لِلشَّرِيعَة؟
كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ ٱسْمَ ٱللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُم بَينَ الأُمَم!».
إِنَّ الخِتَانَةَ نَافِعَة، إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالشَّرِيعَة، أَمَّا إِنْ كُنْتَ تتَعَدَّى الشَّرِيعَة، فقَدْ صَارَتْ خِتَانَتُكَ لا خِتَانَة؛
وإِنْ كَانَ غَيْرُ المَخْتُونِ يَحْفَظُ أَحْكَامَ الشَّرِيعَة، أَفَلا يُحْسَبُ عَدَمُ خِتَانُتِهِ خِتَانَة؟
فَغَيرُ المَخْتُونِ بِالطَّبيعَة، الَّذي يُتَمِّمُ الشَّرِيعَة، سَيَدِينُكَ أَنْتَ يَا مَنْ بِالحَرْفِ والخِتَانَةِ تتَعَدَّى الشَّرِيعَة.
فلَيْسَ اليَهُودِيُّ مَنْ هُوَ يَهُودِيٌّ في الظَّاهِر، ولا الخِتَانَةُ مَا هِيَ خِتَانَةٌ في الظَّاهِرِ أَيْ في اللَّحْمِ؛
بَلِ اليَهُودِيُّ مَنْ هُوَ يَهُودِيٌّ في البَاطِن، والخِتَانَةُ هِيَ خِتَانَةُ القَلْب، بِالرُّوحِ لا بِالحَرْف. ومَدْحُ هذَا الإِنْسَانِ لَيْسَ مِنَ البَشَر، بَلْ مِنَ الله.
إنجيل القدّيس يوحنّا 50-46:8
قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «مَنْ مِنْكُم يُوَبِّخُنِي على خَطِيئَة؟ إِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ فَلِمَاذَا لا تُصَدِّقُونَنِي؟
مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله».
أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لَهُ: «أَمَا حَسَنًا نَقُولُ إِنَّكَ سَامِرِيّ، وبِكَ شَيْطَان؟».
أَجَابَ يَسُوع: «لَيْسَ بِي شَيْطَان، ولكِنِّي أكَرِّمُ أَبِي، وأَنْتُم تَحْتَقِرُونِي!
وأَنَا لا أَطْلُبُ مَجْدِي، فَهُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين.
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا
« مَن مِنكم يُثبِتُ عَليَّ خَطيئة؟ فَإِذا كُنتُ أقولُ الحَقّ فلِماذا لا تُؤمِنونَ بي ؟ »
يستحق منّا العناء أن ننظر فيما ينطوي عليه هذا السؤال. سوف نكتشف أنّ أولئك الذين وُجّهت إليهم هذه الكلمات قد أجابوا من دون أن يعطوا الإجابة المناسبة. في الواقع، كان يمكن أن نقول: “إنّ سبب عدم إيماننا يعود إلى أنّنا لا نميّز كيف أنّ ما يقوله هو حقّ؛ نحن لا نميّزه لأنّ رؤيتنا التي تميل بالفطرة نحو تبيّن الحقيقة لا تزال غير مطهّرة؛ ولأنّنا على هذه الحال، فنحن إذًا لسنا من الله؛ وإن لم نكن بعد من الله ، فرؤيتنا المُعَدّة لتمييز الحقيقة لا تزال غير مطهّرة لأنّ الرذيلة قد حجبتها وأظلمتها”.
لذا، عندما نفهم ما هو الإيمان بمعناه الحقيقي، إذ “كُلُّ مَن آمَنَ بِأَنَّ يسوعَ هو المسيح فهو مَولودٌ لله” (1يو 5: 1)، وعندما ندرك كم ابتعدنا عن ذلك الاعتقاد، هل سيكون باستطاعتنا عندئذٍ أن نجيب على هذا السؤال، متوسّلين شافي عيون الروح لكي، بحكمته وحبّه للبشر، يقوم بالمستحيل ليزيل عن أعيننا البرقع الذي لا يزال تحت رحمة الخزي الذي تسبّبت به الرذيلة، كما هو مكتوب: “لِنَضَّجِعْ في خِزيِنا ولْيُغَطِّنا خَجَلُنا” (إر 3: 25)؛ في الواقع، إن اعترفنا بالسبب الذي يمنعنا من الإيمان سيسمع نداءنا ويأتي لنجدتنا كالمرضى المحتاجين إلى طبيب (مت 9: 12)، فيمنحنا القدرة على تلقّي نعمة الإيمان.