القراءت اليومية بحسب الطقس الماروني ” 26 أبريل – نيسان 2020 “
الأحد الثالث من زمن القيامة : ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس
مار مارسلّينوس البابا والشهيد
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 13-8:2
يا إخوَتِي، وأَنْتَ يا ابْنِي، تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،
الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.
لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ.
صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَ مَعَهُ،
وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا،
وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ!
إنجيل القدّيس لوقا 35-13:24
في اليَوْمِ عَينِهِ، كانَ ٱثْنَانِ مِنَ التَلاميذِ ذَاهِبَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى عِمَّاوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ عَنْ أُورَشَلِيم.
وَكانَا يَتَحَادَثَانِ بِكُلِّ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ.
وفيمَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ وَيَتَسَاءَلان، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْهُمَا، وَرَاحَ يَسِيرُ مَعَهُمَا.
ولكِنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.
أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الكَلامُ الَّذي تَتَحَادَثَانِ بِهِ، وَأَنْتُمَا تَسِيرَان؟». فَوَقَفَا عَابِسَين.
وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، وٱسْمُهُ كِلْيُوبَاس، فَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَرِيبٌ عَنْ أُورَشَلِيم، فَلا تَعْلَمَ مَا حَدَثَ فِيهَا هذِهِ الأَيَّام؟».
فَقَالَ لَهُمَا: «ومَا هِيَ؟». فَقَالا لَهُ: «مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيّ، الَّذي كَانَ رَجُلاً نَبِيًّا قَوِيًّا بِالقَوْلِ وَالفِعْل، قُدَّامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ.
وكَيْفَ أَسْلَمَهُ أَحْبَارُنا وَرُؤَسَاؤُنَا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوْت، وَكَيْفَ صَلَبُوه!
وكُنَّا نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدِي إِسْرَائِيل. وَلكِنْ مَعَ هذَا كُلِّهِ، فَهذَا هُوَ اليَوْمُ الثَّالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأَحْدَاث.
لكِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا أَدْهَشْنَنَا، لأَنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إِلَى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر،
وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسُوع، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءَوْا لَهُنَّ وَقَالُوا إِنَّهُ حَيّ!
ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلى القَبْر، فَوَجَدُوهُ هكذَا كَمَا قَالَتِ النِّسَاء، وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يَرَوْه».
فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «يَا عَدِيمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء!
أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى المَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟».
وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، مُبْتَدِئًا بِمُوسَى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاء.
وٱقْتَرَبَا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كَانَا ذَاهِبَيْنِ إِلَيْهَا، فتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى مَكَانٍ أَبْعَد.
فَتَمَسَّكَا بِهِ قَائِلَين: «أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ المَسَاء، وَمَالَ النَّهَار». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.
وفِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا مَعَهُمَا، أَخَذَ الخُبْزَ، وبَارَكَ، وَكَسَرَ، ونَاوَلَهُمَا.
فٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، وَعَرَفَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَوَارَى عَنْهُمَا.
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَر: «أَمَا كَانَ قَلْبُنَا مُضْطَرِمًا فِينَا، حِينَ كَانَ يُكَلِّمُنَا في الطَّرِيق، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُب؟».
وقَامَا في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورَشَلِيم، فَوَجَدَا ٱلأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُم مُجْتَمِعِين،
وَهُم يَقُولُون: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ قَام، وتَرَاءَى لِسِمْعَان!».
أَمَّا هُمَا فَكانَا يُخْبِرانِ بِمَا حَدَثَ في الطَّرِيق، وَكَيْفَ عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الخُبْز.
التعليق الكتابي :
سمعان اللاهوتيّ الحديث (حوالى 949 – 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
تعليم مسيحيّ، 13
« إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما، وأَخذَ يَسيرُ معَهما »
كثير من الناس يؤمنون بقيامة الرّب يسوع المسيح، لكن القليل منهم يملك الرؤيا الواضحة عنها. وكيف يمكن لمَن لم يروها أن يعبدوا الرّب يسوع المسيح كقدّوس وكربّ؟ بالفعل، لقد كتب: لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول: “يَسوعُ رَبٌّ” إِلاَّ بِإِلهامٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس” (1كور 12: 3)، وأيضًا: “إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ” (يو 4: 24)… كيف إذًا يدفعنا الرُّوح القدس اليوم إلى القول (في الليتورجيا): “لقد رأينا قيامة المسيح. فلنعبد القدّوس، الربّ يسوع، الوحيد بلا خطيئة”. كيف يدعونا لنؤكّد على ذلك كما لو أنّنا رأيناه؟ لقد قام يسوع مرّة واحدة، منذ ألف عام، ولم يَرَه أحد يقوم آنذاك. هل يريد الكتاب المقدّس أن يجعلنا نكذب؟
أبدًا! بل على العكس، هو يدعونا لنشهد للحقيقة، هذه الحقيقة التي تقول إنّه في كلّ واحد منّا، نحن المؤمنين به، تتكرّر قيامة المسيح، وليس لمرّة واحدة، لكن عندما، في كلّ ساعة إذا جاز القول، يقوم فينا المعلّم نفسه، المسيح، مرتديًا الأبيض وساطعًا بلمعان النقاوة والألوهيّة. لأنّ المجيء المشعّ للروح، يجعلنا نستشفّ، كما في صباحه، قيامة المعلّم؛ أو بالأحرى يمنحنا نعمة رؤيته شخصيًا، هو القائم من الموت. لذا، ننشد: “الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا” (مز 118[117]: 27)، وبإلماح إلى مجيئه الثاني، نضيف: “تَبارَكَ الآتي باْسمِ الرَّبِّ” (مز 118[117]: 26)… بطريقة فعلاً روحانيّة، من أجل نظرتهم الروحيّة، يظهر نفسه. وعندما يحدث هذا فينا بالرُّوح القدس، يقيمنا من بين الأموات، ويحيينا ويمنحنا نعمة رؤيته في كليّته، حيًّا فينا، هو الأبدي وغير المائت. يمنحنا نعمة معرفته بوضوح، هو الذي يقيمنا معه، ويجعلنا ندخل معه في مجده.