اليوم الثامن من التأملات الاستعدادية بمناسبة صوم السيدة العذراء
No tags
” تجسد من مريم العذراء وصار إنساناً “
” والكلمة صارَ بَشَراً فسكنَ بَيننا ، فرأينا مَجدَهُ ، مجداً من لَدُنِ الآب لابنٍ وحيد ” ( يوحنا ١ : ١٤ )
لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ، كائناً سيداً يعيش في زمان ومكان . وعبر التاريخ أراد الله المُحب للبشر أن يكتشف له عن ذاته تدريجياً . ” ولما بلغ ملُ الزمان ، أرسل الله إبنه مولوداً لامرأة ” (غلاطية ٤ : ٤ ) ، تجسّد يسوع المسيح ، فانطبع نهائياً ، هذا الزمن وكل التاريخ ، بحضور الله ، وانجذبت حياة الإنسان ولحظاتها إلى السيد المسيح ، الذي أوصل زمن كل واحد منا إلى غايته ، أي الاتحاد بالله . فالإنسان المسيحي يصبو نحو المسيح الذي يعطي الزمن معناه الحقيقي ، فيحوله إلى خطوات حب توصله إلى غايته القصوى التي يصبو إليها كل واحد منا .فلنأتي في فترة الصيام هذا ، ونحن نستعد لعيد انتقال والدة الإله بالنفس والجسد إلى السماء ، من خلال حياتنا الزمنية الأرضية القصيرة ، ونتمثل بمريم التي قالت : ” نعم لإرادة الله ” ولنعمل كل ما توصينا به ، كما قالت للخدم في عرس قانا الجليل : ” مهما قال لكم فافعلوه ” ( يوحنا ٢ : ٥ ) ، لكي نمتلىء من حب الله المتجسد والمطبوع في عمق قلوبنا وزمننا ، فنحول حياتنا ، بشهورها وأيامها وساعاتها ودقائقها ولحظاتها ، إلى حياة مليئة بالفضائل الإلهية والأدبية ، بورود صلاة و حب وتضجية وسخاء ، وتوبة حقيقية ، وأعمال صالحة وغيرة أخوية في سبيل مساعدة الآخرين وسعادتهم وكرامتهم ، وتوصلنا إلى الأتحاد بغاية وجودنا يسوع ابنها ، الذي هو الطريق والحق والحياة .المطران كريكور أوغسطينوس كوسااسقف الاسكندرية واورشليم والقدسللأرمن الكاثوليك