تاملك 12-2-20
مز12
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى «الْقَرَارِ». مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1خَلِّصْ يَا رَبُّ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. 2يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ، بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ يَتَكَلَّمُونَ. 3يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ، 4الَّذِينَ قَالُوا: «بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟ ».
5«مِنِ اغْتِصَابِ الْمَسَاكِينِ، مِنْ صَرْخَةِ الْبَائِسِينَ، الآنَ أَقُومُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ فِي وُسْعٍ الَّذِي يُنْفَثُ فِيهِ».
6كَلاَمُ الرَّبِّ كَلاَمٌ نَقِيٌّ، كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 7أَنْتَ يَا رَبُّ تَحْفَظُهُمْ. تَحْرُسُهُمْ مِنْ هذَا الْجِيلِ إِلَى الدَّهْرِ. 8الأَشْرَارُ يَتَمَشَّوْنَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ عِنْدَ ارْتِفَاعِ الأَرْذَالِ بَيْنَ النَّاسِ
الكلمة
متّى 12:38-41
أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة».
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
تأمل
هنا يبدأ القسم الثاني من السفر إذ نقرأ «ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلاً: قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، وناد لها المناداة التي أنا مُكلمك بها» (يون 1:3،2). وهذه الكلمة «ثانية» لها معناها العظيم في هذا المكان. فعندما تفشل المسيحية المعترفة في واجبها كشاهدة لله في هذا العالم تُقطع إلى الأبد بعد أن تكون الكنيسة الحقيقية قد اختُطفت إلى السماء. أما في حالة البقية الإسرائيلية فالقساوة الحاضرة جزئية وسيعود تاريخها يتصل من جديد ويصير لهم قول الرب ثانية لكي يقوموا ويذهبوا للمناداة للعالم مرة أخرى بعد أن يكونوا قد اجتازوا في الضيقة العظيمة التي تجعلهم يصرخون للرب ويكون لسان حالهم فيها كلسان حال يونان في جوف الحوت. ومَنْ يقارن بين لغة صلاة يونان من جوف الحوت ولغة مزامير البقية في الأيام الأخيرة يستطيع أن يميز أن الروح واحد في الاثنين. فالضيق الذي اجتازه يونان في الأصحاح الثاني هو صورة للضيقة العظيمة التي ستجتاز فيها البقية التقية، وفي اليوم الثالث يظهر يونان مرة أخرى ويُستخدم كأداة للبركة لأهل نينوى. وهذه هي صورة مسبقة لرجوع إسرائيل إلى الرب عندما يُحضرون إلى مكان البركة في العصر الألفي السعيد ويستخدمهم الله بركة لكل العالم (رو 11:11،12،15؛ إش 1:60-5، 1:62-3).
وهكذا يعود السفر من الأصحاح الثالث يكلمنا من جديد عن نينوى، ويعرض أمامنا صورة تختلف عن صورة الأصحاحين الأولين كل الاختلاف. فالصورة الثانية لا تمثل لنا أفراد الأمم كما رأيناهم في النوتية، بل تحدثنا عن العالم أجمع، بل عن الخليقة كلها – ليس الناس فقط – بل والبهائم أيضاً. وهذا ما نراه في نداء الملك وعظمائه «لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم» (يون 7:3،8). وأيضاً في قول الله في ختام السفر «أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يُوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس .. وبهائم كثيرة؟» (يون 11:4).