(( تأمل على إنجيل خبز الحياة )) الأنبا بطرس فهيم مطران ايبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك
الأنبا بطرس فهيم
مطران ايبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك
وتأمل على إنجيل ((((( خبز الحياة )))))
إنجيل اليوم الأحد الرابع من الخماسين
قال يسوع “أنا هو خبز الحياة”
يسوع هو ابن الله الكلمة الخالق والمحب والمخلص.
الله خلق بالكلمة فكان يقول للشيء كن فيكون.
والمحب لأنه ليس فقط خلقنا على صورته ومثاله،
لأنه بعد أن خلقنا على صورته ومثاله بحريتنا شوهنا هذه الصورة وكسرنا هذا المثال.
بل لأنه صار على صورتنا ومثالنا بالتجسد شابهنا في كل شيء ما خلا الخطيئة.
فمن يحب يقترب، وهو لم يكتف بالاقتراب، بل تشبه بنا وتبنى وضعنا البشري، فصار إنسانا.
ليس فقط بل صار خبزا … ليصير حياة فينا، ليصير حياة لحياتنا.
صار خبزا لكي يغدينا، ويصير دما يدخل في دمنا ويصير حياتنا.
ليس هذا فقط بل أكثر من ذلك لأنه المخلص، وما معنى أن يكون مخلصا لحياتي؟
ليس معنى ذلك أن يزيل عني كل الخطايا وقصاصها، ليس معنى هذا أن ينقذني من الموت، ليس معنى هذا أن يعطيني حياة جديدة … بل أكثر من ذلك بكثير.
انه محبة وهو مخلص لأنه يعطيني حياته هو بالذات.
هو صار خبز الحياة وقال من يأكلني يحيا بي، يثبت فيَّ وأنا فيه، أقيمه في اليوم الأخير.
وهذا يعني أنه صار خبزا يحييني حياة أبدية، حياة الله …
فأنا حين أتناول جسد الرب ودمه يدخل فيَّ ليس فقط لأحوله إلى حياتي، بل ليحولني هو إليه …
ففي عملية التمثيل الغذائي الأقوى هو الذي يتمثل الأضعف، والأقوى هو يسوع، وحين أتناوله يتمثلني، أي يحولني هو إليه. يصيرني مثله يجعلني شريكا في الطبيعة الإلهية.
هذا هو هدف التناول الحقيقي … أن يدخل يسوع في أعماقنا ليحولنا إليه، لنكون جسده السري حقيقة. لنكون عربونا لتجلي الخليقة وتجلي أبناء الله.
+ + جوزيف مكرم …. المنسق الأعلامى لأيبارشية المنيا + +