رسالة الصلاة لشهر سبتمبر 2016
” يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ، ينصرك اسم اله يعـقوب ، يرسل لك عونا من قدسه، ومن صهيون يعضدك …..الان علمت أن الرب قد خلص مسيحه ، واستجاب له من سماء قدسه ، بجبروت خلاص يمينه، هؤلاء بمركبات ، وهؤلاء بخيل ، ونحن باسم الرب إلهنا ننمو، هم عثروا وسقطوا ، ونحن قمنا واستقمنا ” (مزمور 20 )
عندما نقول فى صلواتنا ” يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ” نشعر حتما انه توجد شدة أو شدائد نعاني بها في حياتنا
أى أن حياة كل انسان حتى القديسين ، ليست سهلة على الدوام ، أو كلها فرح ويسر وهدوء ! كلا ، على العكس ، فيها تجارب ومتاعب
وكما يقول الكتاب ” كل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع ، ويضطهدون” ( 2تى 3 : 12 ) .
والرب قد دعانا أن ندخل من الباب الضيق ، ونسير فى الطريق المملؤة اشواك ، وقال لنا ( فى العالم سيكون لكم ضيق ) ( يو 16 : 33) ولكن فى وسط هذا الضيق ، توجد كلمة معزية ، وهى يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ، ينصرك اسم اله يعقوب قد يقول إنسان :
وهل يليق بى – كانسان روحى – أن اطلب الله فى يوم الشدة والضيق ألا يعنى هذا ، انه لولا الشدة والضيق ما كنت قد طلبت الله ؟
والمفروض فى العلاقة بينى وبين الله ، أن تكون علاقة حب ، وليست علاقة طلب فى وقت الشدة ! …….. فان وقع الإنسان الروحى فى شدة ، فمن يطلب ؟ !أليس من الله ؟
وعلاقة الحب لا تمنع الطلب فالابن يطلب من أبيه الذى يحبه
والرب نفسه قال ( اطلبوا تجدوا ) ومن جهة الضيق قال أيضا ( أدعنى فى وقت الضيق ، أنقذك فتمجدنى ) ( مز 50 ( 49 ) : 15 )
( يستجيب لك الرب ) معناها انه يصنع معك خيرا
يحل مشاكلك، يرتب لك أمورك ، يعطيك ما ينفعك ، سواء كان ما ينفعك هو الشئ الذى تطلبه ، أو كان متغيرا عنه بعض الشئ ، أو كان عكسه تماما فما معنى هذا ؟ معناه أن تذكر هذا المبدأ الروحى :
إن الله يعطيك ما ينفعك ، وليس ما تطلبه ، إلا إذا كان ما تطلبه هو النافع لك وذلك لانك كثيرا ما تطلب ما لا ينفعك
فان كنت تطلب ملكوت الله ، فلابد أن يستجيب لك الرب لان هذا الملكوت يتفق مع إرادة الله ، وهو نافع لك أقول هذا لان كثيرين له طلبات لا علاقة لها بالملكوت ، وقد تكون ضارة بهم ، وقد تكون ضد مشيئة الله فمثلا :
* قد يتعبك ضرسك مثلا ويؤلمك جدا ، فلا تحتمل ، وتذهب إلى الطبيب وأنت فى شدة الألم ، وتقول له (أرجو أن تخلع لى هذا الضرس ، لانه يؤلمنى جدا ) ولكن الطبيب الحكيم قد لا يستجيب لطلبك ، ويرى الإبقاء على الضرس وكل ما يعمله أن ينظفه ويحشوه ، وينقذك من الألم ، وينقذ الضرس أيضا ، ويكون قد فعل بك خيرا اكثر مما تطلب وتخرج شاكرا جدا ، مع أنه لم ينفذ طلبك ” أنتم تسألون ولاتنالون لانكم لا تحسنون السؤال ” (يع 4 :3 )
صــــــلاة :
ايها الرب يسوع المسيح ، اشكرك لأنك باحتمالك الام الصليب خلصتني انا الخاطئ وخلصت البشر اجمعين من الأسقام والالام واعباء الخطيئة .
اجعلني اقتدي بك ايها الرب يسوع ، فاحتمل بك ومعك صلبان الحياة وهمومها واعبائها .
اعطني القوة والشجاعة لكي اتقبل كل شئ لأجلك، مشاركة لك في عذاباتك ، فاستمدّ من الامك الطاهرة عزاء ورجاء وفرجا في كل ضيق ، وتعزية في كل حزن وغلَبة على كل عذاب وغربة والم ، وانتصارا على كل خطيئة ، بالاتحاد بصليبك الطاهر والمحيي والكريم . آمين
الاب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكان – مصر