رسالة الصلاة لشهر فبراير فكر يسوع في الصلاة
هذه الرسالة تناقش اهمية الصلاة عند يسوع المسيح ، وكيف يوضح الكتاب المقدس حيث يقول ” صلوا بلا انقطاع ” ( تسالونيكي الاولى 5 / 17 ) وفي بطرس الاولى 4/7 ” تعقلوا واصحوا للصلوات ” ، وفي رومية 12 /12 ” ان نكون مواظبين على الصلاة ” وفي كولسي 4 /2 “واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر”،
فبالرغم من كل هذه المراجع من الكتاب المقدس ، التي تشير للاهمية الصلاة في حياتنا ، فاحيانا يتم إهمالها أو اعتبارها فريضة بلا اولوية .
ولكن عند يسوع المسيح كانت الصلاة مهمة جدا في حياته ، فهي الوسيلة التي بها يلتقي بأبيه الذي ارسله للعالم ، ففي لوقا 5 / 15 -16 يقول لنا الانجيل ” فذاع الخبرعنه أكثر . فاجتمع جموع كثيرة لكي يسمعوا ويشفوا به من أمراضهم . وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي .”
وكلمة ” وأما ” توضح الفرق بين ما قبل وما بعد ، فرغم انشغال يسوع بشفاء الامراض وراحة كل أنسان ، كان يعتزل في البراري ليصلي ، وكذلك نلاحظ أن هذا الحدث يدل على انه تكرر عدة مرات خلال مشغوليات يسوع بالانشطة الإلهية .
اذا يضعنا يسوع امام حقيقة الصلاة بانها قبل كل شىء قضية أولويات ، فخصص لها وقت رغم كثرة الانشطة المتعددة ، ( في الصباح الباكر – او قضى طول الليل في صلاة …………الخ
يرد يسوع ايضا على الذين يدعون بانهم اصحاب رسالة ، أو مكرسين للخدمة أو ليس عندهم وقت للصلاة ، يقول لهم ” صلوا بلا انقطاع ” ” وفي كل حين ” لتكون رسالتكم ناجحة وممتلئة من روح الله
علينا ان نبحث عن كيفية استخدام اجزاء الوقت الضائع .. وكم وكم من الاوقات تضيع سدى دون ان نستفيد منها في بناء ونشأة علاقة حميمة مع الله ، فحتى ولو كان لنا قدرات ضعيفة ، واوقات قليلة علينا استغلالها كلها
يمكننا مراقبة الوقت ، للتحكم فيه، وللحصول عليه، او حتى للسيطرة عليه، وتجميع فتات الوقت ؟
صــــــــــلاة
ان ملكوت الله في داخلكم ، اشكرك ايها الآب الازلي لأنك اعددت لمحبيك ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولا خطر على قلب بشر ، وهيأت لهم ملكوتا لا يزول .
اشكرك لأنك غرست هذا الملكوت في داخلي انا بالذات ، واني امتلكه منذ الان واحقّقه الى ان يكتمل لدى الاتحاد بك ، في ذلك اللقاء الحميم الذي يدخلني اخدارك السماوية وبهاء مجدك الازلي.
اشكرك لأنك هيأتني بنعمتك لأن اكون ارضك الطيبة وحقلك الخصيب الذي شئتَ ان تغرس فيه نبتك الصالح ، غرس الملكوت .فاعطني يا الهي ان اغذّي حضورك السري هذا في داخلي ، بالصلاة والابتهال والتوبة والعمل والعطاء وبذل الذات ، فتنمو انت فيّ وتفيض عليّ نعمتك، وادرك ان كنوزك لا تنفذ وهباتك لا حد لها، وان الحياة الابدية التي جعلتها في اعماقي هي الحياة الحق ، حياة الملء التي تهيّئها بوفرة للذين يحبونك .
يا من هو قوة حياة ليس لها زوال ، تحيي كل شئ وتدعو الى الوجود غير الموجود ، اشكرك واعظمك وارفع لك ولابنك يسوع ولروحك القدوس كل اكرام ومجد الى الابد . أمين
الاب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكان – مصر