١٧ أيلول – سبتمبر ٢٠١٨
اثنين الأسبوع الرابع والعشرين من زمن السنة العادي – السنوات ب
صلاة السَحَر
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: هَلُمُّوا نَهْتِفُ بِالرَّبِّ مُنشِدين.
المزمور ٦٦ (٦٧)
لِيَرحَمْنا اللهُ وليبارِكْنا *
وليضِئ بِوَجهِه علَينا!
لِكَي يُعرَفَ في الأرضِ طَريقُكَ *
وفي جَميعِ الأُمَمِ خَلاصُكَ
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ يا الله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جميعًا!
لِتَفرَحِ الأمَمُ وتُهَلِّلْ *
لِأَنَّكَ بِالعَدْلِ تَدينُ العالَمين
بِالِاَستِقامةِ تَدينُ الشّعوب *
وفي الأرضِ تَهْدي الأمَم
لِتَحمَدْكَ الشُعوبُ يا أَلله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جَميعًا!
الأرضُ أَعطَت غلّتَها *
فليبارِكْنا اللهُ إلهُنا
لِيُبارِكْنا الله *
ولتخشَه أقاصي الأرضِ جَميعُها!
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: هَلُمُّوا نَهْتِفُ بِالرَّبِّ مُنشِدين.
أنتيفونة ١: بِرَحمَتِكَ أشبِعْنا في الصَّباحِ، يا رَبُّ.
المزمور ٨٩ (٩٠)
ليكن بهاء الرب علينا
إن يومًا واحدًا عند الرّبّ بمقدار ألف سنةٍ،
وألف سنة بمقدار يوم واحد (٢ بطرس ٣: ٨)
أَيُّها السَّيِّد *
كُنْتَ لَنا مَلْجَأً جيلًا فَجِيلًا
مِن قَبلِ أَنْ وُلِدَتِ الجِبالُ †
وكَوَّنْتَ الأرضَ والدُّنْيا *
مِنَ الأزَلِ وللأبدِ أنتَ الله
تُعِيدُ الإنْسَانَ إِلى الغُبَارِ *
وتَقولُ: “عُودوا يا بَني آدَم”
فإِنَّ أَلْفَ سَنَةٍ في عَينَيكَ †
كيَومِ أَمْسِ العابِر *
كهَجْعَةٍ مِنَ اللَّيل
تَغْمُرُهُمْ بِالرُّقادِ *
فيَصِيرُوا كالعُشبِ النَّابِتِ في الصَّباح
في الصَّباحِ يُزهِرُ وَيَنبُتُ *
وفي المَسَاءِ يَذبُلُ وَيَيْبَسُ
مِنْ غَضَبِكَ فَنَيْنَا *
وبِسُخْطِكَ ارْتَعْنا
جَعَلْتَ آثامَنَا تُجَاهَكَ *
وخَفَايَانَا في نُورِ وَجْهِكَ
بِسُخْطِكَ اِنْحَطَّتْ أَيَّامُنا كُلُّهَا *
وأَفنَيْنَا سِنِينَا زَفِيرًا
أيَّامُ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَة *
وإِذا كُنَّا أَقْوِيَاءَ فَثَمَانُون
وجُلُّهَا عَنَاءٌ وَشَقَاء *
تَمُرُّ سَرِيعًا ونَحنُ نَطِير
مَن ذَا الَّذي يُدرِكُ شِدَّةَ غَضَبِكَ *
ومَن ذَا الَّذي يَخْشَى حِدَّةَ سُخْطِكَ؟
عَلِّمْنَا كَيْفَ نَعُدُّ أَيَّامَنا *
فنَنْفُذَ إلى قَلبِ الحِكْمَة
اِرْجعْ يا رَبُّ! حتَّى مَتَى؟ *
تَرَأَّفْ بِعَبيدِكَ
بِرَحْمَتِكَ أَشْبِعْنَا فِي الصَّباح *
فنُهَلِّلَ وَنَفرَحَ كُلَّ أَيَّامِنا
فَرِّحْنا بِقَدْرِ الأَيَّامِ الَّتي فِيها أَذْلَلْتَنا *
والسِّنينَ الَّتي فِيها السُّوءَ رَأَينا
لِيَظْهَرْ لِعَبيدِكَ صُنْعُكَ *
وعَلَى أَبْنائِهِم بَهَاؤُكَ
ولْيَكُنْ لُطْفُ الرَّبِّ إلَهِنَا عَلَينَا *
وثَبّتْ عَمَلَ أَيْدِينَا
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: بِرَحمَتِكَ أشبِعْنا في الصَّباحِ، يا رَبُّ.
أنتيفونة ٢: تَسبِحَةُ الرَّبِّ من أقاصي الأرضِ.
التسبحة أشعيا ٤٢: ١٠-١٦
نشيد الإله الحيّ المخلّص
كانوا يرتّلون نشيدًا أمام العرش (رؤيا ١٤: ٣)
أَنشِدوا لِلرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا *
تَسبِحَةً لَهُ مِنْ أَقاصِي الأَرض
يا رُوَّادَ البَحرِ وكُلِّ ما فيهِ *
ويا أَيَّتُهَا الجُزُرُ وسُكَّانَها
لِتَرفَعِ البَرِّيَّةُ ومُدُنُهَا صَوتَها *
والحَظائِرُ الَّتي يَسْكُنُهَا قيدار
ولْيَهتِفْ سُكَّانُ الصَّخرَةِ *
ولْيَصِيحُوا مِن رُؤُوسِ الجِبال
لِيُؤَدُّوا المَجْدَ لله *
ويُخْبِرُوا بِحَمْدِهِ في الجُزُر
الرَّبُّ كجَبَّارٍ يَبرُزُ *
وكرَجُلِ قِتالٍ يُثيرُ غَيرَتَهُ
ويَصرُخُ صَرْخَةَ إِنْذار *
ويَزْعَقُ ويَتَجَبَّرُ على أَعْدائِه:
«سَكَتُّ مُطَوَّلًا وصَمَتُّ وضَبَطْتُ نَفْسِي *
فالآنَ أَئِنُّ كالَّتي تَلِدُ وأَتنَهَّدُ وأَلهَثُ
أُخَرِّبُ الجِبالَ والتِّلال *
وأُيَبِّسُ كُلَّ عُشْبِها
وأَجْعَلُ الأَنْهارَ جُزُرًا *
وأُجَفِّفُ الغُدْرَان
وأُسَيِّرُ العُمْيانَ في طَريقٍ لم يَعرِفُوهُ *
وأُسلِكُهُمْ مَسَالِكَ لَمْ يَعْهَدوها
وأَجْعَلُ الظُّلمَةَ نُورًا أمَامَهُم *
والمُلتَوَياتِ مُستَقيمَة»
المَجْدُ للآبِ وَالاِبْنِ *
وَالرُّوحِ القُدْس
كَمَا كَانَ فِي البَدْءِ وَالآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ *
وَإِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينْ.
أنتيفونة ٢: تَسبِحَةُ الرَّبِّ من أقاصي الأرضِ.
أنتيفونة ٣: سَبِّحوا اسمَ الرَّبِّ،
أيُّها الواقِفونَ في بيتِ الرَّبّ.
المزمور ١٣٤ (١٣٥)
تسبيح الربّ صانع الآيات
أنتم شعب اقتناه الله…
أشيدوا بآيات الذي دعاكم من الظلمات
إلى نوره العجيب (عن ١ بطرس ٢: ٩)
١ (١-١٢)
سَبِّحوا اسْمَ الرَّبِّ *
سَبِّحوا يا عَبيدَ الرَّبّ
الواقِفينَ في بَيتِ الرَّبِّ *
في دِيارِ بَيتِ إِلهِنَا
سَبِّحوا الرَّبَّ فإنَّهُ صالِحٌ *
اِعزِفوا لاسْمِهِ فإِنَّه لَذِيذ
لأَنَّ الرَّبَّ قدِ اخْتارَ لَهُ يَعْقوب *
وإِسْرائيلَ خاصَّةً لَهُ
لقد عَلِمتُ أَنَّ الرَّبَّ عَظيمٌ *
وأَنَّ سَيِّدَنا فَوقَ جَميعِ الآلِهَة
كُلَّ ما شَاءَ الرَّبُّ صَنعَ †
في السَّمَواتِ والأَرْض *
في البِحارِ وجَميعِ الغِمَار
مِن أَقْصَى الأَرْضِ يُصعِدُ الغُيومَ †
وللمَطَرِ يُحدِثُ البُروقَ *
ومِن خَزائِنِهِ يُخرِجُ الرِّيح
هو الَّذي ضَرَبَ أَبْكارَ مِصْرَ *
مِنَ النَّاسِ إِلى البَهائِم
وأَرسَلَ آياتٍ ومُعجِزَاتٍ †
في وَسَطِكِ يا مِصْر *
على فِرعَونَ وعلى جَميعِ عَبيدِه
هو الَّذي ضَرَبَ أُمَمًا كَثيرة *
وقَتَلَ مُلوكًا عُظَماء
سَيحونَ مَلِكَ الأَمورِيَين †
وعُوجًا مَلِكَ باشان *
وسائِرَ مَمالِكِ كَنْعان
المَجْدُ للآبِ وَالاِبْنِ *
وَالرُّوحِ القُدْس
كَمَا كَانَ فِي البَدْءِ وَالآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ *
وَإِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينْ.
أنتيفونة ٣: سَبِّحوا اسمَ الرَّبِّ،
أيُّها الواقِفونَ في بيتِ الرَّبّ.
القراءة يهوديت ٨: ٢٥-٢٦أ، ٢٧
لِنَشكُرِ الرَّبَّ إِلهَنا الَّذي يَمتَحِنُنا كَما آمتَحَنَ آباءَنا. أُذكُروا كُلَّ ما صَنَعَهُ إِلى إِبْراهيم وكمِ امْتَحَنَ إِسْحَقَ وكُلَّ ما جَرَى لِيَعْقوبَ. فكَما أَنَّه آمتَحَنَهم بِالنّار لِيَسبِرَ قُلوبَهم؟ كذلك لن يَنتَقِمَ مِنَّا، بلَ الرَّبُّ يُؤَدِّبُ الَّذينَ يَقتَرِبونَ مِنه إِنْذارًا لَهُم.
الردّة
• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا
•• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا
• أنشِدوا لَهُ نَشيدًا جديدًا
•• بالله عزَّتِنا
• المجد للآب والابن، والروح القدس
•• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا
القراءة الأولى
من سفر حزقيال النبي ٨:٢- ٣ و١٦:١١ – ٢١
دعوة حزقيال
في تلك الأيَّامِ كانَتْ إليَّ كلمَةُ الرِّبِّ قائِلًا:
“وَأَنتَ، يَا ابنَ الإِنسَانِ، فَاسمَعْ مَا أُكَلِّمُكَ بِهِ، لا تَكُنْ تَمَرُّدًا كَبَيتِ التَمَرُّدِ. افتَحْ فَمَكَ وَكُلْ مَا أُناوِلُكَ”. فَنَظَرْتُ فَإِذا بِيَدٍ قَد مُدَّتْ إِلَيَّ، وَإِذَا بِسِفرٍ فِيهَا، فَنَشَرَهُ أمَامِي. وَهُوَ مَكتُوبٌ فِيهِ مِنَ الوَجهِ وَالظَّهرِ، وَقَد كُتِبَتْ فِيهِ مَرَاثٍ وَنُوَاحٌ وَوَيلٌ.
فَقَالَ لِي: “يَا ابنَ الإِنسَانِ، كُلْ مَا أَنتَ وَاجِدٌ. كُلْ هَذَا السِّفرَ وَاذهَبْ فَكَلِّمْ بَيتَ إِسرَائِيل”. فَفَتَحْتُ فَمِي، فَأَطعَمَنِي ذَلِكَ السِّفرَ، وَقَالَ لِي: “يَا ابنَ الإِنسَانِ، أَطعِمْ جَوفَكَ وَاملأْ أَحشَاءَكَ مِن هَذَا السِّفرِ الَّذِي أَنَا مُناوِلُكَ”. فَأكَلْتُهُ، فَصَارَ فِي فَمِي كَالعَسَلِ حَلاوَةً.
فَقَالَ لِي: “يَا ابنَ الإِنسَانِ، اذهَبْ وَامْضِ إِلَى بَيتِ إِسرَائِيلَ وَكَلِّمْهُم بِكَلامِي، فَإِنَّكَ لَستَ مُرسَلًا إِلَى شَعبٍ غَامِضِ اللُّغَةِ ثَقِيلِ اللِسَانِ، بَل إِلى بَيتِ إِسرَائِيلَ، لا إِلَى شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ غَامِضَةِ اللُّغَةِ وَثَقيلَةِ اللِسَانِ لا تَفهَمُ كَلامَهَا. وَلَو أَنِّي أَرسَلْتُكَ إِلَيهَا لَسَمِعَتْ لَكَ. فَأَمَّا بَيتُ إِسرَائِيلَ فيَأبَوْنَ أَن يَسمَعُوا لَكَ، لأَنَّهُم يَأبَوْنَ أَن يَسمَعُوا لِي، لأَنَّ بَيتَ إِسرَائِيلَ بِأَسرِهِم صِلابُ الجِبَاهِ وَقُسَاةُ القُلُوبِ. هَاءَنَذَا قَد جَعَلْتُ وَجهَكَ صُلْبًا كَوُجُوهِهِم وَجَبهَتَكَ صُلْبَةً كَجِبَاهِهِم. لَقَد جَعَلْتُ جَبهَتَكَ مِثلَ المَاسِ وَأَصلَبَ مِنَ الصَّوَّانِ، فَلا تَخَفْ مِنهُم وَلا تَرتَعِبْ مِن وُجُوهِهِم، فَإِنَّهُم بَيتُ تَمَرُّدٍ”.
وَقَالَ لِي: “يَا ابنَ الإِنسَانِ، جَمِيعُ الكَلامِ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ خُذْهُ فِي قَلبِكَ وَاسمَعْهُ بِأُذُنَيْكَ، وَاذهَبْ وَامْضِ إِلَى المَجلُوِّينَ، إِلَى بَنِي شَعبِكَ، وَكَلِّمْهُم وَقُلْ لَهُم: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ، سَوَاءٌ أَسَمِعُوا أَم لم يَسمَعُوا”.
وَبَعدَ الأَيَّامِ السَّبعَةِ، كَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلًا: “يَا ابنَ الإِنسَانِ، إِنِّي جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيتِ إِسرَائِيل. فَاسمَعِ الكَلِمَةَ مِن فَمِي وَأَنذِرْهُم عَنِّي. فَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرّيرِ، إِنَّكَ تَمُوتُ مَوتًا وَلَم تُنذِرْهُ أَنتَ وَلَم تَتَكَلَّمْ مُنذِرًا الشِّرِّيرَ بِشَرِّ طَرِيقِهِ لِيَحيَا، فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ فِي إِثمِهِ، لَكِنِّي مِن يَدِكَ أطلُبُ دَمَه. أَمَّا إِذَا أَنذَرْتَ الشِّرِّيرَ، وَلَم يَتُبْ مِن شَرِّهِ وَمِن طَرِيقِهِ الشِّرِّيرِ، فَهُوَ يَمُوتُ فِي إِثمِهِ، لَكِنَّكَ تَكُونُ قَد خَلَّصْتَ نَفسَكَ.
وَإِذَا رَجَعَ البَارُّ عَن بِرِّهِ وَأَثِمَ، فَإِنِّي أَجعَلُ أَمَامَهُ مَعَثَرَةً فَيَمُوتُ. لأَنَّكَ لَم تُنذِرْهُ يَمُوتُ فِي خَطِيئَتِهِ، وَلا يُذكَرُ مَا عَمِلَهُ مِنَ البِرِّ، لَكِن مِن يَدِكَ أَطلُبُ دَمَهُ. أَمَّا إِذَا أَنذَرْتَ البَارَّ بِأَن لا يَخطَأَ وَلَم يَخطَأْ البَارُّ، فَهُوَ يَحيَا حَيَاةً، لأَنَّهُ أُنذِرَ وَأَنتَ تَكُونُ قَد خَلَّصْتَ نَفسَكَ”.
الردة ر. حزقيال ٣: ١٧؛ ٢: ٦ و٨؛ ٣: ٨
• إنِّي جَعَلْتُكَ رَقِيبًا عَلَى بَيتِ إسرَائِيلَ. فَاسمَعْ الكَلِمَةَ مِن فَمِي وَأنذِرْهُم عَنِّي. فَلا تَخَفْ مِنهُم، وَمِن وُجُوهِهِم لا تَرتَعِبْ.
• هَاءَنَذَا قَد جَعَلْتُ وَجهَكَ صُلبًا كَوُجُوهِهِم، وَجَبهَتَكَ صُلبَةً كَجِبَاهِهِم.
• فَلا تَخَفْ مِنهُم، وَمِن وُجُوهِهِم لا تَرتَعِبْ.
القراءة الثانية
من مواعظ القديس أغسطينس الأسقف في الرُّعاة
(العظة ٤٦، ٣- ٤: CCL ٤١، ٥٣٠- ٥٣١)
رعاة يرعون أنفسهم
وَلْنَرَ الآنَ ماذا تقولُ كلمةُ الله التي لا تجامِلُ أحدًا للرُّعاةِ الذين يَرعَوْن أنفسَهم لا الخِرافَ: ” إنَّكُم تَأكُلُونَ الألبَانَ، وَتَلبِسُونَ الصُّوفَ، وَتَذبَحُونَ السَّمِينَ، لَكِنَّكُم لا تَرعَوْنَ الخِرَافَ. الضِّعَافُ لم تُقَوُّوهَا، وَالمَرِيضَةُ لَم تُدَاوُوهَا، وَالمـَكسُورَةُ لَم تَجبُرُوهَا، وَالشَّارِدَةُ لَم تَرُدُّوهَا، وَالضَّالَّةُ لَم تَبحَثُوا عَنهَا، وَإنَّمَا تَسَلَّطْتُم عَلَيهَا بِقَسوَةٍ وَقَهرٍ، فَأصبَحَتْ مُشَتَّتَةً مِن غَيرِ رَاعٍ” (حزقيال ٣٤: ٣- ٥).
يُبيِّنُ هذا الكلامُ في الرُّعاةِ الذين يرعَوْن أنفسَهم لا الخرافَ ماذا يُحِبُّون وماذا يُهمِلون. ماذا يُحِبُّون إذًا؟ يقولُ لهم:” إنَّكُم تَأكُلُونَ الألبَانَ، وَتَلبِسُونَ الصُّوفَ “. وفي هذا يقولُ الرَّسول: “مَن ذَا الَّذِي يَغرُسُ كَرمًا وَلا يَأكُلُ ثَمَرَهُ؟ وَمَن ذَا الَّذِي يَرعَى قَطِيعًا وَلا يَغتَذِي مِن لَبَنِ القَطِيع؟” (١ قورنتس٩: ٧). نجدُ هنا أنَّ حليبَ القطيعِ يَعني كلَّ ما يقدِّمُه الشَّعبُ لرؤسائِه لضمانِ معيشتِهم المادّيّة. هذا ما عناه الرَّسولُ في كلامِه الذي ذكَرْناه (١ قورنتس ٩: ٧).
أمَّا هو فقد اختارَ أن يكفيَ نفسَه بتعبِ يدَيْه، فلم يطلُبْ الحليبَ من الخرافِ، مع أنَّه قالَ إنَّه حقٌّ له، وإنَّ الربَّ شاءَ ذلك، حيث قالَ إنّ الذين يبشِّرون بالإنجيل يعيشون من الإنجيل. وقالَ الرَّسولُ إنَّ سائرَ الرُّسُلِ زملائِه مارسوا هذا الحقَّ. فهو حقٌّ لا استبداد. أمَّا هو فقد صَنَعَ أكثرَ من ذلك: لم يأخُذْ ما هو حقٌّ له، بل أعطى ما هو حقٌّ له. ومع ذلك، فإنَّ غيرَه، إنْ إخَذَ، لم يأخُذْ ما ليس بحقٍّ له. أمَّا هو (بولس الرّسول) فقد قدَّم الأكثر. ولعلَّنا نجدُ إشارةً إلى ذلك في ما صنعَه (السَّامريُّ) الذي أتى بالرَّجلِ المريضِ إلى الفُندُقِ وقالَ لصاحبِه: “مَهمَا أنفَقْتَ زِيَادَةً عَلَيهِ أُؤَدِّيهِ أنَا إلَيكَ عِندَ عَودَتِي” (لوقا ١٠: ٣٥).
ماذا نقولُ أيضًا في هؤلاء الذين لا يحتاجون إلى حليبِ القطيع؟ إنَّ رحمتَهم واسعة، أو بالأحرى إنَّهم يمارسون الرَّحمةَ أكثرَ من غيرِهم. هم يقدِرون (أن يَستَغنُوا عن حليبِ الخراف)، ويعملون بما يقدِرون. فهم أهلٌ للمديح، ولكنَّ غيرَهم ليسوا أهلًا للذَّمِّ. لم يأخُذْ الرَّسولُ ما هو مُتَاحٌ له، ولكنَّه أرادَ أيضًا أن تكونَ الغنمُ مثمرةً، لا عقيمةً، وأن تُعطِيَ حليبًا وافرًا.
الردة ر. حزقيال ٣٤: ١٥- ١٦
• أنا أرعَى خرافي وأنا أُربِضُها، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ. وأَبحَثُ عن الضَّالَّةِ وأرُدُّ الشَّاردةَ.
• وأُقَوِّي الضَّعيفةَ، وأرعَى السَّمينةَ والقويَّة.
• وأَبحَثُ عن الضَّالَّةِ وأرُدُّ الشَّاردةَ.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
تَبَارَكَ الرَّبُّ، الَّذِي تَفَقَّدَنا وخَلَّصَنَا.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
تَبَارَكَ الرَّبُّ، الَّذِي تَفَقَّدَنا وخَلَّصَنَا.
الأدعية
إنَّ المسيحَ يَستجيبُ صوتَ المُتوّكلين عليهِ ويُخلِّصُهُم. فَلْنَبتَهِلْ إليهِ قَائِلِين:
لَكَ الحَمْدُ، عَلَيكَ الاتِّكَالُ، يَا رَبّ.
أَيُّهَا الإِلَهُ الوَاسِعُ الرَّحْمَة،
– لَكَ الحَمْدُ عَلَى الحُبِّ الَّذِي أَحْبَبْتَنَا بِهِ.
يَا مَنْ لَا يَزَالُ يَعْمَلُ مَعَ الآبِ فِي تَارِيخٍ البَشَرِيَّة،
– جَدِّدْ كُلَّ شَيْءٍ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ القُدُس.
اِفْتَحْ عُيُونَنَا وَعُيُونَ إِخْوَتِنَا،
– فَنَرَى اليَوْمَ آيَاتِكَ.
يَا مَنْ يَدْعُونَا اليَوْمَ إِلَى خِدْمَتِهِ،
– اِجْعَلْ مِنَّا خُدَّامًا لِنِعْمَتِكَ المُتَعَدِّدَةِ فِي إِخْوَتِنَا.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
اللَّهُمَّ، يَا مَنْ وَكَلْتَ إِلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَحْرُسَ الأَرْضَ وَيَفْلَحَهَا، وَخَلَقْتَ الشَّمْسَ لِصَالِحِهِ † أَعْطِنَا أَنْ نُحْسِنَ العَمَلَ فِي هَذَا النَّهَار * لِمَجْدِكَ الإِلَهِيّ وَخَيْرِ قَرِيبِنَا. بِرَبِّـنَا يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْـنِكَ * الإِلَهِ الحَيّ المَالِكِ مَـعَكَ وَمَعَ الرُّوحِ القُدُسِ † إلَى دَهْرِ الدُّهُور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.