فَليَكُن كَلامُكُم: نَعَم نَعَم» على مثال “نَعَم” مريم العذراء – القديسة تيريزيا الأفيلية
القدّيسة تيريزيا الأفيلية (1515 – 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
القصر الداخليّ، المسكن الثالث
فَليَكُن كَلامُكُم: نَعَم نَعَم» على مثال “نَعَم” مريم العذراء
إلهي يعرف جيّدًا أنّه لا يمكنني أن آمل إلاّ برحمته، وبما أنّني لا أستطيع أن أنكر ما كنت عليه، فليس لديّ علاج آخر إلاّ أن أستسلم لهذه الرّحمة، وأضع ثقتي باستحقاق ابنه ومريم العذراء أمّه التي أرتدي بعدم استحقاق ثوبها الذي ترتدينَه أنتنّ أيضًا. يا بناتي، مجّدوا الله لأنكنّ حقًّا بنات هذه الملكة؛ لا تخجلْنَ من بؤسي لأنكنّ تجدْنَ في مريم أمًّا صالحة. تمثّلْن بها وأدركْنَ عظمة هذه السيّدة وكم نحن سعيدات لكونها شفيعتنا. لكن أريد أن أحذّركم من شيء واحد: على الرغم من كونكنّ بنات هذه الأمّ، لا تكنّ واثقات من ذواتكنّ ولا تفتخرن بشيء… نحن اللواتي نرتدي الزيّ الرّهباني بكامل إرادتنا وتركنا كلّ شيء من أجل الله، نعتقد أنّنا قد تمّمنا كلّ شيء. صحيح أنّه حتّى لو لم يكن الأمر متعلّقًا سوى بِشِبَاكِ القدّيس بطرس، فإنّ الذي يعطي ما يملك يعطي الكثير. هذا كافٍ، شرط أن نثابر وألاّ نعود لنقحم أنفسنا مجدّدًا بأعمالنا السّابقة. بدون أدنى شكّ، إذا ثابرنا على الزهد والتخلي عن كلّ شيء، سنصل إلى هدفنا. وهذا لن يحصل إلاّ بشرط واحد؛ أستحلفكنّ أن تأخذنَه بعين الاعتبار: اعتبرْنَ أنفسكنّ كخدّام بطّالين، على حدّ قول القدّيس بولس أو قول الرّب يسوع المسيح نفسه (راجع لو 12: 48). صَدِّقنَ أن لا شيء يُرغِم الربّ على إسداء هذه الخدمة لَكُنَّ؛ إنّ دَيْنَكُنَّ يزداد حجمًا كلّما حَصَلتُنَّ على المزيد.